هذه الآية المياركة من سورة مباركة هي سورة الزمر ، وسورة الزمر سورة غنية بالمسائل العقدية وبأخبار اليوم الآخر وأحوال النار وخُتمت بأحوال أهل الجنة . وهذه السورة المباركة سورة مكية فبدهي جدا أن يكون إثبات الألوهية وإثبات النبوة وإثبات المعاد من أعظم قضاياها لأن هذا هو الشأن الغالب على السور المكية .
قال ربنا في هذه الآية (وَلَئِن سَأَلْتَهُم ) أي يا نبينا (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) فجوابهم لا تردد فيه ، يُجيبونك قطعا دون أن يترددوا أن الله - جل وعلا - هو الخالق المدبر للسموات والأرض ، وهذا الذي ذكره الله - جل وعلا - إنما يُراد به التوطئة بما لا نزاع فيه إلى ما فيه نزاع . وطالب العلم وأهل الأصول على وجه الخصوص وأهل المناظرات يقتبسون هذا من فيء القرآن ، والعجب كل العجب أن بعض العلماء أو طلاب العلم ينشغل بالمتون العلمية أكثر من إنشغاله بالقرآن يريد أن يلتمس منها ويقتص منها أخبارا وطرائق يُجادل من خلالها ، ولا ريب أن هذا حسن لكن الأحسن والأكمل أن يفيء المؤمن إلى ينهل منه . فربنا - جل وعلا - هنا يُبيّن لنا كيف نناظر غيرنا فأتى بهذا الأمر العظيم والخطب الجليل قال - سبحانه - ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) فالجواب أتوا به ، فهم يؤمنون ، يُقرون ، يشهدون ، بأن الله هو خالق السموات وخالق الأرض - جل جلاله . -
قال الله - جل وعلا - بعدها ( قُلْ ) أي يا نبينا لهم ( أَفَرَأَيْتُم ) والهمزة للاستفهام الإنكاري . (قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّه ) هذه الأصنام ، تلكم الأوثان التي نصبتموها آلهة من دون الله تعبدونها مع الله أو تعبدونها من دون الله ( قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ) هذا السؤال تلحظ أن الله - جل وعلا - لم يذكر له إجابة عنهم ، يعني ذلك أن القوم القرشيين المخاطبين بهذا القرآن لم يُجيبوا ، سكتوا ، لماذا لم يُجيبوا ؟ لأنه يلزم من إجابتهم أحد حالين : إما أن يُجيبوا بالحق وإما أن يُجيبوا بالباطل فإن أجابوا بالبااطل سيقولون نعم ، معن كلمة نعم أن هذه الأصنام التي نعبدها من دون الله تدفع الضر عنك وتُمسك الرحمة عنك ، وهذه لم يقولوها ، لم يُجيبوها لأنهم إن قالوها فهذا يلزم منه التناقض مع الإجابة الأولى وهي إجابتهم أن الله خلق السموات والأرض ، أي يُصبح هناك تناقض في الإجابتين لذلك امتنعوا عن الإجابة الثانية لأنهم لو قالوا أن تلك الأصنام تضر وتنفع لناقض قولهم هذا أن الله - جل وعلا - هو الخالق المدبر القائم بالأمر كله ، وإن أجابوا بالحق وهو أنهم قالوا أن تلكم الأصنام لا تدفع ضرا ولا تُمسك رحمة فهذا يلزم منه بطلان دينهم وهم لا يريدون أن يُبطلوا دينهم ، يريدون أن يُبقوا أنفسهم على الباطل الذي هم فيه فلهذا لم يُجيبوا ولم ينقل الله - جل وعلا - تبعا لذلك إجابتهم .
( قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ ) وفي تقديم الضر على إمساك الرحمة دليل على ما ذهب إليه علماء الأصول من أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ولهذا أدلة كُثر لكن هذا منها .
ثم قال الله (قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) تكرار فعل الأمر " قل " هنا يدل على أن قوله - جلّ ذكره - (قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) ليس جوابا للقرشيين ، والمعنى - أيها الأخ المبارك - أن ما قد سلف بيانه من قول الله - جل وعلا - (قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ ) إلى آخر قوله - جلّ ذكره - ( مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ) هذا وحده كافٍ في الرد عليهم ، هذا وحده كاف في الإجابة عليهم أما قوله - جلّ شأنه - بعدها (قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) فليس المراد من إيراده الرد عليهم لأنهم قد أُلقموا حجرا ولم يبقَ لهم ذريعة ولا أي أمر يتشبثون به أو يتكئون عليه أو يلجئون إليه وإنما قول الله - جل وعلا - (قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) هذا استئناف جديد أيها العبد ، أيها النبي ، أيها المبارك عندنا اعلم أن حسبك الله ، قل حسبي الله والمعنى اتخذ هذا اللفظ اعتقادا لك وشعارا لك تُنبئ به غيرك ممن اتبعك من المؤمنين ليكونوا على محجتك ، وتُنبئ به غيرك ممن لم يؤمن بكتابنا ولم يؤمن بك حتى يعلم على أي طريق سلكت وأي سبيل اتخذت - صلوات الله وسلامه عليه - .
(قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) الحسب في اللغة هو الكافي ،لكن تلحظ أن قول الله - جل وعلا - (حَسْبِيَ اللَّهُ) لم يأتِ به المُتعلق ، لِمَ لم يأتِ به المتعلق لأن المتعلق هنا متعلق بالعموميات ، بعمومات كُثر بل فلنقل متعلق بكل شيء ، ما معنى متعلق بكل شيء؟ يُصبح المعنى للآية : قل حسبي الله من كل شيء وعلى أي حال فالله - جل وعلا - يكفيني ما أهمني على أي حال كنت عليها ولهذا لم يذكر الله - جل وعلا - المتعلق هنا .
( قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) ثم قال - جل ذكره - ( عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) هذا اللفظ القرآني المبارك ( عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) هو هنا في هذا السياق أحد أمرين أو يُراد به أحد أمرين : إما أن يُراد به أن يكون تذليلا وإما أن يكون يُراد به أن يكون تعليلا .
فأما إذا أردنا أن نقول إنه تذليل فيُصبح المعنى : إن الله - جل وعلا - يكفيني ويكفي جميع من توكل عليه من المؤمنين ، وإن أردنا التعليل يُصبح المعنى : أن الله - جل وعلا - حسبي وهو يكفيني ، وهذا شأن المتوكلين أي لا يتوكلون إلا على الله ، ولما كان شأن المتوكلين أنهم يتوكلون على الله يصبح المعنى لِزاما : أنا إمام الناس ، سيد الخلق وأشرفهم ، خاتم النبيين - صلوات الله وسلامه عليه - فبدهي جدا أن أكون مُندرجا معهم ، وهذا قريب من معنى قول الله - جل وعلا - ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) .
هذه هي الآية المباركة من سورة الزمر التي قال العلي الكبير فيها ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) إذا انتقلنا مما استنبطناه من الآية من طرائق المناظرة وإقامة الحجة على المخالف يجب أن نستسقي منها مسألة إيمانية وهي :أن التوكل من أعظم أعمال القلوب والمؤمن كلما ازداد علما بالله ومعرفة بخالقه إزداد صدق توكله على الله ، يتوكل على الله في كل شأنه يعلم أن الأمور لا يمكن أن تقوم ولا أن تتم إلا بعون من الله - تبارك وتعالى - ولعل هذا هو المعنى الآخر لقولنا - كما علمنا نبينا - لا حول ولا قوة إلا بالله فهي عنوان التوكل الحق في حديث الإسراء أن النبي - صلى الله عليه وسلم أخبر أن إبراهيم - عليه السلام - أخبره أن الجنة قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قال ربنا في هذه الآية (وَلَئِن سَأَلْتَهُم ) أي يا نبينا (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) فجوابهم لا تردد فيه ، يُجيبونك قطعا دون أن يترددوا أن الله - جل وعلا - هو الخالق المدبر للسموات والأرض ، وهذا الذي ذكره الله - جل وعلا - إنما يُراد به التوطئة بما لا نزاع فيه إلى ما فيه نزاع . وطالب العلم وأهل الأصول على وجه الخصوص وأهل المناظرات يقتبسون هذا من فيء القرآن ، والعجب كل العجب أن بعض العلماء أو طلاب العلم ينشغل بالمتون العلمية أكثر من إنشغاله بالقرآن يريد أن يلتمس منها ويقتص منها أخبارا وطرائق يُجادل من خلالها ، ولا ريب أن هذا حسن لكن الأحسن والأكمل أن يفيء المؤمن إلى ينهل منه . فربنا - جل وعلا - هنا يُبيّن لنا كيف نناظر غيرنا فأتى بهذا الأمر العظيم والخطب الجليل قال - سبحانه - ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) فالجواب أتوا به ، فهم يؤمنون ، يُقرون ، يشهدون ، بأن الله هو خالق السموات وخالق الأرض - جل جلاله . -
قال الله - جل وعلا - بعدها ( قُلْ ) أي يا نبينا لهم ( أَفَرَأَيْتُم ) والهمزة للاستفهام الإنكاري . (قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّه ) هذه الأصنام ، تلكم الأوثان التي نصبتموها آلهة من دون الله تعبدونها مع الله أو تعبدونها من دون الله ( قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ) هذا السؤال تلحظ أن الله - جل وعلا - لم يذكر له إجابة عنهم ، يعني ذلك أن القوم القرشيين المخاطبين بهذا القرآن لم يُجيبوا ، سكتوا ، لماذا لم يُجيبوا ؟ لأنه يلزم من إجابتهم أحد حالين : إما أن يُجيبوا بالحق وإما أن يُجيبوا بالباطل فإن أجابوا بالبااطل سيقولون نعم ، معن كلمة نعم أن هذه الأصنام التي نعبدها من دون الله تدفع الضر عنك وتُمسك الرحمة عنك ، وهذه لم يقولوها ، لم يُجيبوها لأنهم إن قالوها فهذا يلزم منه التناقض مع الإجابة الأولى وهي إجابتهم أن الله خلق السموات والأرض ، أي يُصبح هناك تناقض في الإجابتين لذلك امتنعوا عن الإجابة الثانية لأنهم لو قالوا أن تلك الأصنام تضر وتنفع لناقض قولهم هذا أن الله - جل وعلا - هو الخالق المدبر القائم بالأمر كله ، وإن أجابوا بالحق وهو أنهم قالوا أن تلكم الأصنام لا تدفع ضرا ولا تُمسك رحمة فهذا يلزم منه بطلان دينهم وهم لا يريدون أن يُبطلوا دينهم ، يريدون أن يُبقوا أنفسهم على الباطل الذي هم فيه فلهذا لم يُجيبوا ولم ينقل الله - جل وعلا - تبعا لذلك إجابتهم .
( قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ ) وفي تقديم الضر على إمساك الرحمة دليل على ما ذهب إليه علماء الأصول من أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ولهذا أدلة كُثر لكن هذا منها .
ثم قال الله (قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) تكرار فعل الأمر " قل " هنا يدل على أن قوله - جلّ ذكره - (قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) ليس جوابا للقرشيين ، والمعنى - أيها الأخ المبارك - أن ما قد سلف بيانه من قول الله - جل وعلا - (قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ ) إلى آخر قوله - جلّ ذكره - ( مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ) هذا وحده كافٍ في الرد عليهم ، هذا وحده كاف في الإجابة عليهم أما قوله - جلّ شأنه - بعدها (قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) فليس المراد من إيراده الرد عليهم لأنهم قد أُلقموا حجرا ولم يبقَ لهم ذريعة ولا أي أمر يتشبثون به أو يتكئون عليه أو يلجئون إليه وإنما قول الله - جل وعلا - (قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) هذا استئناف جديد أيها العبد ، أيها النبي ، أيها المبارك عندنا اعلم أن حسبك الله ، قل حسبي الله والمعنى اتخذ هذا اللفظ اعتقادا لك وشعارا لك تُنبئ به غيرك ممن اتبعك من المؤمنين ليكونوا على محجتك ، وتُنبئ به غيرك ممن لم يؤمن بكتابنا ولم يؤمن بك حتى يعلم على أي طريق سلكت وأي سبيل اتخذت - صلوات الله وسلامه عليه - .
(قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) الحسب في اللغة هو الكافي ،لكن تلحظ أن قول الله - جل وعلا - (حَسْبِيَ اللَّهُ) لم يأتِ به المُتعلق ، لِمَ لم يأتِ به المتعلق لأن المتعلق هنا متعلق بالعموميات ، بعمومات كُثر بل فلنقل متعلق بكل شيء ، ما معنى متعلق بكل شيء؟ يُصبح المعنى للآية : قل حسبي الله من كل شيء وعلى أي حال فالله - جل وعلا - يكفيني ما أهمني على أي حال كنت عليها ولهذا لم يذكر الله - جل وعلا - المتعلق هنا .
( قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) ثم قال - جل ذكره - ( عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) هذا اللفظ القرآني المبارك ( عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) هو هنا في هذا السياق أحد أمرين أو يُراد به أحد أمرين : إما أن يُراد به أن يكون تذليلا وإما أن يكون يُراد به أن يكون تعليلا .
فأما إذا أردنا أن نقول إنه تذليل فيُصبح المعنى : إن الله - جل وعلا - يكفيني ويكفي جميع من توكل عليه من المؤمنين ، وإن أردنا التعليل يُصبح المعنى : أن الله - جل وعلا - حسبي وهو يكفيني ، وهذا شأن المتوكلين أي لا يتوكلون إلا على الله ، ولما كان شأن المتوكلين أنهم يتوكلون على الله يصبح المعنى لِزاما : أنا إمام الناس ، سيد الخلق وأشرفهم ، خاتم النبيين - صلوات الله وسلامه عليه - فبدهي جدا أن أكون مُندرجا معهم ، وهذا قريب من معنى قول الله - جل وعلا - ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) .
هذه هي الآية المباركة من سورة الزمر التي قال العلي الكبير فيها ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) إذا انتقلنا مما استنبطناه من الآية من طرائق المناظرة وإقامة الحجة على المخالف يجب أن نستسقي منها مسألة إيمانية وهي :أن التوكل من أعظم أعمال القلوب والمؤمن كلما ازداد علما بالله ومعرفة بخالقه إزداد صدق توكله على الله ، يتوكل على الله في كل شأنه يعلم أن الأمور لا يمكن أن تقوم ولا أن تتم إلا بعون من الله - تبارك وتعالى - ولعل هذا هو المعنى الآخر لقولنا - كما علمنا نبينا - لا حول ولا قوة إلا بالله فهي عنوان التوكل الحق في حديث الإسراء أن النبي - صلى الله عليه وسلم أخبر أن إبراهيم - عليه السلام - أخبره أن الجنة قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق