أ.ضحى السبيعي
إنَّ العلم يزيدُ الشريف شرفاً، ويرفع قدر أهله بين الناس، ويُجلس المماليك على الأَسِرة ،
وقد رفع الله أبا العالية بالقرآن حتى قال أبو بكر بن أبي داود: "ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية وسعيد بن جبير".
وتعالوا نقف مع بعض وصايا أبي العالية وأحواله مع القرآن:
١- كان يُعلِّم أصحابه كيف يتعلمون القرآن، فقد رَوى عنه أبو نعيم أنه كان يقول: "تعلموا القرآن خمس آيات فإنه أحفظ لكم وإن جبريل كان ينزل به خمس آيات خمس آيات" وهذا منهج تعليمي تربوي.
٢- كان مهتماً بالصلاة وإقامتها لأنها عمود الإسلام، فكان يزِن الناس بها، فقد رُوى عنه أن قال: "كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام لأسمع منه فأتفقد صلاته فإن وجدتهُ يُحسنها أقمت عليه وسمعت الحديث منه والعلم، وإن أجدهُ يضيعها رحلت ولم أسمع منه، وقلت: هو لما سواها أضيع".
وإنَّ الصلاة لميزان صحيح ودقيق للرجال، وكم من رجلٍ يُقال ما أعقله وما أذكاه وغيرها من صفات المدح ثم تُفتش عنه، فتجده لا يعرف المساجد.
٣- ولقد أوصى بلزوم القرآن وتعاهُدِه، ونهى في مُقابل ذلك عن الأهواء والبدع. رُوي عنه أنه قال: "تعلموا القرآن فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وإيَّاكم وهذه الأهواء فإنَّها تُوقِع العداوة والبغضاء بينكم، ولا تحيدوا عن الأمر الذي كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم". ولما نُقل هذا للحسن البصري قال: "لقد نصحكم أبو العالية والله وصدقكم".
٤- وكان يُعلِّم أصحابه حقائق القرآن في جوانب الحياة وسعادتها، فقد رُوي عنه أنَّهُ قال: "إنَّ الله تعالى قضى على نفسه أن من آمن به هداه، وتصديق ذلك في كتاب الله: ((وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) [سورة التغابن :11].
وأن من توكل عليه كفاه، وتصديق ذلك في كتاب الله :(( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )) [سورة الطلاق :3] .
وأن من أقرضهُ جازاه، وتصديق ذلك في كتاب الله : (( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) [سورة البقرة :245] .
وأن من استجار من عذابه أجاره، وتصديق ذلك في كتاب الله : (( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)) [سورة آل عمران :103].
وأن من دعاه أجابه، وتصديق ذلك في كتاب الله :(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) [سورة البقرة:١٨٦]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق