الأربعاء، 22 مايو 2013

القبض والبسط -١-



الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا و يرضى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده و رسوله بلّغ عن الله رسالاته ونصح له في برياته فجزاه الله بأفضل ما جزى به نبيا عن أمته ، وصلى الله وملائكته والصالحون من خلقه عليه كما وحّد الله وعرّف به ودعا إليه وبعد :
 أيها المباركون في لقاء اليوم -إن شاء الله تعالى- سنعرض لمفردتين في كلام الله و هما القبض والبسط ، وقد وردتا مجتمعتين ووردتا متفرقتين في كلام رب العزة والجلال ، وكما جرت العادة نحاول قدر الإمكان أن نُجمل في الأول ونفصّل في التالي ، فنقول مستعينين بالله تبارك وتعالى :
 البسط المراد منه : السعة ، وحتى نأتي على أكثر الآيات التي جاء فيها ذكر البسط فإنها جاءت على طرائق متعددة منها :
- قول الله -تبارك وتعالى- في بيان أن البسط أحيانا يكون للطلب ، قال : (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ) فهذا بسطٌ للطلب ، فالله -جل وعلا- يشبّه في كتابه العظيم من يدعون غير الله كحال من يأتي إلى الماء وفيه من العطش والحاجة ما فيه ، ثم يبسط يده إلى الماء ثم ينتظر أن الماء يبلغ فاه ، فهذا الماء جماد لا يدري صاحبه أن القائم عنده بسَط يديه ، ولا يدري حاجته إلى الماء ولا بشدة عطشه ، فأنى أن يأتي الماء إلى فيه هذا محال ، فالله -جل وعلا- يُخبر أن هؤلاء الذين يعبدون غير الله هم كحال من يبسط -مع شدة العطش والحاجة- كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه ، قال ربنا بعدها : (وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ) لمَ أخبر أن دعاء الكافرين في ضلال ؟ 
لأن الكافر إن دعا ربه فالأصل أن الله لا يُجيبه إلا في حالات الاضطرار حتى تقوم الحجة عليه ، وإن دعا الأصنام فإن الأصنام لا تسمعه ولا تستطيع أن تجيبه ، إن دعا غير الله لا يستطيع أن تجيبه وإن دعا الله فإن الله لا يجيبه ، لهذا قال الله : (وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ) فهذا بسط اليد من أجل الطلب .
- جاء في القرآن بسط اليد من أجل الأخذ ، قال أصدق القائلين : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ)
ثم قال الله : (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) "ومن أظلم" إستفهام إنكاري أي لا أحد أظلم (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ) وقد وُجد عبر التاريخ مثل مسيلمة ومثل الأسود العنسي وغيرهما ، ويوجد في بعض -عياذا بالله- أهل العصر من يحاول أن يروم من هذا شيئا وهذا كله مبنيٌ على أنهم لم يعرفوا عظمة ربهم . قال ربنا بعدها : (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ) جواب "لو" هنا محذوف تقديره : لرأيت أمرا عظيما شنيعا ، ولو ترى يا محمد ، لو ترى يا قارئ القرآن ، لو ترى أيها المخاطب بهذه الآيات (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ) الظالمون هنا أول ماتنصرف إلى السابقين الذي يقول أحدهم أوحيَ إليّ و لم يوحَ إليه شيء أو يقول سأُنزل مثلما أنزل الله ، و يدخل فيها كل كافر ، قال الله تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ) عندما يقال لك فلان غمره الماء ما معنى غمره ؟ غطاه ، غشّاه (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ) غمرات الموت : شدائده ، كرباته ، ما يقع فيه وهذا أهوال لا يعلمها إلا الله ، قال ربنا -جل وعلا- : ( والملائكة ) والملائكة من وُكلت بقبض الأرواح ملك الموت و من معه ، قال الله : ( ثم توفته رسلنا ) ، (وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ) في الأول قلنا : الذي يبسط يديه للماء ماذا يريد يطلب ، أما الملائكة هنا ماذا ؟ تأخذ .
 ( وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ) يقولون للميت بلسان الحال والمقال (أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ) فيلاقي الميت من شدة النزع -عياذا بالله- ما يلاقيه ، أما المؤمن تنشط روحه للخروج لأنها تريد أن تلقى الله -الله يثبتنا وإياكم و يختم لنا بخير و يعيننا على أنفسنا -.. آمين .
 قال : (بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ) أي عذاب الهوان (بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) موضع الشاهد منه ما هو ؟ أن هنا البسط من أجل الأخذ ، و قلنا في الأول من أجل الطلب .
/ كذلك جاء في القرآن كلمة "باسط" قال الله -تبارك وتعالى- : (وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ) هنا البسط إرادة الصولة ، إرادة الضرب ، إرادة الأذى ، يبسطوا إليكم أيها المؤمنون أي يتكلم القرآن عن الكفار (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ) أي بالضرب سواءً بالقتل أو بالطعن أو بغيره (وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ) أي بالسباب ، فهذا بسط أذىَ ، بسط صولة ، بسط إجرام ، بسط ضرب ، وهو داخل في معنى البسط وهو السعة وهو التجاوز قليلا عن الحد .
/ كذلك جاء البسط بمعنى البذل والعطاء الذي لا منتهى له وهذا لا يقع إلا في حق الله ، قال أصدق القائلين عن ذاته العلية : (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) .. هذه أربعة .
/ هذا البسط في القرآن جاء كذلك في العلم والجسم ، فقد ذكر -جل وعلا- طالوت وهو أحد ملوك بني إسرائيل وكان ملكا عظيما ، وفي القرآن : (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ) قال الله عن طالوت لما نقم عليه بني إسرائيل أن يكون الملك له ، رد الله عليهم ، المَلَك أوحى إلى النبي : (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ) ذكر آيات ثم قال (وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) أما أن يزده بسطة في الجسم فهذه ظاهرة ، أن يكون قويا ممتدا فارعا ، لأن الحرب آنذاك كانت بالسيوف والرماح والنبال وتحتاج إلى بسطة في الجسم ، لكن ما معنى بسطة في العلم ؟ البسطة في العلم إذا اجتمع في العالِم أمران :
أن ينتفع هو بعلمه وأن ينتفع بعلمه غيره ، أما -عياذا بالله- إن كان العبد لا ينتفع هو بعلمه ولا ينتفع غيره بعلمه فهذا لم يُعطى بسطةً على الحق في العلم ، وقد يؤتى أن الإنسان عياذا بالله -نسأل الله العافية- أن ينتفع غيره بعلمه ولا ينتفع به هو ، هذا من الدركات، من الخذلان ، من الخسران -نسأل الله لنا ولكم العافية- ، قال ربنا : (وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) هذا كله حول مفردة بسطة في القرآن .
 / جاء في القرآن قول ربنا -جل وعلا- : ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) هذا حث من المولى -تبارك اسمه وجلّ ثناؤه- لعباده المؤمنين أن ينفقوا على وجه الخصوص في أمور الجهاد ، فقال أصدق القائلين :  مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا) سماه الله -عزّ وجل- قرضا ليجتمع أمران : (تشريف ما يُنفق فيه ، وحث المؤمنين على الإنفاق) ، وقال : (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ) لفظ الجلالة مفعول به ، وهذا يقابل الحديث القدسي : (يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني ، قال : كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : ألم يستطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ) .. وفي الحديث : (مرضتُ فلم تَعُدني) .. كلها من هذا الباب تشريف حال من يُطلب أن يُبَر مع الحث والبعث والدافع على الإنفاق أو على العلم أو على غيره بحسب الحالة ، فقال الله -جل وعلا- هنا : ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) قال القرطبي -رحمه الله- : "لما نزلت هذه الآية انقسم الناس إلى ثلاثة أحوال : قوم -وهم اليهود- قالوا -عياذا بالله- إن رب محمد فقير فطلب خلقه أن يُقرضوه ، فأجابهم القرآن كما قال الله -تبارك اسمه وجل ثناؤه- : ( لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ  .... ) إلخ الآيات ، فهذا حال اليهود ، كانوا يسكنون في المدينة . حال المنافقين : لم يقولوا ما قالته اليهود لكنهم بقوا يمسكون عن الإنفاق ، لا يعينون أحدا ولا يجهزون جيشا ولا يفكون عائلا -أسيرا- ، ولا يطعمون عانيا ، ولم يصنعوا شيئا من ذلكم البتة . بقي حال ثالثة : وهي حال أهل الإيمان ، حال أهل الصلاح من الصحابة وفي مقدمة هؤلاء أبو الدحداح -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- ".
 هذا قاله القرطبي كيف أن الناس تفاوتت أخبارهم ، أحوالهم مع قول الله -جلّ وعلا- : (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) قال رب العالمين بعدها ، وهذا سبب إدراجها في هذا اللقاء : (وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) المُلكُ ملكه والخلق خلقه والأمر أمره يوسّع على هذا ويضيّق على هذا . هذا التفسير الأرجح للآية .
قال بعض العلماء: معنى (وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ)  المعنى أن الله -جل وعلا- يوفق من يوفق لمن يبسط ويعطي ، ويمنع ويخذل بعض عباده أن ينفقوا فيقبضون أيديهم. والأول أظهر لكن الثاني لا نملك شيئا يمنعه نقلا ولا عقلا ، فنقول ربما الآية تحتمل الأمرين .
 قال رب العزة : (وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) في خاتمة الآية بقوله -تبارك اسمه وجل ثناؤه- : (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) حثٌ للمؤمن على أن يعلم أن ذلكم الإنفاق سيراه يوم يلقى ربه تبارك اسمه وجل ثناؤه . وسُمي القرض قرضا لأنه قطع ، أنت تسمي ما يُعرف بالمقص عند العامية يسمى في اللغة مِقراض لأنه قطع ، وتقول في اللغة انقرض القوم يعني انتهوا ، فالمُقرِض يأتي لبعض ماله فيقطعه ويصبح في غير حوزته ثم يعطيه لمن أقرضه.  والناس في هذا إذا قلنا أن الآية نزلت في الجهاد لكن لا تمنع من أن الإنسان يكون باذلا للخير للمعروف لغيره ، والناس في هذا يتفاوتون بحسب هممهم ، بحسب أحوالهم بحسب رغبتهم في الخير ، وأحيانا يُعذرون بسبب من يقابلهم ، وقد كان في الناس من أهل السؤدد والفضل والخير من ضربوا في هذا مثلا ، ربما مر معكم في لقاءات سابقة أن -أظنه سعيد بن العاص- كان من أكثر الناس تكرُما ، وذكرنا بعض شأنه ، ومن شأنه أنه جاءه فتىً ذات يوم يريد قرضأ يعني ، فدخل الدار معه ولما دخل الدار كان المجلس غاصّا بالناس -كعادة مجالس الشرفاء والنبلاء وأهل الكرم- ثم خرجوا وبقي الفتى ، فعلم أن الفتى ما بقي إلا لحاجة فسكت الفتى دهرا و لم يطلب شيئا ومكث جالسا لكنه لم يخرج ، فقام سعيد إلى المصباح فأطفأه وقال : يا فتى سل حاجتك ، علم أن ذلك يستحيي وهو يرى وجهه ، فأطفأ سعيدُ المصباح حتى يكونون في ظُلمة ، لأنهم يقولون الحياء في العيون ، فشخص عندما تكلمه بالهاتف أنت أكثر جرأة من أن تقابله ، ومن تبعث له رسالة أنت أكثر جرأة من أن تكلمه ، فالحياء في العيون ، فغلب على ظنه أن الفتى لو جلس يتكلم وسعيد بن العاص ينظر إليه لربما أصابه من الفرَق ، أصابه من الخوف ، أصابه من الحياء ما يمنعه أن يسأل ، فغلب على ظنه أن ذلك هو المانع فقام إلى المصباح فأطفأه حتى يمكّن زائره أن يسأله ، وهذا لا يخفى على شريف علمكم في منتهى الفضل في منتهى الكرم . و قد قيل في مدح بعض من عُرِفوا بالسخاء ، عُرفوا بالكرم ، يقول :
هو البحر من أي النواحي أتيته = فلجته المعروف و الجود ساحله
 تعوّد بسط الكف -ونحن في كلام البسط والقبض-
 تعوّد بسط الكف حتى لو أنه = ثناها لقبضٍ لم تطعه أنامله
 ولو لم تكن في كفه غير روحه = لجاد بها فليتقِ الله سائلُه .
 وهذا باب واسع لكن الله يقول هنا -وهذا هو الذي يعنينا- : (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) .
/ جاء البسط في غير بني آدم ، قال الله -جلّ وعلا- عن كلب أصحاب الكهف : (وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) فذكر الله أهل الكهف وأثنى عليهم وقال (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) تبعهم راعٍ ، مع الراعي كلبٌ دخلوا كهفا ، دخلوا فيفا في جوفه وبقي الكلب على الوصيد أي على باب الكهف -على مقدمته- باسطا ذراعيه ، فلما التحق بصالحين خلّد الله ذكره وبقي يُعرف في قرآن يُتلى إلى قيام الساعة . وينسبون إلى الشافعي البيتين الشهيرين:
 أحب الصالحين ولست منهم = لعلـي أن أنـال بـهـم شفـاعـة  
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الصالحين ، ويغفر لنا ولكم .. و صلى الله على محمدٍ وآله ، والحمد لله رب العالمين .
-----------------------------------------
الشكر موصول لمن قامت بتفريغ الحلقة شكر الله لها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق