الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

الملـــــــــــــــة





الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وأشهد ألا إله إلا الله رب الأرض والسموات ،وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله بلّغ عن الله رسالاته ونصح له في برياته فجزاه الله بأفضل ما جزى نبيا عن أمته صلى الله وملائكته والصالحون من خلقه عليه كما وحّد الله وعرّف به ودعا إليه ، اللهم وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع هديه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : 
فإننا ونحن نستفتح دروسنا هذه مع كتاب ربنا جل وعلا نستجدي رحمة ربنا - جل وعلا - أن يوفقنا لما نقول وأن يرزقنا القبول ، وأن يجعل في قولنا نفعا لكل من يسمعه ، وأن يجعلنا برحمته ممن علّمه القرآن فعمل به ، قال الإمام الشافعي - رحمه الله - " وإن من رزقه الله العلم بالقرآن والعمل به كان أهلا للإمامة في الدين " ومعلوم أنه لا منزلة أشرف ولا أعلى تُطلب من الإمامة في الدين ، قال الله - جل وعلا - ممتنا على الخليل إبراهيم (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ).
أيها المباركون : في لقاءاتنا هذه سيكون لكل لقاء ودرس موضوع وعنوان ونجعل العنوان حاكما على طريقة تفسيرنا لكلام ربنا ، بمعنى أننا سنأتي مقاربة للتفسير الموضوعي . ودرس اليوم موضوعه : الملة .
والملة ذكرت في القرآن كثيرا ، وإذا أُطلقت - أي ملة الإسلام - فإنما يُراد بها ما أنزله الله في كتبه وما جاء على ألسنة رسله من شرائع الدين ، وقد جاءت كلمة الملة في القرآن كثيرا نقف مع بعض الآيات التي وردت فيها .
/ قال ربنا (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ) ومعنى الآية :
اللام موطئة للقسم ويصبح المعنى أن هؤلاء اليهود وهؤلاء النصارى مهما آتيتهم أيها النبي الخاتم من عظيم الآيات وجليل البراهين لن يرضوا عنك لأنهم لن يتم رضوانهم عليك إلا بأن تتبع ملتهم ، فلن ترضى عنك اليهود حتى تكون يهوديا ولن ترضى عنك النصارى حتى تكون نصرانيا (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) وفي قوله - جل وعلا - "ملتهم" بالإفراد دون التثنية من دلائل جمهور أهل العلم على أن الكفر ملة واحدة ، ويترتب على هذا ثمرة الخلاف تظهر عند من بدّل دينه وعند التوارث ، فإذا قلنا أن الكفر - بناء على هذه الآية - ملة واحدة فمن بدّل دينه وهو تحت كمنا من يهودية إلى نصرانية لا نقيم عليه الحدّ لأن الكفر ملة واحدة ، وإذا كان هذا قد بدّل على القول أن الكفر غير ملة واحدة نقيم عليه حدّ القتل . كذلك في التوارث إذا قلنا إن الكفر ملة واحدة يصبح أهل كل ديانة يتوارثون من الأخرى ، لكن إذا قلنا أن الكفر ليس ملة واحدة يصبح لا يحق ليهودي أن يرث نصرانيا ، وقول الجمهور هو الأظهر : أن الكفر ملة واحدة لأن الله قال (حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).
( قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) قلنا اللام هنا هي الموطئة للقسم ( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْم) سمى الله - جل وعلا - من خالف ملة نبينا - صلى الله عليه وسلم - سماه الله "هوى " لأن الحق هنا واحد لا يتعدد قال الله قبلها (قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى) أي محصور الهدي فيه (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) أفاد قول الله - جل وعلا - (بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) على أنه لابد من الإعذار قبل إنزال العقوبة ، فقال الله لنبيه (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) من الوحي ، من القرآن (مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ) ولي يلي أمرك أو نصير يدفع عنك عاقبة الله ، وليس المراد قطعا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سيتبع ملتهم وأهواءهم ولكن المراد قطع أطماعهم ، كيف يكون قطع الأطماع ؟ إن من علِم أنه لو اتبع اليهودية أو النصرانية لن يتولاه الله ولن ينصره كان أبعد ما يكون عنها ، هذا في عوام الناس فكيف بحال سيد الأنبياء والمرسلين وأعلم الخلق بالله - صلوات الله وسلامه عليه - . هذه الآية الأولى التي ذكرت فيها الملة .
/ ذكرت أيضا في سورة البقرة ، قول الله - جل وعلا - (وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) . (وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى ) أي قال زعماء اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة ، قالوا إن الحق محصور عندنا ، والنصارى أي من كان من زعمائهم ممن قدِم المدينة من وفد نصارى نجران ، كلا الفريقين زعم أن الحق عنده (وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ) قال الله - جل وعلا - ( قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ) و"بل" تأتي في القرآن للإضراب ، للانتقال على معانٍ عدة سيأتي تفصيلها - إن شاء الله - في سياقات أُخر .
(قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) نسب الله - جل وعلا - الملة هنا إلى إبراهيم . والحنيف هو من تميل رجله إلى الأخرى ، فمعنى الحنف الميل والمعنى : أن إبراهيم مال عن الأديان كلها إلى ملة الإسلام ، إلى التوحيد ، ونسب الله الملة إليه مع الاتفاق على أن أنبياء الله ورسله عليهم السلام جميعا كانوا على التوحيد ، من قبل إبراهيم ومن بعد إبراهيم ، لكن لما كانت هذه الأمة أكثر شرعها مما سنّه إبراهيم كالحج والختان نُسبت الملة إليه - صلوات الله وسلامه عليه .
(وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
قال أهل العلم : وفي قوله- جل وعلا - (وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) تعريض باليهود والنصارى إذ كلاهما أشرك ، أشركت اليهود بقولها (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) وأشركت النصارى بقولها (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) . هاتان آيتان في سورة البقرة تعرضت للملة .
/ كذلك تعرضت للملة سورة يوسف قال الله - جل وعلا فيها (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِين) الخ الآيات .
قول ربنا - جل وعلا - (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ) ظاهره أنهم في وقت واحد ، (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ) أي مع يوسف (فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا) أي بعد أن دخلا السجن (إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا) والخمر لا يُعصر لكن هذا باعتبار ما سيكون كما يقول البلاغيون ، (وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ) فعمدا إلى يوسف فسألاه ، وليس هذا قضيتنا هنا ، قضيتنا الملة لكن هذا توطئة وتمهيد لما سيأتي . لما أراد أن يُجيبهما بعد أن رمى بثقليهما إليه لم يُجبهما مباشرة لكنه زكى نفسه تزكية أراد بها أن يثقا فيه حتى يوطئ للدعوة إلى الله فلم يقل هما إنني أهل للتعبير ، ولم يقل لهما إنني قادر على التأويل ،ولم يبدأ بتأويل الرؤيا بل زادهما على ما طلباه (قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا) أنتما في السجن يكتب لكما طعام يُبعث إليكما قبل أن يأتيكما الطعام أخبركم به قبل أن يأتيكما إضافة على ما علمني الله من تأويل الرؤيا (قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا) ونظير هذا بعده عند عيسى (وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ) .
(إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا) ثم بيّن (ذَلِكُمَا) عائد إلى علم التأويل وعائد إلى ما أطلعه الله عليه من بعض الغيب الذي علّمه الله إياه قال (ذَلِكُمَا مِمَّا) و"مما" أي من بعض ما علمني ربي ، أي ثمة عِلم آخر لم أطلعكم عليه حتى يزدادا ثقة به (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) فأسند العلم إلى الخالق البارئ - جل جلاله - وهذا أعظم سمة للعلماء ولابد منها . ثم بيّن لِمَ رُزق هذا العلم (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) ولا يُفهم من الفعل "ترك" أنه كان على ملتهم ثم تركها ، معلوم قطعا أن هذا منتفي في حق يوسف لأن يوسف ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله لكنه عليه السلام أراد بالفعل "ترك" استجلابهما إلى الدعوة ، إلى الدين بمعنى اختار هذا الفعل حتى يصبح لديهما رغبة في ترك الملة الباطلة التي هما عليها (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ) وظاهر الأمر أنه أراد بهم الكنعانيين الذين كان يسكن عندهم في أرض فلسطين . لما بيّن لهم أنه ترك ملة من يُشرك بالله ، بيّن لهم أي ملة اتبع وأي طريق سلك قال (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ) والمعنى : أن أنبياء الله عليهم السلام ما كان لهم شرعا ولا قدرا أن يُشركوا مع الله - جل وعلا - أحدا غيره ، إذ أن الشرك أعظم الذنوب ، وهو لا يُتصور من آحاد المسلمين ، إذ لا يُسمى به مسلم فكيف يأتيه ويسلكه أنبياء الله ، هذا لا يُعقل ، لا يمكن أن يكتبه الله ، ينافي مقام النبوة من أصلها .
فقال - عليه السلام - (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي) فهو يبين أنهم ورثوا توحيد الله كابرا عن كابر (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) والمنطق يقول - في غير القرآن - أنه كان من المفترض أن يبدأ بأبيه ثم بجده ثم بجد أبيه لكنه بدأ بإبراهيم لأن الملة تُنسب إليه ، ولأنه - عليه السلام - من أعظم خلق الله توحيدا لله . والذي ينبغي أن يُعلم أن حظ كل أحد من رحمة الله على قدر عظمة الله في قلبه فالخليل عليه السلام كان من أشد خلق الله تعظيما لله ولهذا كان من أشد خلق الله نيلا لرحمة الله . نحن في صلاتنا الآن وإبراهيم له أكثر من أربعمائة عام متوفى نقول "كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم " نذكره ، عظم الله في حياته فأبقى الله له ذكرا خالدا بعد مماته ولهذا بدأ به يوسف قال (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ) هذا جده (وَيَعْقُوبَ) هذا أبوه (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا ) معشر الأنبياء (أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ ) هذا العلم ، هذا التوحيد ، هذا الذي أفاءه الله علينا (ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا) بأي واسطة ، بواسطة الملائكة فالملك هو الذي بلغهم الرسالة (وَعَلَى النَّاسِ) بواسطة الأنبياء والمعنى : الناس المسلمون عبر التاريخ كله عرفوا التوحيد من الأنبياء ، والأنبياء عرفوا التوحيد من جبريل ، والله - دل وعلا - علم جبريل ماذا يقول للأنبياء فهو الذي كان ينزل بالوحي . (ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ*يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) متفرقون ذواتا وصفاتا ، متفرقون أبعاضا وأغراضا ، معنى متفرقون صفاتا وذواتا : أن هذه الذي يُعبد من دون الله منه شجر ، منه حجر ، منه صنم ، منه نجم ، منه كوكب ، منه شمس ، منه قمر ، فهذه الذوات تختلف كذلك صفاتها تختلف منها ما هو جامد ، منها ما هو ينمو منها ما هو متحرك فكذلك اختلفت صفاتهم وذواتهم فقال الصديق - عليه السلام - يقيم الحجة على هذين الرجلين قال (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ * يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ) الهمزةالأولى من ( أأرباب ) للاستفهام والثانية من أصل الكلمة . ( أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) . ونحن نذهب - والعلم عند الله - هو اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى . إذا أي اسم لله يمكن أحيانا جعله في غيره من وجه مع الفارق بين الخالق والمخلوق ، فالله رحيم وأنت ترحم من تحتك ، والله - جل وعلا - يثغيث وأنت تُغيث من تحتك مع فارق الصفات العظيمة ما بين صفات المخلوق وصفات الله ، وما من أحد كائنا من كان جبريل والملائكة المقربين ، محمد - صلى الله عليه وسلم - والأنبياء والمرسلون كلهم مقهورون لأنهم عبيد لله ، قهر الله خلقه جميعا بالموت فالذي لا يمكن أن يكون إلا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق