الاثنين، 23 ديسمبر 2013

الحلقــ الحادية عشرة ــة / أولوا اﻷلباب -٢-




 الحمد لله على فضله والصلاة والسلام على أفضل خلقه وأشرف رسله وبعد:
 كنا قد بدأنا في لقاء اﻷمس الحديث عن قول الله -عز وجل- أولي اﻷلباب وذكرنا أننا سنذكرهما في لقائين متتابعين مضى أحدهما،تحدثنا عن هذه المفردة في سورة البقرة وسورة آل عمران.
 قال الله -عز وجل- في سورة يوسف ( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ذكر الله -جل وعلا- في هذه السورة المباركة نبأ نبيه يوسف ثم أجمل قال ( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) فأصبح الحديث ليس عن يوسف فقط، عن الرسل جميعا ، ثم بين -تبارك اسمه- أن من أعظم الدﻻئل على أن العقل زاكٍ أن اﻹنسان يعتبر بما قد كان فيقيس ما مضى على ما سيأتي وإن من العقل بمكان أﻻ ينازع العبد الملك الديّان فيجتنب المظالم ﻷنه يعلم أنه لا قدرة له بعذاب الله وهذا من وفرة العقل فربنا يقول هنا (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) قصص من؟ قصص أنبياء الله ورسله ، من أين يعلم اﻹنسان تلكم القصص حقا؟ من كلام الله -عز وجل- في كتابه قال -جل وعلا- ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ ) والله -تبارك اسمه وجل ثناؤه- ذكر جما غفيرا من أنبيائه ورسله في كتابه العظيم ، ذكر أحوالهم ، أنباءهم ، أخبارهم ، حتى يستعين بها المؤمن العاقل الموفق على ما يكون في أمر دينه وأمر دنياه إن كان سياسيا ، إن كان عسكرياً ، إن كان رب عائلة،إن كان مريضا ، إن كان صحيحا ، إن كان في إقامة كل ذلك يستسقى الهدي فيه من أنبياء الله ورسله الذين سطر الله -عز وجل- لنا أخبارهم وأنباءهم في كتابه العظيم وهذا مقام يحتاج إلى تفصيل أطول لكن المراد هنا اﻹجمال (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ).
 مما يدل على وفرة العقل كذلك أن ينظر اﻹنسان ما يراه بعينه وربنا يقول في سورة الزمر ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ۚ ) قال ربنا (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) فالدنيا تكون في أول أمرها حسناء خضراء ثم تؤل إلى أن تصبح عجوزا شوهاء وهذا لا يرتاب فيه أحد بل قال الشوكاني -رحمه الله- في تفسيره قال: "إن معنى اﻵية هذا القرآن يتلوه المؤمن فيجري في قلبه فإذا كان موفقا اخضر وإذا كان مخذوﻻ جعله الله -جل وعلا- لا ينتفع به فيصدق عليه قول الله (ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا)" ولكن التأويل الذي عليه جماهير أهل العلم الزرع المعروف وأن الله -جل وعلا- ضربه مثلا للحياة الدنيا وضرب اﻷمثال مِما دل عليه القرآن وربنا يقول ( وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ) فإن من وفرة العقل أن يتعظ اﻹنسان بما يشاهد كما قال ربنا قبل قليل ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ) وهنا يقول ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ) قبلها بعدة آيات في السورة نفسها ذكر الله -جل وعلا- أن من دلالة كمال العقل أن اﻹنسان ينظر فيما حوله قال ( فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) قال عنهم ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) فسمى الله -جل وعلا- من يستمع القول فيتبع أحسنه أنه من ذوي اﻷلباب قطعا ﻷنه يوجد حسن ويوجد أحسن فاتباعك للأحسن -ولا يعني ذلك تحريم الحسن- يدل على عقل زاك وافر، كما أن من دلالة العقل أن يحتوي اﻹنسان من حوله ما أمكن إلى ذلك سبيلا فليس من الحكمة معاداة الرجال وقد قالوا إن معاوية -رضي الله عنه- قال لعبد الله بن الزبير -رضي الله عنه وعن أبيه- قال له: أريد أبياتا في الحكمة، فقال عبدالله بن الزبير -من محفوظه- أبياتا تُنسب للأفوه الإيادي أحد شعراء العرب وحكمائهم، واﻷبيات ثلاثة لكن الذي أذكره منها أنه قال له:
 بَلَوْتُ النَّاسَ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ ** فَلَمْ أَرَ غَيْرَ خَتَّالٍ وَقَالِ
وَلَمْ أَرَ فِي الْخُطُوبِ أَشَدَّ ضَرًّا ** وَأَضْنَى مِنْ مُعَادَاةِ الرِّجَالِ
وَذُقْتُ مَرَارَةَ الأَشْيَاءِ طُرًّا ** فَمَا شَيْءٌ أَمَرُّ مِنَ السُّؤَالِ
 "وَذُقْتُ مَرَارَةَ الأَشْيَاءِ طُرًّا " يعني جميعها " فَمَا شَيْءٌ أَمَرُّ مِنَ السُّؤَالِ " ولذلك إذا أردت أن تحفظ وجه أخيك فاعطه قبل أن يسألك، أصلا إذا سألك ليس لك حجة أن تقول لا، اللهم إلا إذا كنت لا تملك لكن وافر العقل من يعطي أخاه قبل أن يسأله، يحفظ على أخيه ماء وجهه فإن إراقة ماء الحياء دون إراقة ماء المُحيا.
 المقصود في قضية العقل: قلت إن من دلالة العقل أن اﻹنسان يحتوي الناس، أبو حنيفة -رحمه الله- إمام عظيم من أئمة المسلمين وهو أول اﻷئمة اﻷربعة ظهورا -بمعنى نشأة- ممن كتب الله لعلمهم البقاء. أسطح الناس يومئذ متجاورة كان مبتلى بجار يعمل إسكافيا -يعني يخصف النعل- وكان هذا الجار بما أنه يعمل في النعل هو يرى نفسه وضيعا، فكان إذا عاد إلى المنزل يشتري لحما أو سمكا، فإذا اشترى لحما طبخه وإذا اشترى سمكا شواه ثم يأخذ دَن خمر فيشرب بعد أن يطعم فإذا دب الشراب فيه أخذ يرفع صوته بأقوال لا يدري ماهي وهؤﻻء -عفا الله عنا وعنهم نسأل الله ألا يبتلينا- يرددون أشياء يشعرون بها داخليا فهو إسكافي ويظهر أن ثقافته كانت واسعة فكان يرفع صوته بالنداء وأبو حنيفة يصلي في الليل، وأبو حنيفة جار له، فأبو حنيفة يصلي وهذا يقول:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ** ليوم كريهة وسداد ثغر
 وما يزال طول الليل يرددها:
 أضاعوني وأي فتى أضاعوا ** ليوم كريهة وسداد ثغر
 وصوته عال وأبو حنيفة يصلي. اﻹمام إمام، من دلالة اﻹمامة -وافهموها على وجهها- من دلالة اﻹمامة أﻻ يحتاج اﻹمام أن يقول له الناس إنك إمام، من دلالة اﻹمامة أنه لا يجد في نفسه حاجة أن يقول له الناس إنك إمام. فلو ابتلينا في زماننا هذا بجار هذا حاله لحدثنا الناس في مجالسنا وكتبنا في تغريداتنا أن لدينا جارا يسكر ولا نرى الهيئة ولا نرى الشرطة، لكن أبا حنيفة إمام يعلم حق الجوار، ويعلم أن العاقل يحتوي لا يشهر سكت حتى جاء ذات يوم لم يسمع أبو حنيفة جاره، فلما أصبح سأل قالوا إن العسس أخذوه فركب بغلته بعد صلاة الفجر إلى الوالي، فلما علِم الوالي به قال لحرسه أدخلوه ببغلته -إجلالا ﻷبي حنيفة- فدخل فقال له أبو حنيفة إن لي جارا له حق وقد فقدت صوته فسألت عنه فقالوا حصل له كذا وكذا، والوالي يعرف قدر أبي حنيفة، ومن أعظم المناقب أن يولى على الناس من أولي الأمر من يعرف حق العلماء، فقال ﻷهل شرطته أطلقوا كل من قبضنا عليه من ذلك اليوم حتى هذه الساعة، حتى يدخل فيهم جار أبي حنيفة، لا حاجة أن نسأل عن اسمه أو فصله ومن هو، فلما خرج أخذه أبو حنيفة وأردفه على بغلته وقال له: أأضعناك؟ فاستحيا الرجل ورجع إلى بيته وكانت سببا في توبته وهو كان يردد :
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ** ليوم كريهة وسداد ثغر
هذا البيت أصلا من قصيدة لرجل يقال له العرجي من ذري ذرية أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه وأرضاه- والعرجي نسبة إلى العرج موضع في مكة يقال إنه ولد فيه ويقال إنه كان له تجارة فيه واسمه عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان -رضي الله تعالى عن عثمان- هذا الرجل كان يقول شعرا غزليا فتشبب -تغزل- بامرأة من إحدى أخوات الأمراء، فالأمير لما قبض عليه سجنه سبع سنين وكان يجلده عند الجامع فقال هذه اﻷبيات:
 أضاعوني وأي فتى أضاعوا ** ليوم كريهة وسداد ثغر
وخلوني لمعترك المنايا ** وقد شرعت أسنتها بنحري
 كأني لم أكن فيهم وسيطا ** ولم تكن نسبتي في آل عمرو
أجرر في الجوامع كل يوم ** ألاَ لله مَظلَمَتِي وصَـــبري
 حتى مات. فهذا اﻹسكافي بلغه هذا الخبر وإلا إسكافي العادة لا يحفظ شعرا لكنه ﻷن صنعته لا توافق ثقافته جعلته يلجأ إلى الخمر، فلما لجأ إلى الخمر أخذ يردد:
 أضاعوني وأي فتى أضاعوا ** ليوم كريهة وسداد ثغر
 لكن لا ينجو من لجأ إلى الخمر، ينجو من لجأ إلى الله، وليس -والله- الضياع أﻻ يعرف أمراؤك ولا ولاة أمرك وﻻ جيرانك وﻻ أهل بيتك حالك إنما الضياع الحق من لا يكتب له عمل صالح يرفع إلى السماء، ﻷن الناس مهما أُعطوا من متاع الدنيا يستوون في قبورهم، واذهب اﻵن إلى مقبرة العود في الرياض فيها من الملوك واﻷمراء والفقراء والعمال واﻷغنياء والفقراء، والله لا تستطيع أن تُميز قبر زيد من قبر عمرو، على يقين أن بينهما في التفاضل في قبورهم مالا يعلمه إلا الله. وقد دخل أحد الصالحين دمشق فوجد في أحد القبور مكتوب على القبر نِعم المسكن لمن أحسن، فالذي يموت على عمل صالح فوالله سيصبح قبره خير له من بيته، من يموت على عمل صالح فإن قبره خير له من بيته فليس في البيوت إلا المنغصات لكن يبقى القبر إذا كان اﻹنسان يموت على عمل صالح. نحن نتكلم عن العقل وقلنا إن من دلالته أن اﻹنسان يحتوي -ما أمكن إلى ذلك سبيلا- مَن حوله، وقد قيل لرجل عاقل متى يضيع الناس؟ قال: إذا كان الرأي عند من ﻻ يُقبل منه، والسلاح عند من لا يستعمله، والمال عند من لا يجود به سيضيع الناس. إذا كان الرأي عند من ﻻ يُقبل منه، مهما قال لا أحد يسمعه، والسلاح عند من لا يستعمله، وهذا يقاس على الزمن الماضي، ثم قال والمال عند من لا يجود به.
 قال الله -عز وجل- هنا ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) وقال -جل وعلا- في سورة الطلاق ( فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا) فأمر الله -عز وجل- بتقواه كما قال في سورة البقرة (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ) وبيّن أن الذين يستحقون أن يخاطبوا بهذا هم أولو اﻷلباب، هم أولو العقول النيرة، قد يقول إنسان كيف أصل إلى هذه الدرجة من العقل؟ بالاهتداء بالله أولا ثم لا يُصلح العقل مثل التجارب، والتجارب على ضربين: تجارب تعيشها أنت، وتجارب لغيرك تتعظ بها، تسمعها، تقرأها، تفقهها، تعيها فتكون -بعد عون الله- عونا لك على حياتك الدنيا. وإن العقل إذا صقلته التجارب وكان مطبوعا أصلا على الفهم يصل صاحبه إلى أعلى الدرجات. وإن من دلائل وفرة العقل: عدم العجلة والتأني في القول وعدم الخوض في كل قضية، وأن يعرف اﻹنسان المصالح والمفاسد بل يعرف شر الشرين وأعظم المصلحتين. فالمقصود من هذا حاجة الناس اليوم -حاجتنا جميعا وأنا أولهم- إلى أن يكون اﻹنسان زاكيا في عقله يتعظ، ولا ريب أنه لا يمكن أن نسلم من أخطاء وقد مرت بنا أمور وأقوال قلناها تمنينا لو أننا لم نقلها، وأفعال أقدمنا عليها تمنينا لو أننا لم نُقدم عليها، لكن العاقل من إذا كان منه شيء من هذا رُد إليه صوابه واتعظ ولم يعد إلى ذلكم اﻷمر فيكرره مرة أخرى ﻷن من لم تنهه التجارب ولم تفركه المواعظ ولم تصقله اﻷيام مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة يصبح كأنه ميؤس منه والله -جل وعلا- لما ذكر المنافقين قال (أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ) ثم عاتبهم رب العزة والجلال بأنه لا يقع منهم توبة ولا يقع منهم إذكار ولا يقع منهم عودة إلى ما كانوا عليه.
في التاريخ العربي عُرف رجال كثير -بحمد الله- بوفرة العقل، والموقف -الحدث- أحيانا هو الذي يدلك من تصرف صاحبه على كمال عقله، وقد ذكروا أخبارا كثيرة لو قرأت للماوردي أو قرأت لصاحب الذخائر واﻷغلاق أو غيرهما من أهل العلم والفضل الذين سطروا في هذا الباب كثيرا تجد جما غفيرا من اﻷخبار واﻷنباء التي تدل على أن هناك رجالا ميزهم الله -جل وعلا- بالعقل، والعقل قريب جدا من الكرم بينهما تلاصق، وقد كان آل المهلب آية في الشجاعة والعقل والحِلم والرأي والكرم، ويقولون إن أحدهم قبض عليه الحجاج فكان الحجاج يعذبه كل يوم فاتفق معه على أنه إذا آتى الحجاج مئة ألف في كل يوم يعفيه من العذاب -يعفيه من الجلد- فجمع ذات يوم مئة ألف لغناه حتى يستعين بها على أن يترك الحجاج عذابه، قبل أن يُسلمها للحجاج دخل عليه اﻷخطل فأخذ يمدحه ويقول له كيف أن الناس بعدك يسألون عنك:
وقال بغاة الخير أين يزيد ...
 كان اسمه يزيد وكنيته أبا خالد فلما ذكر اﻷبيات الثلاثة أعطاه المئة ألف فخرج اﻷخطل، فالحجاج لما بلغه هذا قال: يا يزيد أكل هذا الكرم وأنت على هذه الحالة؟! والله لا تكون أكرم مني وأطلقه. اﻵن أين تجد هذا وأين تجد هذا، قد يفهم اﻷول لكن لا يفهم الثاني، لكن الناس إذا كان بعضهم قريباً من بعض في اﻷحوال رزقوا جميعا رحمة الكبير المتعال. هذا ما تيسر إيراده وتهيأ إعداده وأعان الله على قوله وصلى الله على محمد وآله والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق