هل هذه الآية إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبهم وقضية الذين تنشرح صدورهم لذكر الله يستبشرون بهذه الهداية هل هذا الحديث في الكفار فقط أم ننزله على بعض المؤمنين العصاة الذين أحياناً عندما تريد أن تتحدث معهم في ذكر الله ربما يتضايقون؟
د. حاتم: هذه الآية (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ) وذكر بعدها صفات المؤمنين الذين يستمعون إلى القرآن ويتعظون والآية محل السؤال (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) هذه الآية "اشمأزت" يعني نفرت وهذه الكلمة صارخة من حيث البعد عن كلام الله فهؤلاء الذين يستمعون للقرآن أو يستمعون لكلام ناصح واعظ فينصرفون ، تشمئز نفوسهم مباشرة ، هذا دليل على ما في القلوب -والعياذ بالله- لأنهم لم يرتضوا بهذه المعاني الجليلة العظيمة فيتبعونها. بينما اللائق بالمؤمن عندما يسمع الله -عز وجل- فإنه يستبشر ليس كحال الذين يسمعون غير الله فيستبشرون لهذه المعاني.
فالآن عندنا فريقان : المؤمن الذي عندما يسمع كلام الله يسمع النصيحة يسمع الحديث يسمع القصة الهادفة يستبشر وينشرح صدره .
الفريق الآخر الفريق المعرض بدءاً من الكافر الذي يسمع الله وحده فيشمئز يريد الأصنام يريد الذين من دونه فهذا ينبسط إليها عندما يسمع من دونه ثم ننزل درجات عن الكافر للعاصي الذي يسمع ذكر الله فيشمئز منه ولا يرتاح فهذا الذي يشمئز ينبغي أن يفتش عما في نفسه لأنه قد يكون هناك شيء من البغض لهذا الكلام -والعياذ بالله- وهذا قد يكون سببه المعاصي ، اعتاد على المعاصي لأن المعاصي نكتة في القلب كما أخبرنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- لكن لا يعني هذا أن كل إنسان ما استمع إلى نصيحة أو حديث مثلاً إنسان يتفرج على برنامج فما استمع وقلب على برنامج آخر مباح أو أفضل منه لا يعني هذا الإعراض أنه بسبب مافي القلب من بُغض ، لا، ولكن الذي يسمع فيشمئز ، يحصل منه أنه ينقبض من هذا الكلام هذا الذي يقع عليه التحذير والوعيد والعياذ بالله.
د. الشهري: وهذا الحقيقة تسويل الشيطان ووسوسته للإنسان ، بل أشد من ذلك عداوة الشيطان للإنسان، قد أخذ الشيطان على نفسه أنه (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) حتى في وقتنا الآن لاحظ الحضور في المساجد، ألقِ محاضرة في مسجد وانظر في حال الناس كم الذين سوف ينصتون ويستمعون إلى الخير ويحرصون عليه ويأتون إليه؟ هم قلّة مقارنة بمن يحضر المباريات الرياضية أو يحضر العرضات الشعبية أو يحضر الأمسيات الغنائية ، أعداد مهولة ويصبر الواحد منهم يجلس خمس ، ست ساعات وهو يشاهد الأغاني ويشاهد المسرحيات ويشاهد العرضات لكن في المحاضرات ربما لو يجلس الوحد خمس دقائق ، عشر دقائق ترى كل واحد ينظر في الساعة!
فهذه أيضاً لها علاقة وإن كانت من باب القياس لأن الإعراض والنفور من ذكر الله فيه شبه من هؤلاء الكفار الذي يشمئزون من ذكر الله.
د. حاتم: والذي ينبغي للإنسان أن يعود نفسه على الاستماع لكلام الله والإكثار منه وتقبل الكلام الحسن والخير وأن يُروض نفسه على هذه المجالس لأنها مجالس طيبة لا يقوم منها إلا مغفوراً له متقبل الخ من المجالس التي تنزل عليه السكينة والرحمة.
د. الشهري: وربما يحتاج الإنسان أن يجبر نفسه على أن يصبر ويجلس في مجالس الذكر ويتقرب من أهل الخير لأن هذه النفس لو أطاعها الإنسان لذهبت اتبعت الهوى.
___________________________________________
برنامج التفسير المباشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق