زار ملك الموت بيتي عندما أراد الله جل وعلا قبض روح فلذة كبدي -رحمه الله رحمة واسعة - وأفاض عليه من كرامته ورضوانه، ورأيت تلك الزيارة في رؤيا قبل تحقق المصيبة بثلاثة أيام، فكنت لا أعلم من سيأخذ؟ وهنا كان الابتلاء والامتحان!!
وبعد ذلك قضى الله أمره في ولدي،فعلمت علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه،وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه!
اتجهت في هذه المحنة إلى كتاب الله ليسكن فؤادي المقطوع الفارغ من كل شيء إلا من ذكر الله،فقد كان للمصيبة ألم شديد كالسيف يقطع أوصالي قطعة قطعة،فوجدت -ولله الحمد- العلاج والراحة والسكينة والطمأنينة واليقين والصبر والرحمة والهداية وثمرات أخرى كثيرة،وجدتها في آيات الله وكتابه المبين.
كان لساني لا يفتر من دعاء الله أن يربط على قلبي كما ربط على فؤاد أم موسى، واستحضرت في نفسي الآية التي تصف حال أم موسى وهي ترمي بثمرة فؤادها في البحر يقول تعالى (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
وقد جاءني الغوث بحمد الله،فأحسست بالثبات والرباط على قلبي،واستشعرت السكينة والهدوء في قلبي وجوارحي،فقلُص دمعي،وازداد رسوخ عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر عندي،وما زلت أردد قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق