الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

القـ حياة ـرآن -٤-

أ.ضحى السبيعي



/ { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } هو الملك المتصرف في عباده، ويظهر ملكه وأمره ونهيه، وثوابه وعقابه ، وحكمه وعدله، في يوم الدين وهو يوم القيامة ، يوم الحساب على الأعمال التي قدمها العباد إما خيراً ، وإما شراً والعياذ بالله من سوء المنقلب.
/ وقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ قال :" يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟"
الله أكبر هناك اليوم الفصل ، هناك تستوي البشرية ، فلا فرق بين راع ومرعي، ولا شريف ووضيع، ولا سيد وعبد، ولا غني وفقير، ولا خادم ومخدوم، الجميع سواسية في الحساب والجزاء.
{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } من أعظم النِعم المستوجبة للحمد فملكيته سبحانه ليوم الدين هي التي حمت الضعفاء والمظلومين والمحزونين ، فلمَ الهم ؟ ولم َ الحزن ؟ وأنت تعلم أن الله تعالى سيعوضك خيراً، وسيحاسب كل شخص على ظلمه وجبروته ، ولا يظلم ربك أحداً.

الوصيّة العمليّة :
 / هذه الآيات تشعرنا بهول الموقف بين يدي الرب ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ولكنه كما جاء في الحديث يخفف على المؤمنين كصلاة أحدكم .
/ الإيمان بيوم الدين يجعلك تشعر بالمسؤولية عن التغيير في حياتك ، ولعل في تكرار هذه الآية في كل ركعة يجعل الإنسان يشعر بأنه مطالب ومحاسب ومسؤول عن كل ما يصدر عنه ، فإذا كان يعقل ما يقول فسيورثه ذلك خوفاً من ذلك اليوم الذي يحاسب الله عز وجل فيه الخلائق ، فهل استشعرنا أننا سنقف جميعاً في ذلك اليوم الذي يوفّي الله فيه كل نفس ما كسبت ؟! فكم نردد تلك الكلمات ولانشعر بالرهبة؟؟
/ في هذه الآيات الثلاث مناجاة الله للعبد في الصلاة كما جاء في الحديث ، فإذا قرأ العبد : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ } يقول الله : حمدني عبدي ، وإذا قرأ : { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } يقول الله : أثنى علي عبدي ، وإذا قرأ : { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } يقول الله : مجدني عبدي .. ، فهل نستشعر ذلك الحمد وذلك الثناء وذلك التمجيد حين نقرأ في صلواتنا ؟ وهل نستشعر ونستحضر جواب الله سبحانه لنا ؟
{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } فإذا كان الرب الذي أعطاك ومنحك وأغدق عليك نعمَه ظاهرة وباطنة وتولى تربيتك في الدنيا هو الذي سيتولى الجزاء في الآخرة، هو الذي يمتلك يوم الدين، فكيف يا ترى سيكون ظنّك به؟
 كيف سيكون إقبالك عليه؟
كيف سيكون حرصك على تقوية العلاقة به عز وجل (مالك يوم الدين)؟.
 وهل سيبقى في قلبك شعور بالعبودية لأحد سواه سبحانه وتعالى؟ 
___________________
#مجالس_المتدبرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق