لو سألت بعضهم : هل تحب القرآن ؟ لأجابك بنعم أحب القرآن ، وكيف لا أحبه ؟
لكن هل هو صادق في هذا الجواب ؟
كيف يحب القرآن وهو لا يطيق الجلوس معه دقائق ، بينما تراه يجلس الساعات مع ما تهواه نفسه وتحبه من متع الحياة.
ولتعلم هل أنت صادق في دعواك حب القرآن أم لا اعرض نفسك على هذه العلامات لتقيس بها حبك للقرآن وهل نحن فعلا نحب القرآن .
من علامات حب القرآن :
1-الفرح بلقائه .
2- الجلوس معه أوقاتا طويلة دون ملل .
3- الشوق إليه متى بعد العهد عنه وحال دون ذلك بعض الموانع ، وتمني لقائه والتطلع إليه ومحاولة إزالة العقبات التي تحول دونه.
4-كثرة مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه فيما يشكل من أمور الحياة صغيرها وكبيرها.
5-طاعته ، أمرا ونهيا.
فعلى كل منا أن يعرض نفسه على هذه العلامات فإذا ما وجد تقصيرا سعى للتغيير وتحقيق حب القرآن.
ومن وسائل تحقيق حب القرآن :
1ـ الاستعانة بالله تعالى ، وسؤاله سبحانه أن يرزقك (حب القرآن) ، ومن ذلك الدعاء العظيم عن ابن مسعود _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن" (السلسلة الصحيحة )
فيكرره كل يوم ثلاثا ، خمسا ، سبعا ، ويتحرى مواطن الإجابة ، ويجتهد أن يكون سؤاله بصدق ، وبتضرع ، وإلحاح ، وشفقة ، وحرص شديد أن يجاب وأن يعطى ، إن بعض الناس لا يعرف الإلحاح في المسألة إلا في مطالبه الدنيوية المادية ، أما الأمور الدينية فتجد سؤاله لها باردا باهتا ، هذا إن دعا وسأل .
2ـ القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة وأقوال السلف في تعظيمهم للقرآن وحبهم له من الأسباب المعينة على حبه ، فإن من أهم الأسباب لعدم حب القرآن هو جهلنا بقدره وقيمته .
ـ أقول : ومما لا شك فيه أن إدراك عظمة وقدر من القرآن كلامه سبحانه جل في علاه يورث حب القرآن وتعظيمه في النفوس ، فيكون الإقبال على قراءته بنفوس مشتاقه محبة مما يعين على فهمه وتدبره وإدراك معانيه وقبول ما فيه من الأوامر والنواهي ، ألا ترى أن أحدنا إذا جاءته رسالة من حبيب له فإنه يقرأها بكل حواسه ، ويتمنى لو قرأ ما وراء حروفها ويتأمل في معانيها ويحملها على كل معنى يحبه ويوده.
ـ وقفـــــــة :
هل كلنا يفهم معاني القرآن حين يقرأه ؟
لا أظن أن الإجابة ستكون بنعم ، بل إن ما نجهله من معاني القرآن العظيم أكثر بكثير جدا مما نعلمه وجهلنا بمعاني كلمات القرآن وآياته تقف وراء أننا نشبع منه بسرعة بينما لا نشبع من المتابعات الرياضية ومتابعات الملاحق الرياضية والفنية و الأزياء و..و...الخ من الأمور الدنيوية لماذا ؟
لأننا نعرف معاني و مصطلحات هذه الملاحق لكن آيات القرآن لا نعرف معانيها فنشبع منها بسرعة .ولو عرفنا هذه المعاني لما شبعنا من هذا القرآن لأنه كلام ربي سبحانه وتعالى .
فنسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يمنّ علينا بحبه وحب كتابه وأن يعلمنا منه ما جهلنا ويذكرنا منه ما نُسينا وأن يرزقنا تلاوته ءاناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مفاتح تدبر القرآن/ خالد بن عبد الكريم اللاحم .بتصرف
*رحلة التدبر/خالد الخليوي.بتصرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق