الخميس، 23 مايو 2013

المجلس التدبري حول الجزءين الخامس عشر والسادس عشر

أ.ضحى

 الجزءالخامس عشر :

 / {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ...} أي بالله، ولله، وفي مرضاته، متصلا بالظفر، بالبغية، وحصول المطلوب، ضد مخرج الكذب ومدخله..
 وكان بعض السلف إذا خرج من داره رفع رأسه إلى السماء وقال: "اللهم إني أعوذ بك أن أخرج مخرجا لا أكون فيه ضامنا عليك". يريد أن لا يكون المخرج مخرج صدق.

/ {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر:
هل هو من أهل الذكر أو من الغافلين؟
وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟
فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة. كان أمره فرطا. [التفسير القيم لابن القيم]

/ {وَمَنْ أرادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِن فأولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً}.
 مريد الآخرة وجزاؤه: [ كان سعيه مشكوراً ] بثلاثة شروط:
الشرط الأول: أن يقصد بعمله ثواب الآخرة قصداً مخلصاً، كما يفيده فعل الإرادة في : {وَمَنْ أرادَ الآخِرَةَ}، ولام الأجل في: {وَسَعَى لَهَا}.
الشرط الثاني: أن يعمل لها عملها المعروف في الشرع اللائق بها الذي لا عمل يفضي إلى نيل ثوابها سواه، وهو طاعة الله تعالى وتقواه، بامتثال أوامره ونواهيه، والوقوف عند حدوده.
الشرط الثالث: أن يكون مؤمناً موقناً بثواب الله تعالى وعظيم جزائه.

 / { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا } اسهر بعضاً من الليل فتعبد بالقرآن في الصلاة،فتكون على رجاء أن يبعثك ربك من مرقدك يوم يقوم الناس لرب العالمين؛ فيقيمك مقاماً يحمدك فيه جميع الناس، لما يرون لك من فضل، وما يصل إليهم بسببك من خير.
 كيف يكون التهجد؟
لفظ التهجد يفيد ترك النوم للعبادة، فيشمل تركه كله أو بعضه: بأن لم ينم أصلاً. أو لم ينم أولًا ثم رقد. أو نام أولًا ثم قام.
لكن ثبت أن النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- كان ينام ثم يقوم، فبينت السنة العملية أن التهجد المطلوب هو القيام بعد النوم.

/ { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا } نتناول القرآن العظيم دواء من عند ربنا:
- شفاء لأمراض عقولنا وأمراض نفوسنا، وأمراض مجتمعنا، فنتطلب ذلك منه بتدبر وتفهم إشاراته، ووجوه دلالاته.
- وشفاء أيضاً لأبداننا؛ فنفعل كما كان يفعل النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- إذا أوى إلى فراشه، على ما تقدم في حديث عائشة رضي الله عنها وعلى ما جاء من نحو ذلك، مما ثبت عنه عليه وآله الصلاة والسلام، وانتهى إليه علمنا. غير مقصرين ولا غالين، وعلى ربنا متوكلين. سائلين الله أن يشفينا بالقرآن أجمعين. آمين يا رب العالمين. [ابن باديس]

 الجزء السادس عشر :

/ {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا} وفي ذكر إضافة العصيان إلى اسم الرحمن، إشارة إلى أن المعاصي تمنع العبد من رحمة الله، وتغلق عليه أبوابها،.كما أن الطاعة أكبر الأسباب لنيل رحمته.

 / { فَقَالَ لأهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} وكان مطلبه النور الحسي والهداية الحسية، فوجد ثَمّ النور المعنوي، نور الوحي الذي تستنير به الأرواح والقلوب والهداية الحقيقية، هداية الصراط المستقيم الموصلة إلى جنات النعيم، فحصل له أمر لم يكن في حسابه، ولا خطر بباله. (تأملي!!)

/ { وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي } أي: لا تفترا، ولا تكسلا عن مداومة ذكري بل استمرَّا عليه، والزماه ... فإن ذكر الله فيه معونة على جميع الأمور، يسهلها، ويخفف حملها.

/ { وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} ويؤخذ من هذه الآية الكريمة الأدب في تلقي العلم وأن المستمع للعلم ينبغي له أن يتأنى ويصبر حتى يفرغ المُملي والمعلم من كلامه المتصل بعضه ببعض فإذا فرغ منه سأل إن كان عنده سؤال ولا يبادر بالسؤال وقطع كلام ملقي العلم.. فإنه سبب للحرمان ، وكذلك المسئول ينبغي له أن يستملي سؤال السائل ويعرف المقصود منه قبل الجواب فإن ذلك سبب لإصابة. [الصواب - السعدي- رحمه الله-] .

/ { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَ‌بِّ لِتَرْ‌ضَىٰ} قال ابن القيم: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : إن رضى الرب  في العجلة إلى أوامراه . [مدارج السالكين ]
اللهــمّ اجعلنا من الذين يسارعون للخيرات وهم لها سابقون.
  ---------------
 @afag-Tadabor
 #مجالس_المتدبرين
 فيس بوك : حلقة آفاق التدبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق