الأحد، 1 فبراير 2015

الدرس -٢- من تفسير سورة النور (مقدمة السورة) / د. ناصر العمر



بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين..
 نبدأ في مقدمة السورة وقد نأخذ في المقدمة درسا أو درسين .
السورة هي سورة النور وهذه السورة عظيمة قلت في الأسبوع الماضي أن بعض الإخوة قالوا قد نكون تأخرنا في اختيار هذه السورة قلت : لا لم نتأخر كلام الله جل وعلا كله له مكانته ومنزلته ووقته ، جاءتني رسائل من عدد من الإخوة بعد الدرس الماضي يشكروني على اختياري هذه السورة ، وقلت لكم : هي منكم أنتم .. من اختياركم أنتم، هو دور اللجنة ودوري هو الاختيار بين مجموعة من السور التي وردت ولا يعني التقليل بأي اقتراح ولكنها المُفاضلة لظروف معينة.
 سبحان الله ازددت بعد الأحداث الجارية والتي تجري فعلاً أهمية هذه السورة وهذا قدر يُوفق الله جل وعلا.
 هذه السورة -سورة النور- ذكر العلماء -وهي سورة مدنية- أنه ليس لها إسم إلا هذا الإسم و قد ورد في ذلك أحاديث صحيحة في تسميتها:
 وفيه (جاء رجل للنبي صلى الله عليه و سلم قال : إن تكلم تكلم بأمر عظيم - في موضوع قبل اللعان - وإن سكت سكت عن مثل ذلك فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان بعد ذلك أتاه فقال : إن الذي سألتك عنه قد اُبتليتَ به فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات في سورة النور .
 وكذلك في الصحيحين (سألت عبدالله بن أبي أوفى هل رجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم ، قلت : قبل سورة النور أو بعد ؟ قال : لا أدري ). الشاهد أن اسمها سورة النور وقت النبي صلى الله عليه و سلم.
 نعم هذه السورة عندما تستعرض آياتها -وسنقف معها بإذن الله- تتعجب .. لشمولها وأحاديثها وكأنها نزلت اليوم وخاصّة ما يتعلق بالمرأة ، يقول أحد المفسرين أو أحد طلاب العلم : "شريعةٌ اعتنت بصوت الخلخال في الرِّجل ألا تُعنَى بالأمور العظيمة!! ( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِن ) لأنه أدركنا نحن زمناً كانت المرأة تضع خلخال موجود الآن في بعض البلاد فإذا تحركت سُمِع صوت الخلخال ، والآن أصبحت حذاء، نوع من الحذاء طريقة مشي المرأة فيها وضربها برجلها يُحدِث فتنة ( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ ) لاحظوا ( مِنْ زِينَتِهِن ) .
وأيضاً من اللطائف من العلماء -هذا استنباط انقدح لي الآن- إذا كانت تُخفي الخلخال هل ممكن تكشف الوجه ؟ إذا كان الخلخال يُخفَى فما بالك إن قلنا يجوز كشَف الوجه ؟ ( لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِن ) ما هو الذي يُخفَى من زينتهن ؟ الخلخال في القدم فتخفيه بعباءتها وبثوبها الطويل فالشاهد: شريعة عُنِيَت بهذا الأمر ألا تُعنَى ببقية أصول المسائل!! يقول الله جل و علا : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) انظر إلى بعض وسائل الإعلام وانظر للصحف غداً ماذا سيقول كثير من هؤلاء المنافقون انظروا كيف الفتنة تحدث يفرحون بالفتن يفرحون بأمور عظيمة جداً ، جاءت هذه السورة تبين تفصيلاً بل تأمر بغض البصر وفرق بين إطلاق البصر أو تغميض البصر فأمرت الرجال بغض البصر وأمرت النساء بغض البصر. حقيقةً هذه السورة قال العلماء هي اسمها النور سورة النور لكن قالوا : أول كلمة فيها ماذا ؟ ( سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا) قال العلماء : سُميت سورة لعُلو مكانها وتكنية بشأنها من الله رفعاً لمقامها لما فيها من الأحكام ، سورة عظيمة.
 وبعض العلماء قال أيضاً ومع ذلك هذا معنى صحيح أنها بمعنى السُّور هي عبارة عن سور ولذلك في رسالة جميلة لأخينا الشيخ عصام بن صالح العويد اسمه أسوار العفاف أصدره مركز تدبر للدراسات (قبسٌ من سورة النور) رسالة جميلة صغيرة لكن حقيقية أنا أنصح بقراءتها من طبع دار الحضارة للنشر والتوزيع وقد يسأل البعض أين أجدها ؟ موجودة في المكتبات *** أنا ما احب اذكر مسائل هنا إلا من باب الدلالة على ذلك اسمها أسوار العفاف قبسٌ من سورة النور ، رسالة صغيرة في حجمها خمسة وثمانين تقريباً صفحة لكن دلالاتها وعظيمه وُفق الشيخ عصام -وفقه الله- وهو كما تعلمون أحد المعنيين بتدبر القرآن باستنباط دلالات فأخرج منها عدة أسوار سمّاها سورة أي أسوار سماها أسوار العفاف ، فهذه السورة ( سُورَةٌ ) أي سُور فالذي يلتزم فعلاً بهذه السورة كأنه وضع سوراً عظيماً مرتفعاً حمايةً لنفسه ولزوجته ولبناته كما أن الإنسان يضع سور مرتفع في بيته حماية لبيته و أهله قد يكون حماية لماله و قد يكون حماية لعرضه لو شعر أن أحداً قد يُطل من العمائر أو من غيرها رفع السور حتى يحمى المرتفعين هؤلاء في مبناهم لا في أخلاقهم يحميهم من النظر إلى بيته فهو يرفع السور ، فيقال سورة هي المنزلة الرفيعة وهي سُور في الوقت نفسه فهي تحمي العِرض .. تحمي البيت .. تحمي الأخلاق .. تحمي أمور .. تحمي من النفاق .. تحمي من الكفر .. تحمي من التمرد على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. تفضح المنافقين ( وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ) ( وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ) لكن إذا كان الحق لهم لا .. أفتى العلماء وأفتى المشايخ ثم يبدؤن يأتوك بأقوال العلماء والمشايخ طيب أنتم ضاربين بكلام الشيخ عرض الحائط أكثر من مرة ليش الآن صار المشائخ وقالوا المشايخ ( وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ) مُسرعين خلاص أفتى المشايخ .. قال المشايخ لكن إن يكن عليهم لا ( وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ) في سورة النور ( وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) حقيقة بينما قول المؤمنون بعد ذلك لا.. يقولوا سمعنا وأطعنا هؤلاء هم المفلحون .. هم المتقون .. هم الفائزون كما تبين السورة ، نعم معركة النفاق تفضحها سورة النور لأن هناك من المنافقين من يعبث بالشريعة و لهذا يروى أثر...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكر الله للأخت (^_^) على قيامها بتفريغ الحلقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق