الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

في أفياء سورة الانشقاق

د. مساعد الطيار


 عندنا اليوم سورة الانشقاق وهكذا سُمّيت بهذا الاسم في بعض المصاحف وكتب التفسير وبعض كتب السنة، وأيضًا قد تسمّى سورة إذا السّماء انشقّت، وسبق في الحديث الذي ذكرناه في سورة التكوير (من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة) وذكر فيها وإذا السماء انشقّت إذًا هي سورٌ ثلاث التي وردت في الحديث، نعم (إذا الشمس كوِّرت) التكوير، و(إذا السماء انفطرت) الانفطار، و(إذا السماء انشقّت) الانشقاق.
  أيضًا ورد عن أبي رافع قال: "صلّيت مع أبي هريرة العتَمة فقرأ إذا السماء انشقّت" فنلاحظ أنه ذكر أول السورة
 وكذلك عن أبي هريرة قال: "سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في إذا السماء انشقّت واقرأ باسم ربّك" يعني كأنها إشارة إلى أسماء بدايات السّور جُعلت كالأسماء.
  هذه الاسماء التي ذُكرت لهذه السورة وهي سورة الانشقاق، طبعًا هناك اسم آخر سورة انشقّت وكذلك سورة الكدح وهذه ذكرها بعض المتأخّرين، وكما سبق إذًا نكرر ونقول أن هذه يدخل فيها باب الاجتهاد لكن المشهور هو سورة الإنشقاق أو إذا السماء انشقّت.  موضوعات هذه السورة:
 هذه السورة -كما سبق أن ذكرنا في التكوير والانشقاق- وقوله عليه السّلام في قوله (من سرّه من ينظر إلى يوم القيامة) فإذًا هي حديثها الحقيقة عن يوم القيامة ونلاحظ التكرار الذي يحصل في هذه السور عن هذا اليوم مرّةً بعد مرة، كلّ السُّور الماضية التي سبق من بداية عمَّ إلى الآن ونشاهد مشاهد يوم القيامة أو أحداث يوم القيامة أو أنواع الناس يوم القيامة حاضرة في هذه السور.
 طبعًا ابتدأت هذه السورة بأمرين عظيمين:
 الأمر الأول: متعلق بالسماء
والآمر الثاني متعلق بالأرض وهو أن هاتين المخلوقتين العظيمتين تسمعُ لأمر ربّها إذا أمرها بأن يحصل فيها ما يحصل من الانشقاق وكذلك من التّصدّع الذي يحصل في الأرض.
 ثم بعد ذلك ذكر سبحانه وتعالى مآل الإنسان فقال (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) وكأنه يشير إلى أن الإنسان أيًّا كان لابد أن يكدح لكن هذا الكدح هل يُوصله إلى الجنة أو يُوصله إلى النار بيّن الله سبحانه وتعالى أن الناس ينقسمون إلى فريقين: فريق كدحه يوصله أن يُؤتى كتابه بيمينه وفريق كدحه يُوصله أن يُؤتي كتابه بشماله وكما ورد أيضًا وراء ظهره وفي آيات أخرى قال بشماله وكما قال بن عباس وغيره أنه تكون شماله خلف ظهره فيكون يأخذه بيده بشماله وشماله خلف ظهره فيجتمع فيها أنه قال من وراء ظهره وفي آيه أخرى قال بشماله.
 ثم ذكر سبحانه وتعالى حال هذا الكافر لما كان في الدنيا وأنه كان مسرورًا وكان فرحًا وهو يأتي إلى أهله ولكن الله سبحانه وتعالى ذكر أن مآله -والعياذ بالله- بعد ذلك إلى هذه الخسارة التي حصلت ولهذا قال الله سبحانه وتعالى (إإِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ) أي أن لن يرجع بلى أي سيحور وسيرجع إلى ربّه إنه كان به بصيرًا.
  بعد ذلك ذكر الله سبحانه وتعالى قسَم أيضًا بأمور عظيمة وهي قسم بالشّفق، والقسم بالليل وماجمع، والقسم أيضًا بالقمر إذا اكتمل وصار بدرًا، أقسم بها على قوله (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ) وهذه إحدى القرآءات والمراد أن الخطاب للناس لتركبون حالًا بعد حال من شدائد الدنيا وأهوالها حتى تصلون إلى يوم القيامة.
 ثم ذكر واعظًا لهؤلاء الكفّار لماذا لا يؤمنون وهذه الآيات تُتلى عليهم وذكر سبب ذلك وهو شدّة تكذيبهم -والعياذ بالله-
 ثم بيّن أهل الإيمان وأنهم يؤمنون بالله وأن الله سبحانه سيُجازيهم بأجرٍ غير ممنون.
  أحسن الله إليكم دكتور ولا شك أنها تتّسق مع موضوعات القرآن المكي في هذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق