السبت، 6 يوليو 2013

الأمانة والخيانة -1-




الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرض والسماوات ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله بلّغ عن الله رسالاته ونصح له في برياته فجزاه الله بأفضل ما جزى به نبيّا عن أمته ، صلى الله وملائكته والصالحون من خلقه عليه كما وحّد الله وعرّف به ودعى إليه ، أما بعد :
 أيها المباركون مفردتا هذا اللقاء هما الأمانة والخيانة وهما كلمتان وردتا كثيرا في القرآن الكريم وفق طرائق عدة وبحسب أحوال متعددة وبداية نشرع -إن شاء الله تعالى- في تأصيل أصول عامة ثم نشرع إن شاء ربنا في تفسير الآيات .
يقال رجلٌ أمين إذا كان يُوثق به ويأتمنه الناس ويطمئنون إليه ، ويقال رجل أَمَنَه أو بالضم أٌمَنَه إذا كان هو يأمن الناس ، يأمن كل أحد ممن يعرف و ممن لا يعرف ، وقد يأتي هذا الوصف -أي أمين- على غير الذوات أي على غير بني آدم أو حتى على غير العقلاء ، قال الله -عز وجل- : (وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ) المراد مكة ، فكلمة "أمين" هنا بمعنى آمن ، أي أن الله كتب وقضى أن يجعل هذا البلد البيت المبارك آمنآ (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا) وقال -جل ذكره- : (وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا) على أن قوله سبحانه : (وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا) هذا خبر على الصحيح ، خبر يُراد به الأمر ، ومعنى خبر يُراد به الأمر أي أنه وجب على من ولي إمرة البيت في أي عصر أن يُأمن من دخل البيت ، أي أن يسعى لأن يكون البيت آمنآ . وقد مرّ على شريف علمكم أنه لما قدر الله في أواسط القرن الرابع أن يأتي القرامطة إلى البيت ويسفكوا الدم الحرام ويُقتلوا الناس ، يُقتلوا الحجاج في اليوم السابع من شهر ذي الحجة قبل مِنَىً بيوم وأخذوا يقتلون الناس كان بعضهم يسخر من الحُجاح ويقول وهو يسلّ سيفهم عليهم : ألم يقل الله (وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا) ، يريد أن يبيّن أن كلام الله باطل فيقول له بعض أهل العلماء -وكان من علماء الحديث وهو يُقتَل بالسيف- يقول له إن هذا خبر أراد الله به الأمر ، يعني هذا حُجة عليك لا حُجة لك ، والمعنى أنك مادام لك سيف ، لديك قوة لديك ولاية تُأمن من يدخل البيت ، لا تقتله ، وقد كانت العرب تُعظّم كل داخل للبيت ومن ذلك كانت بعض الأحلاف التي شارك بها النبي -صلى الله عليه وسلم- .
 كذلك قال الله -جل وعلا- عن أهل جنته عمن يدخلهم -تبارك وتعالى- في رحمته ورضوانه قال : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ) ومعنى أمين هنا معلومٌ أن المقام الأمين الذي هو في الجنة هذا لا يُتعامل معه حتى نقول يخون أو لا يخون هذا بعيد ، ولكن كلمة "أمين" هنا أي أن من يدخل الجنة يأمن من الآفات ، فآفات الدنيا السُّقم والمرض والجوع وأعظمها الموت وهذا كله منتفٍ في الجنة ، فالجنة يَخلُد فيها أهلها لا يفنى شبابهم ، ولا تبلى ثيابهم كما هو منثور في الكتاب ، منثور في السّنة مما أفاءه الله -جل وعلا- على أهل جنته ، فقول ربنا : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ) أي أن أهلها يأمنون من الآفات ويُنعّمون في أعظم النعم وأجلّ العطايا من ربهم -تبارك وتعالى- ، وليس المقصود هنا الحديث عن الجنة إنما المقصود عن مفردة أمين مفردة خائن كيف وردت في كلام الله . وهذا كما بيّنا في أول لقاءنا تأصيل عام قبل أن نأتي إلى آيات ذكر الله -جل وعلا- فيهن الأمانة وذكر الخيانة .
/ قال أصدق القائلين : (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) وهذه آية شهيرة واحتار العلماء فيها حيرة كبرى لكن الذي يظهر أن المراد بالأمانة هنا وظائف الدين كلها ، وقد ذكروا في الأخبار مما نقله أهل التفسير -والعلم عند الله إن كان هذا قد وقع أو لم يقع ، إن كان قد صح أو لم يصح- قالوا : أن الله -جل وعلا- لما عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال كما قال ربنا هنا (وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) ، أشفقت منها خوفا فأبت إشفاقا ، عُرضت على آدم قال : يا ربي وما عاقبة حملها ؟ قال : أُجزيك خيرا إن أحسنت وأعاقبك إن أسأت . قالوا : فَقَبِل أبونا آدم ، فأُدخلَ الجنة بعد أن قَبِل بحمل الأمانة فلم يمكث في الجنة إلا قدر ما بين صلاتي الظهر والعصر إلا وقد أكل من الجنة وأُخرج منها لكن الله وعده ووعد ذريته إن تاب وآمن أن يرده إليها ولهذا قال ابن القيّم -رحمه الله- يتحدث عن الجنة في قصة طويلة : "منازلك الأولى وفيها المخيم" . وقد وعد الله آدم وذريته أن يردهم إلى الجنة ، ولما أُهبط آدم عليه السلام رزقه الله -جل وعلا- الانكسار في قلبه حتى يتوب إلى ربه ، قال الله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) وقال في سورة الأعراف : (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) والمراد أن معنى الأمانة هنا في قوله -جلّ ذكره- : (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ) ذكروا ما ذكرناه وإن كان الإنسان هنا على الصحيح اسم جنس يدخل فيه كل بني آدم ، وأما قول الله (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) صعب صرفه إلى آدم ، وإنما يُصرف إلى الإنسان الكافر ، إلى الإنسان المنافق بصورة أولية ومعنى (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) ظلوما لنفسه جهولا بربه ، ولن يرتفع ظلمه لنفسه بالذنوب حتى يرتفع جهله بربه ، فإذا ارتفع جهله بربه ينجم عن ذلك إن وفقه الله للعمل أن يرتفع ظلمه لنفسه بالذنوب . إذا أضحى ، أصبح أولى المطالب، أعظمها ، أجلّها العلم بالله ، فالعلم بالله به يُرفع كل ظُلم ، ولهذا مما يُقصّر فيه كثير من الناس اليوم عدم سعيه للعلم بالله فترى فيه من قسوة القلب ما فيه لقلة عِلمه بربه -جل وعلا- ، ولو كان العبد يعلمُ كثيرا عن الله ، عن صفاته وجلاله وكماله ما أخبرنا به عنه وإلا الله يقول عن نفسه (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا) لكن إن تدبر في مخلوقاته وعلِم صفاته وأسماءه وما أمره الله -جل وعلا- أن يعلمه من ثناء الله على نفسه ، هذا كله يجعل العبد قريبا من الله فيرتفع بذلك الظلم عن النفس (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) وقد قال -عليه الصلاة والسلام- (أما وإني من أعلمكم بالله وأشدكم لله خشية) فجمع -صلى الله عليه وسلم- بين العلم بالله وما بين خشيته . هذا ما يتعلق بالآية الأولى  (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) .
/ لفظ الخيانة جاء في آيات أُخر ، قال ربنا -تبارك اسمه وجلّ ثناؤه- (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ) امرأة نوح قيل إن اسمها والهة ، وامرأة لوط قيل إن اسمها والغة ، هذا قاله مقاتل بن سليمان أحد المفسرين . هاتان المرأتان ضربهما الله مثلا  لأي شيء؟ ضربهما الله مثلا لأن صلاح غيرك لا ينفعك مع معصيتك ، فهاتان المرأتان كانتا زوجتين لنبيين كريمين الله يقول عنهما (كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ) ماذا وقع منهما؟ قال الله (فَخَانَتَاهُمَا) ، ما معنى (فَخَانَتَاهُمَا أصلا معنى الخيانة هو : الإخلال بالعهد في السر ، وهذا يندرج في باب المعاملات وإن كان في العقائد فهو نفاق. قال الله (كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِكيف خانتاهما؟ محال -كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما - "ما زنت امرأة نبيّ قط" الله ينزه فراش أنبيائه عن مثل هذا ، لكن الخيانة وقعت في الأشياء التي تُسر لأن قلنا أن الخيانة : نقض العهد في السر ، فكانت امرأة نوح تُخبر الناس سرا أن هذا النبي -أي زوجها نوحا- تزعم هي أنه مجنون ، فيصدقها الناس فيرجعون عنه ويفيئون ولا يقبلون دعوته ، وأما امرأة لوط فكانت تعلم ما طُبع عليه قومها من الأذى والشر ، فكانت إذا أقبل عليه الضيفان في الليل أوقدت نارا فيعلمون أن ضيفا ما جاء إلى لوط ، وإذا كان في النهار لا توقد نارا لأن النار لا تظهر في النهار وإنما تُدخّنه فتجعل الدخان يخرج من الدار فيعلم قومها ، وهي تخون زوجها بمعنى تُسِرُّ إلى قومها بما يريدون من غير أن تتحدث فتجعل الدخان فيراه قومها فيأتون ، قال الله في كتابه العظيم : (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ) والمراد إيضاح نوع الخيانتين من امرأة لوط وامرأة نوح في حق هذين العبدين النبيَين الكريمَين الصالحيَن ( فخانتاهما ) قال الله تبارك وتعالى وهذا موضع الشاهد : (فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) أي أن طاعة نوح وطاعة لوط على عظيم تلكم الطاعة لم تنفع تلك المرأتين لكن المرأتين كانتا -مهم جدا- كافرتين ، وكونهما كافرتين محال أن ينتفعا بعمل ، (فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ) أي لهما (ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) وحتى يعلم العبد أن الخيانة شأنها عظيم عند الله .
/ مما جاءت فيه ذكر الأمانة والخيانة قال ربنا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) يُطبع المؤمن على الحياء من ثلاثة : الحياء من الله ، والحياء من الناس ، والحياء من نفسه ، ونسمع وتسمعون في الشاسات اليوم بعد ما يقع في العالم اليوم من يقول السلطات الثلاث والسلطة الرابعة وغير ذلك من المصطلحات الإخبارية السياسية ، القرآن أعظم هادي ، إذا أراد العبد أن ينجو يُرزق الحياء من الله والحياء من الناس والحياء من نفسه ، جمع الله هذه الثلاث في هذه الآية : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ) بترك فرائضه ، وتخونوا (الرَّسُولَ) بترك سننه (وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ) بما أوكل إليكم من أعمال بينكم وبين الناس فلا تستيحون من الله ولا من الناس ولا من أنفسكم لأن قول الله : (لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ) فالرسول يمثّل الإمام الأكبر في زمنه ، وهو -عليه الصلاة والسلام- هنا كنية عن الناس جميعا ، وكذلك يقال في حق غيره ممن جاء بعده ، فالإنسان إذا رُزق الحياء من الناس الحياء من الله ولهذا تجد الشرفاء العظماء إذا تحدثوا هم أنفسهم يعرفون أنفسهم ، وقد مر معكم أن أحد الكرماء أظنه عبيد الله بن عبد الله بن جعفر مرَّ على امرأة في سفر له فأكرمته وذبحت له شاة وهي لا تعرفه ، على أنه عابر سبيل فلما فرغ أراد أن يكرمها فأعطاها مالا وفيرا فقال له بعض خواصه ممن كان معه : لو أعطيتها أقل من ذلك لرضيت بك فإنها لا تعرفك ، قال : إن لم تكن تعرفني فأنا أعرف نفسي ، أنا أعطيتها لأنني فلان بن فلان لا لأنها تعرفني أو لا تعرفني ولا أريدها  أن تعرفني . وإن من أصعب أحوال المرء أن يخون نفسه ، قال الله -جل وعلا- : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) .
أما ما يتعلق بسبب نزولها قال بعض أهل العلم -وعليه جماهير أهل العلم من المفسرين -قالوا : إن النبي -عليه الصلاة والسلام- بعث الصحابي الجليل أبا لبابة إلى بني قريظة من اليهود يخبرهم أنهم لابد أن ينزلوا على حكم رسول الله -صلى الله عليه و سلم- ، فذهب أبو لبابة سفيرا من رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى يهود بني قريظة فخاطبوه و كلموه و أخبرهم بالرسالة التي أمره النبي أن يبلغها إياهم ، فقالوا له : ما تشير علينا يا أبا لبابة ؟ فوقع منه -رضوان الله عليه- لأن يضع يده على حلقه و يشير بأنه الذبح ، هو لم يقلها لكنه أشار إلى رقبته ، ففطن اليهود إلى هذا ، فلما رجع فطن هو أنه خان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- ، فأقبل إلى المسجد و أتى إلى سارية من سواريه وربط نفسه في السارية وأقسم أن لا يطعم حتى يتوب الله عليه ، فتاب الله عليه بعد ليالٍ ، أصابه الجهد ما أصابه فتاب الله عليه فجاء الناس يهنئونه و يريدون أن يُحلوا وثاقه فقال : لا والله لا يحله إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وحلّ ذلكم الوثاق . من هنا قال العلماء أن هذه الآية نزلت بسبب ذلك ، لكن القاعدة تقول إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فَحُلَّ وثاقه رضوان الله تعالى عليه وخرج ، والسواري المراد سواري مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وهذا المسجد باقية تلك السواري أي أمكنتها لا عينها ، باقية إلى اليوم وعلى كل سارية في الروضة الشريفة مكتوب علاقة تلك السارية بسيرة نبينا -صلى الله عليه وسلم- فهذه السارية التي ربط فيها أبو لبابة نفسه تسمى سارية التوبة ، والمكان كله يسمى الروضة ، قال -عليه الصلاة والسلام- : (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) وقال حسان :
  بطيبة رسم للنبي ومعهد منير ** وهل تعفو الرسوم و تهمدُ
  بها حجرات كان ينزل وسطها ** من الله نور يستضاء ويُوقد
  معالم لم تُطمس على العهد آيها ** أتاها البِلا فالآي منها تجدد
 عرفت بها رسم الرسول وصحبه ** وقبرا فيه ورى بالترب مُلحد
 فبوركت يا قبر الرسول وبوركت ** بلاد ثوى فيها الرشيد المُسدد 
 صلوات الله وسلامه عليه ، والعلم عند الله ، وصلى الله على محمد وآله والحمد لله رب العالمين .
---------------------------------------------------
جزى الله من قامت بتفريغ الحلقة خير الجزاء وبارك فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق