الأحد، 15 فبراير 2015

قلوب أصلحها القرآن (١٢)/ ️تثبيت من الله

كنت أسمع بالفتن من حولنا وكثرتها وكثرة المعاصي ، أبحث عن وسائل للثبات على دين الله، ومع تأملي في القرآن الكريم ،وجدت هذه الوسائل فعلاً في قوله تعالى في سورة النساء:( وَلَوْ أَنّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوَاْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ مّا فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِيلٌ مّنْهُمْ وَلَوْ أَنّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لّهُمْ وَأَشَدّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لاَتَيْنَاهُمْ مّن لّدُنّـآ أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مّسْتَقِيماً ) فجعلتُ شعاري بعدها {العمل بما أعلم}،حتى حصلت على بعض الثمار ومنها:
معونة الله عز وجل لي على القيام بالطاعات بأسهل الطرق.
( لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) كنت في العشرين من عمري يوم تقدم لي الشاب الذي أحلم به، طالب علم عليه سيما الصلاح والاستقامة، ووافقت بعدها بعد استخارة واستشارة دون تقصٍّ واضح لأمور أخرى قد تهم الناس عادة ، ومضت الأيام وأنا أعيش فترة الخطبة في ظل حلم جميل بالحياة في بيت طالب علم، إلى أن اقترب موعد الزواج،وتسامع الناس بالخبر في بلدتي الصغيرة، فتتابعت التحذيرات من الارتباط بجادٍّ متزمت بعيد من مباهج الحياة!! اضطربت وحرت بين الثبات على المبدأ وتكملة المشوار،وبين الاستسلام والتراجع، ومضت الأيام وأنا بين الحيرة والقلق والدموع، إلى أن شاء جل وعلا.. وفي لحظة لا أنساها بعد صلاة الفجر جلست انتظر الإشراق وأخذت المصحف وتلوت من سورة آل عمران، حتى توقفت فيها على قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْجَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ولم أكن أعرف تفسيرها في ذلك الوقت ولا فيمن نزلت،ولكني شعرت أنها تخاطبني ،فكررتها مرات أتدبرها ،وبعدها اتخذت قراري بالاستمرار في ترتيبات الزواج ،وأنا أردد: حسبي الله ونعم الوكيل. واليوم،، وبعد مضيّ خمسة وعشرين عاماً من زواجي،أرى تتمة الآية في حياتي: (فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌوَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق