- الجزء الخامس
/ {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}
ختمت بـِ ( إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)
ولذاك فضّل بعض الناس على بعض حسب مراتب استعداداتهم وتفاوت قابلياتهم.
/ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا}
عن ابن مسعود قال: قال لي رسول الله ﷺ
( اقرأ علي قلت : يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أُنزل؟
قال نعم إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت سورة النساء حتى إذا أتيت إلى هذه الآية:
{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا}
قال :حسبك فإذا عيناه تذرفان ).. 🍃 فإذا كان هذا الشاهد تفيض عيناه لهول هذه المقالة وعِظم تلك الحالة، فماذا لعمري يصنع المشهود عليه ؟!
وكأنه بالقيامة وقد أناخت لديه .. [روح المعاني للألوسي ،ج ٣]
/ {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }
إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها، فيخبر بها ويفشيها وينشرها ، وقد لا يكون لها صحة .
وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ قال: ( كفى بالمرء كذباً أن يُحدّث بكل ما سمِع).
/ {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ..} أي من سعى في أمر فترتب عليه خير، كان له نصيب من ذلك..
{وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا}
أي يكون عليه وزر من ذلك الأمر الذي ترتب عليه سعيه ونيته
كما ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: ( اشفعوا تؤجروا ) [عمدة التفسير لابن كثير ،ج١]
/ يا لحسرة الغافلين عن أنفسهم وأهليهم ! {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا}. خُطط تُنفذ ! وجُهود تُبذل ! لتبدأ مسيرة الميل والانحراف. [ش.سلمان السنيدي]
/ في ذم المنافقين بقولة تعالى:{ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا }
دليل على وجوب الطمأنينة في الصلاة وتكميل ركوعها وسجودها وقيامها وقعودها, لأن العبد لا يسْلَم من هذا الذم إلا بهذا التكميل والإخلاص لله تعالى [ السعدي-رحمه الله- ].
- الجزء السادس
/ {... فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
هذا هو عين النصر والظفر،كما قال بعض السلف: ما عَاملْت من عصى الله فيك بمثل أن تُطيع الله فيه..
وبهذا يحصل لهم تأليف وجمع على الحق،ولعل الله أن يهديهم
ولهذا قال ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) يعني به:الصفح عمن أساء إليك. [عمدة التفسير لابن كثير،ج١]
/ في سورة المائدة آية تملأ قلب التائب رجاء :
{ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.
/ { كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }
قال أهل العلم: وليس من شرط الناهي أن يكون سليماً عن معصية ..
بل ينهى العصاة بعضهم بعضًا.
/ "القلب لا يدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه ما يُنجّسُه من الكِبر والحسد ( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّـهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ) ". [ابن تيمية-رحمه الله-]
/ ندب الله إلى التعاون على البر وقرنه بالتقوى
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ }، لأن في التقوى رضى الله، وفى البِر رضى الناس ومن جمع بين رضى الله ورضى الناس فقد تمت سعادته وعمّت نعمته.
[تفسير القرطبي-رحمه الله-].
#مجالس_المتدبرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق