الثلاثاء، 29 مارس 2011

نزع الحياء أول طريق المعاصي

قال تعالى ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا )

لما ذاقا من الشجرة بدت السوءتان لآدم و حواء، فعلما أنهما وقعا في أمرعظيم. ومن هنا تعلم أن هذا القرآن أنزله الله هداية للناس، فأول طريق للمعاصي هو نزع الحياء من قلب المؤمن ، فأول ما أراده إبليس حتى يغوي آدم وزوجته وذريته أن لجأ إلى أول قضية وهي أن يريهما عوراتهما،فإذا كشفت السوءتان في مكان ظاهر،واستمرأ النظر إليها فإن النفس والعياذ بالله يهين عليها ما ترى،فتستمرئ كل الفواحش وتنساق بعد ذلك إلى المعاصي من غير أن تعلم، ولهذا تعلم أن ما صنعه الشيطان قديماً يصنعه شياطين الإنس حديثاً، فأكثر ما يسعى إليه القائمون على القنوات الفاجرة أن يبثوا أشياء تكشف من خلالها العورات حتى تعتاد الأسرة المسلمة أباً وأماً وأحفاداً وأبناءً على النظرإلى تلك العورات،وأن يصبح أمراً بدهياً مستساغاً لدى الأسرة ككل أن تنظرإلى الفواحش والإغراءات وما يكون من اتصالات محرمة وكشف للعورات، إما عن طريق رقص أو غناء أو تمثيل أو غير ذلك، فتصبح الأسرة -والعياذ بالله- بعد ذلك هينة عليها المعاصي،سهلة على الجميع،ويصبح أمرالله جل وعلا عياذاً بالله هيناً على تلك القلوب،فمن أراد الله جل وعلا أن يعصمه أول ما يعظم فيه يعظم فيه مسألة الحياء في قلبه،والإنسان إذا جُبل على الحياء يقول عليه الصلاة والسلام: ( الحياء لا يأتي إلا بخير ) وقد ترى أنت بعض الناس على مسألة تستغرب كيف يصنعونها،والفرق بينك وبينه ليس العلم،فهو يعلم وأنت تعلم،لكن الفرق بينك وبينه أن مسألة الحياء شجرة نابتة في قلبك،والحياء في قلبه غير موجود،فلما ذهب الحياء من قلبه سَهُل عليه أن يأتي المعاصي .

----------------------------------------------

تأملات قرآنية للشيخ صالح المغامسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق