الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

تفسير سورة المسد


د. محمد بن عبد العزيز الخضيري


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
مشاهدي الكرام مازلنا نتحدث عن السور التي ختم الله -عز وجل- بها كتابه الكريم ، وقد تضمنت هذه السور معاني عظيمة ، إنها قصار المفصّل ، واليوم جاء دور سورة المسد لنتحدث فيها ونبيّن معانيها بما يفتح الله -عز وجل- به ، فنسأل الله الإعانة والتوفيق .
 وقبل أن ندخل إلى عالم هذه السورة دعونا نقرأها مجتمعين ، افتح مصحفك ، تابع معي ، دعونا نستمع :

 هذه السورة أنزلها الله -عز وجل- رداً على الطاغية أبي لهب ، أبو لهب هو عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولكن الله أضله فصار خصما لدوداً لدعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، منعه من الإيمان الكِبر وتقليد الآباء ، وإلا فالحُجج واضحة ، والبيّنات ظاهرة ، ومن أعظم الحُجج هذه السورة ، قد تقولون لي كيف كانت حُجة ؟ أقول : لأنه جاء في هذه السورة الخبر بأن أبا لهب في النار ، وسمع أبو لهب وامرأته هذا الخبر ، ومع ذلك لم يؤمنوا . كان بإمكانهم أن يأتوا ويقولوا : آمنا وشهدنا بأنك حق فيكون في ذلك أعظم الرد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى الكتاب الذي نزل من عنده ، ولكنهم لم يؤمنوا ، لم يؤمنوا ، فكان في هذا إعجاز للقرآن الكريم الذي أخبر خبرا عن رجل وامرأته بأنهم من أهل النار ، وكان بإمكانهم أن يُعاندوا ويقولوا آمنا يا محمد ، ليقولوا للناس هذا الذي نزل من الخبر عن أننا في النار نحن قد أسلمنا ، لكنهم بقوا على كفرهم ، واستمروا في عنادهم و بقوا في ضلالهم حتى هلكوا فاستحقوا الوعيد الذي جاء في هذه السورة .
هذه السورة نزلت بعد حادثة -كما يذكر المفسرون رحمة الله تعالى عليهم- فيقولون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صعد يوما الصفا فنادى أهل مكة : يا بني فلان ، يا بني فلان ، يا بني فلان ، يقول يا بني أسد ، يا بني عبد العزّى ، يا بني كنانة ، يا بني خزاعة ، يا بني فلان ، يعددهم قبيلة قبيلة وفخذا فخذا حتى اجتمعوا ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-(أرأيتم لو أني أخبرتكم عن خيل من وراء هذا الوادي أكنتم مصدقيّ ؟ قالوا : نعم ، ما جربنا عليك كذبا قط يا محمد ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقام أبو لهب فقال : تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا) يعني نحن لا نجتمع إلا لأمر مهم ، والأمر الذي قلته لنا أمرٌ تافه ، لا يساوي هذا الإجتماع ، وما علم أن رسول -صلى الله عليه وسلم- قد جمعهم لأعظم الأمور وأجلّها ، إنه الإنذار بعذاب الله -عز وجل- والتخويف من الرب -جل وعلا- ، والدلالة على الإيمان بالله وإنقاذهم في الحياة وبعد الممات .
عندما قال أبو لهب تلك الكلمة رد الله عليه كلمته ، فكانت كلمة أبي لهب في حق رسول الله كذبا ، وكانت كلمة الله في حق أبي لهب صدقاً وحقاً ، قال الله -عز وجل- (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) ، (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ) أي هلكت وخسرت وضلّت ، والمقصود بيديه : أبو لهب كله .
(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) أي وقد تبّ أي قد هَلَكَ بالفعل فلا نجاة له فهو مع الخاسرين وهو مع الهالكين لأنه أبى أن يستجيب لدعوة رسول رب العالمين .
 يا الله إنه عم رسول الله ، إنه عم رسول الله ولكن ما نفعته هذه العمومة ، ولن ينفع أحدا قُربه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما ينفعه إيمانه بالله وبرسوله -صلى الله عليه وسلم- ، إن القرب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا ينفع العبد إلا إذا آمن العبد برسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (ومن بَطَأ به عمله لم يسرع به نَسَبه) . وفي القرآن عندنا قاعدة عظيمة يعرفها و يفقهها ويفهمها كل مسلم : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ، الفضل هو في التقوى .
قال الله -عز وجل- (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) أي لن يغني عنه لا ماله الذي جمعه -وكان من أهل الأموال- ولا ما يكسبه من ولد وتجارات وبيوت وغيرها ، وولد الرجل من كسبه ، ولذلك يحِل للإنسان أن يأخذ من أموال ولده بغير إذنه ، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- (أنت و مالك لأبيك) . قالها للرجل الذي يشتكي من أبيه أنه يأخذ شيئاً من ماله ، قال (أنت و مالك لأبيك) . لقد قال أبو لهب عندما نزلت هذه الآيات : إذا كان محمد يتهددني بالنار فإنني أستطيع أن أفتدي من النار بمالي وولدي . فأنزل الله هذه الآية رداً عليه (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) إذا جاء وقت الخسار والهلاك الأخروي لن يغني عنه مال ولا ولد ، ولا حسب ولا نسب ، ولا تجارة ولا غيرها ، لا يغني عنك إلا ما جعله الله لك مُغنياً وهو الطاعة والعمل الصالح .
ثم قال الله -عز و جل- (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) أي ذات اتقاد وحر شديد ، فإن النار -كما لا يخفى عليكم مشاهدي الكرام- ذات تلهّب واتقاد عظيم لا يعلمه إلا الله ، إن النار قد فُضّلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزء ، قال الصحابة :يارسول الله إنها لكافية ، قال: إنها فُضّلت على نار الدنيا بسبعين جزءاً . إن نار الدنيا كما ترون إن رُكّزت تذيب الحديد وتصهره صهراً إذاً فكيف نار الآخرة ؟ تلك النار التي أُوقد عليها حتى احمرت ألف سنة ، ثم أُوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أُوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت فهي سوداء مُظلمة.(1)
 قال الله -عز وجل- (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) ونكّر كلمة "نار" ليدل على أنها عظيمة شديدة الهول شديدة الحر حامية (سَيَصْلَى نَارًا) ناراً و أي نار (ذَاتَ لَهَبٍ) .
 (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) أي وامرأته ستصلى النار أيضاً لأنها كانت تُعينه على صده عن دعوة النبي -صلى الله عليه وسلّم- ، لقد كانت زوجة أبي لهب وتُكنى بأم جميل واسمها أروى بنت حرب بن أمية ، هي أخت أبي سفيان سيّد أهل مكة ، كانت تعين زوجها على حرب النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانت تؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و تضع الشوك عند بابه وفي طريقه تريد بذلك المبالغة في إيذائه ، و كانت لا تُقصّر في هذا الباب أبداً -نسأل الله العافية والسلامة- ولذلك جعلها الله شريكة لزوجها في نار جهنم ، حتى قال بعض المفسرين أنها يوم القيامة تأتي بالحطب فتلقيه على زوجها في نار جهنم ، والذي يظهر من معنى الآية (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)  التي تحمل الحطب على ظهرها لتلقيه عند بيت رسول الله ، وفي طريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، أو يقال أنها عيرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالفقر فعُيّرت في هذه السورة بأنها تحمل الحطب .
هذه المرأة التي أعانت زوجها على الظلم والعدوان والبغي والكفر والفسوق والصدّ عن دعوة الله -سبحانه وتعالى- ودعوة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ستكون شريكة لزوجها ، ولذلك ينبغي لك أخي المسلم ويجب عليك أختي المسلمة أن لا تتابعي أحدا على فعله لأنك شريك له في بيت أو في مالٍ أو في قرابة أو في مجلس بل يجب عليك اتباع الحق والانصياع له والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم متابعة أحد على شيء يفعله .
 (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) قال الله -عز وجل- مخبرا عن حالها في النار (فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ) (فِي جِيدِهَا) أي في عُنقها (حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ) أي من ليفٍ من النار ، فالمسد هو الليف ، وقال بعضهم : المسد هو الطوق الحديدي ، وعلى أي الأحوال (فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ) من نار حامية .
وقد قال أهل السير أن أم جميل كان عليها عقد من ذهب ، فباعته لتشتري به أشياء تؤذي بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبُشرت في هذه السورة بأن لها في النار حبلاً أو طوقاً من النار -نسأل الله العافية والسلامة- .
 لما نزلت هذه السورة غضبت أم جميل ، وجاءت تولول وتصيح ولها صراخ وتقول : أين محمد ، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- جالساً في الحرم مع أبي بكر ، فقال أبو بكر -رضي الله تعالى عنه- لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يا رسول الله هذه أم جميل قد جاءت إليك تقصدك فلعلها أن تؤذيك ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : إنها لن تراني ، فقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم-  شيئاً من القرآن ليصُدها الله عنه ، فلما جاءت وقفت على أبي بكر فقالت : يا أبا بكر أوقد هجاني صاحبك ؟ فقال لها أبو بكر : يا أم جميل إنه لا يُحسن الشعر ، إنه لم يهجكِ . وقد صدق إنه لم يهجها وإنما هجاها الله -عز وجل- وذمّها وأخبر عن عاقبتها ، تأملوا هذا جيداً فلم يكذب أبو بكر -رضي الله تعالى عنه-، فوَلَت وهي لا تعلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فالتفت أبو بكر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال : ألم ترك يا رسول الله ؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : وقف بيني وبينها ملك فحال بيني وبينها فلم ترَني .تأملوا هذا جيداً إخوتي الكرام .
إذاً ماذا نستفيد من هذه السورة ؟ نستفيد من هذه السورة فوائد كثيرة و عديدة:
أولها : أن الإنسان ضلاله وهدايته بيد الله سبحانه وتعالى ، ولن ينفعه في ذلك قُربه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو من العالِم أو من الإمام أو من الخطيب أو الداعية أو غير ذلك ، إنما ينفعه توجه قلبه إلى الله سبحانه وتعالى وتوفيق الله له بأن يفتح على قلبه. 
/ إن من أعظم الفوائد التي نستفيدها من هذه السورة الكريمة :أن الإنسان لا ينتفع إلا بعمله ، (وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى*وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى) ، فإذا كفر فكفره عليه ، وإذا آمن فإيمانه له (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) ، فلا يغترن إنسان بأن أباه كان من الصالحين أو من الأولياء أو من الأصفياء أو من الأئمة والدعاة أو من العلماء بل عليك أن تعمل لتنجو بنفسك .
/ إن من الفوائد العظيمة أن يجعل الله لنا عبرة في أقرباء رسوله -صلى الله عليه وسلم- ، فإن رسول الله كان حريصاً على هدايتهم ، ولكن الله -عز وجل- قد أراد شيئاً غير ذلك ، ولذلك أنزل الله -عز وجل- : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء) .
لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حريصاً على هداية عمه أبي طالب ، واجتهد في ذلك غاية الاجتهاد لكنه مات على الشرك -والعياذ بالله- فماذا حصل أحبتي الكرام ؟ حزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حزناً شديداً فأنزل الله -عز وجل- (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء) وعليه يجب علي وعليك أخي المسلم أن نتوجه إلى الله بطلب الهداية ونسأل الله أن يهدينا جميعاً في الليل والنهار ، ولذلك المسلم لا يفتر عن سؤال الله الهداية ، يقول في اليوم أكثر من سبعة عشر مرة : (اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) يعني دلنا عليه وأرشدنا إليه وثبتنا عليه ، (اهدِنَا) فنحن بحاجة للهداية ، نحن بحاجة للهداية لأنك إذا لم تهدنا ضللنا ، إذا لم تهدنا تُهنا عن الطريق ، حتى ولو كنا في الأصل مسلمين .
/ إن من الفوائد أن الإنسان لا يُغني عنه من الله شيئاً لا ماله ولا ولده (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) فلن يُغني عنك كثرة أموالك ، ولن تُنادى يوم القيامة أيها الثري السيد الشريف الكبير المقدار ، تفضل وتعال واجلس ها هنا ، وتعال ها هنا ، أبداً ، في يوم القيامة الجميع سواسية ، الجميع حفاة عراة غرل ، يتفاضلون بمقدار أعمالهم الصالحة ، يبلع منه العرق مبلغاً عظيماً لأن الشمس تدنو من رؤسهم ، فمنهم من يبلغ العرق كعبيه ، ومنهم من يبلع العرق ركبتيه ، ومنهم من يبلغ العرق حقويه ، ومنهم من يُلجمه العرق إلجاماً يعني يكون على فمه كاللجام ، ولن يُنجيك إلا عملك الصالح ، كما نقول بعد الصلاة : ولا ينفع ذا الجد منك الجد أي لا ينفع صاحب الغنى عند الله غناه وماله وحظوته وثراؤه ، ما الذي ينفعه ؟ عمله الصالح .
 ثم انظروا إخوتي الكرام إلى هذه المعجزة العظيمة في هذا الكتاب ، إنها معجزة غيبية ، يتحدث الناس في هذا الزمان عن الإعجاز العلمي ، ونحن الآن نتحدث عن الإعجاز الغيبي وهو نوع من أنواع الإعجاز ، أن يخبر الله عن شيء فيقع ، أخبر الله عن أبي لهب أنه يموت كافرا وأنه سيكون من أهل النار ، وقد وقع ما أخبر الله به فمات أبو لهب وماتت زوجه أم جميل على الكفر ولم يُسلما ، من الذي أخبر بذلك ؟ هو الله (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) بلى إنه سبحانه وتعالى يعلم .
 ثم انظروا في نهاية المطاف إلى أن الله يعاقب العبد بمثل ما كان يعمل في الدنيا ، فلما كان لها قلادة تريد أن تبيعها لتؤذي بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبدلها الله يوم القيامة قلادة من نار تحيط عنقها فتكويها كيّاً ، وتؤذيها إيذاءً وتعذبها عذاباً .
أسأل الله الكريم بمنّه وكرمه أن يمُنّ علي وعليكم بفهم كلامه ، ويجعلني وإياكم ممن يحسنون الإبانة عن معاني كتابه ، وأن يجعلني وإياكم ممن يعملون بهذا الكتاب ، وأن يجعلني وإياكم والمسلمين من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته ، والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
-------------------------
1- ما صحة حديث ( أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ...) ؟.
الحمد لله هذا الحديث رواه الترمذي : حدثنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ هُوَ ابْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ )
 وقال : حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ أَوْ رَجُلٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذَا مَوْقُوفٌ أَصَحُّ وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ يَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ شَرِيكٍ
 قال الألباني : يحيى هذا ثقة محتج به في الصحيحين ، فلا مجال للغمز منه ، ولاسيما وفوقه شريك وهو ابن عبد الله النخعي القاضي ، وهو سيء الحفظ ، فهو علة الحديث ، ويؤكد ذلك اضطرابه فيه فتارة يرفعه وأخرى يوقفه ، وتارة يجزم في إسناده فيقول : عن أبي صالح ، وتارة يشك فيه فيقول : عن أبي صالح أو عن رجل آخر ، وذلك من علامات قلة ضبطه وسوء حفظه فلا جرم ضعفه أهل العلم والمعرفة بالرجال ، فالحديث ضعيف مرفوعاً وموقوفاً . انظر السلسلة الضعيفة (3/470) .
الإسلام سؤال وجواب 

------------------------------------------------------
قامت بتفريغ الحلقة أخت في الله جزاها الله خيرا وبارك فيها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق