الأربعاء، 10 يناير 2024

بين يدي سورة يوسف / من خصائص يوسف عليه السلام

بين يدي السورة : 
للقصة في القرآن الكريم حكما جليلة وفوائد علمية كبيرة إضافة إلى المواعظ الكثيرة والعبر البليغة الذلك على القرآن بالقصص، وأولاها أهمية خاصة لما لها من أثر في العمل والدعوة والتربية والجهاد.
ومن عناية القرآن بالقصص تسمية سورة كاملة بسورة "القصص"، هذه السورة العظيمة التي تقع بين سورتي النمل والعنكبوت التي قص الله -عزوجل - علينا فيها نبا موسى وفرعون وهامان وقارون من أولها إلى آخرها، يتجلى فيها هذا المعنى. وفي سورة الكهف قصّ الله عدداً من القصص، ومن جملتها قصة موسى مع الخضر التي يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- فيها: ( وددنا أن موسى صبر حتى يقصّ الله علينا من أمرهما )(١) ، وما ذاك إلا لفوائد القصص ..

/ سورة يوسف هي بحسب ترتيب المصحف ثالث سورة في كتاب الله تسمى بأسماء الأنبياء وكان قد مر معنا سورتان هما  سورة  يونس وسورة هود عليهما السلام.
 وهي " سورة مكية نزلت بعد سورة هود - عليه السلام- وعدد آياتها إحدى عشرة ومائة آية، وقد ذكر بعض العلماء أن هذه السورة مكية إلا آيتين منها أو ثلاث، ولكن الراجح أن جميع السورة مكية وليس فيها أي آية مدنية. وكان وقت نزولها بين عام الحزن وبين بيعة العقبة الثانية من تاريخ الدعوة في العهد المكي، وهذه المدة اشتد فيها أذى قريش، حتى أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أذِن لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة، فقد بلغت الشدة والأذى والابتلاء والتعذيب مبلغها من كفار قريش لصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بل لمحمد - صلى الله عليه وسلم- فنزلت هذه السورة تسلية للنبي - صلى  الله  عليه  وسلم- ولصحابته، فهي تقول لهم: إن يوسف -عليه السلام - الذي مر بمصائب عظام، وشدائد جسام ومِحن يرقق بعضها بعضاً، قد نجا منها جميعاً، وكانت عاقبته تلك العاقبة الحميدة، فاصبروا كما صبر الرسل، وثقوا بموعود الله لكم، فإنكم بعد هذا البلاء وهذا الأذى ستنتصرون - بإذن الله - ولذلك قال الله - تعالى - في آخرها : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كَذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نشاء ) [يوسف: ١١٠]  فينبغي أن يستحضر قارئ السورة هذا الأمر ، وبخاصة في أيامنا هذه، فإن أمتنا اليوم قد تداعى عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتسلطت عليها الأمم كما بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم- وبلغ الأمر مبلغه في نفوس كثير من المسلمين وبدأ التشاؤم واليأس والقنوط، وبدأ الاستعجال، وبدأ التنازل، وكل ذلك لن يكفل حلاً ولن يجد به أصحابه مخرجاً. 
والسورة تقول للمؤمنين الصابرين الصادقين: لا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون - بإذن الله. يوسف - عليه السلام - مرت به هذه المحن، مرت به وبأبيه وبأهله وتجاوزها جميعاً مرت به محن الضراء والسراء، فاستطاع أن يتجاوزها، ووصل إلى ما وصل إليه من علو وسؤدد ومجد، فلا يأس ينبغي أن يدب في النفوس .
والقارئ يجد النموذج العملي والقدوة المائلة في يعقوب - عليه السلام - إذ يقول لأبنائه يوم جاءوا بخبر فقد ابنه الآخر: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ).

من فضائل سورة يوسف : 
فيها من العبر والحكم والفوائد التي تصلح للدين والدنيا من سير الملوك والمماليك والعلماء ومكر النساء والصبر على أذى الأعداء وحسن التجاوز عنهم بعد الالتقاء وغير ذلك .
وهناك حديث مروي عن أُبي بن كعب قال : قال رسول الله - علموا أرقاكم سورة يوسف فإنه أيما مسلم تلاها أو علمها أهله أو ما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت وأعطاه من القوة أن لا يحسد مسلما) وهو لا يصح من هذا الوجه لضعف إسناده بالكلية.
 وكان عمر - يقرأ في الفجر بسورة يوسف .

محور السورة :
" سورة يوسف - عليه السلام - دافعت عن العقيدة ، وأكدت قضية التوحيد بأنواعه الثلاثة من خلال تركيز يوسف على وجوب أن تكون الحاكمية لله وحده موظفا تأويله للرؤى وما صاحب ذلك من أحداث في تثبيت الوحدانية الخالصة لله ، وإبطال الآلهة المزيفة . وهذه هي وحدة العقيدة الإسلامية التي جاء بها الرسل جميعا عليهم السلام" ٢
 
"و يلاحظ أن سورة يوسف اهتمت كثيرا ببيان صلة الوحي بالعلم ، وأن الوحي مصدر من مصادره ، فعلم تعبير الرؤيا ، وعلوم يوسف - - التي كانت سبب نجاته من محنة السجن وتمكينه في أرض مصر وسلطانها ، مما علمه الله تعالى يوسف بواسطة الوحي ولهذا قال -- (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) ، وعلوم يعقوب - عليه السلام - التي عبر بها رؤيا يوسف وواجه أيضا بها أولاده مما علّمه الله بواسطة الوحي ، ولهذا قال (وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) ، ووصفه سبحانه بقوله (وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْتَهُ). وكل هذه العلوم جزء من علم الله تعالى الذي وسع كل شيء علما والذي قال (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) ٣

- " هذه السورة هي أسلوب فذ فريد في ألفاظها وتعبيرها و أدائها وفي قصها الممتع اللطيف تسري مع النفس سريان الدم في العروق وقد جاءت طرية ندية في سياق ممتع لطيف يحمل جو الأنس والرحمة والرأفة والحنان" ٤

من أوجه مناسبة وضعها بعد سورة هود :
" أن قوله في مطلعها: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) مناسبة لقوله في مقطع تلك: ﴿ وَكُلَّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ) وايضاً فلما وقع في سورة هود (فَبَشَّرْنَها بِاسْحَقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ ) وقوله : { رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) ذكر هنا حال يعقوب مع أولاده وحال ولده الذي هو من أهل البيت مع إخوته فكان كالشرح لإجمال ذلك وكذلك قال هنا: ( وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ) فكان ذلك كالمقترن بقوله في هود (رحمت الله وبركته عليكم أهل البيت ) وقد روينا عن ابن عباس وجابر بن زيد في ترتيب النزول: أن يونس نزلت ثم هود ثم يوسف وهذا وجه آخر من وجوه المناسبة في ترتيب هذه السور الثلاث لترتيبها في النزول هكذا" ٥

من خصائص يوسف عليه السلام :
أولاً : النسب الشريف الذي هو فيه ولذلك صح عنه - صلى  الله  عليه  وسلم- كما في البخاري وغيره أنه سئل عن الكريم فقال : ( إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله) وهذه الأربع لم تجتمع لنبي ، لا يوجد نبي فيما نعلم هو نبي وأبوه نبي وجده نبي وجد أبيه نبي إلا يوسف.
 أو على القول الآخر أن أسباط إخوة يوسف كانوا أنبياء وهذا قال به بعض العلماء لكنه بعيد نحن لا نرجح أن إخوة يوسف كانوا أنبياء إنما تابوا فتاب الله عليهم لكن لم يكونوا أنبياء هذا بعيد وإن قال به جمع من العلماء لكن هذا الأمر خصّ الله به يوسف في أنه نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله وهذا شرف عظيم وموئل كريم أفاء الله به على هذا العبد الصالح - عليه السلام- ثبتت في القرآن نبوته ورسالته" 
 أما نبوته : فالقصة نفسها ، وقول الله - في سورة الأنعام وَتِلْكَ حُجَّتُنَا ) ذكر فيها يوسف ثم قال: (أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَهُمُ الكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ) فهذا نص على نبوته .
وثبت أنه رسول بنص القرآن في آية واحدة (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ، رَسُولًا ) فهذا قاله الله تعالى على لسان مؤمن آل فرعون في سورة غافر، فهذا ثابت في القرآن أنه رسول وثابت في القرآن أنه نبي.

ثانيا : أن الله - جل وعلا - منّ عليه بالخلقة الحسنة ، وجمال خلقته ذكره الله وجاءت به السنة ، نص الله جل وعلا به حكاية عن النساء اللواتي دعتهن امرأة العزيز فإن الله قال : (وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ) ولما نقل الله كلامهن عن يوسف قال أنهن قلن (حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ) والمقصود من إيراد العبارة أن النسوة لم يختلفن في جماله فلم تقل امرأة أنه جميل وامرأة قالت أجمل وامرأة قالت ملك وإنما جميع النسوة اتفقن على جماله، وهذا أمر أفاءه الله عليه، والله - جل وعلا- يخلق ما يشاء.
وجاءت به السنة : فنبينا - لما عُرج به إلى سدرة المنتهى قابل في السماء الثالثة أخاه يوسف فجاء في الحديث أنه - قال : ( فإذا برجل أوتي شطر الحسن قلت من هذا ؟ قال هذا أخوك يوسف فرحب به قائلاً مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح).
 وكلمة "شطر" تعني " النصف " فقوله عليه الصلاة والسلام - (شطر الحسن ) يعني أن هناك حُسن نموذج أُعطى هذا النبي الكريم نصفه، فما هو الشطر الكامل؟
 الصواب : ان الله خلق آدم بيده ولا يكون أحد من بنيه أكمل منه صورة وقد خلقه الله بيده ، لأن خلق الله لآدم تشريف وأي تشريف لآدم ، ولهذا أهل الموقف يقولون له : (خلقك الله بيده)، فالصورة الكاملة صورة آدم ، ثم جمال آدم جاء منثورا في ذريته فنال يوسف شطر ذلك الحسن " فأعطاه الله جل وعلا خلقة لم يعطها فيما نعلم أحداً من خلقه ، ثم لما نُبئ عليه الصلاة والسلام غلب نور النبوة على جماله فأصبح النساء لا يتحرشن به ولذلك امرأة العزيز تجرأت عليه قبل أن ينبأ.

ثالثا : القدرة على تأويل الرؤيا وهذه حكاها الله عن يعقوب وقال إن يعقوب قال لابنه : (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ من تأويل الأحاديث ) ويعلمك من تأويل الأحاديث معناها القدرة على تعبير الرؤيا وهذا وإن جاء مجمل في أول السورة جاء مفصلا في الملك الذي رأى السبع البقرات ففسرها يوسف عليه الصلاة والسلام ، وفسر للذين كانا معه في السجن رؤياهما ولهذا قلنا أن من مزاياه - عليه السلام- ومما اصطفاه الله به أنه أعطاه الله القدرة على أن يعبر الرؤيا .

رابعا : رزقه الله جل وعلا الرزانة وهذه من أعظم المطالب للوصول إلى الأشياء العالية، الأمور العظيمة العالية لا يمكن أن يرزقها رجل عجل لكن العجلة نفسها تختلف ، هناك إنسان عجل في أمور بسيطة لكنه رزين في الأمور العظيمة ، وهناك إنسان رزين في الأمور اليسيرة التي لا تضر العجلة فيها وعجل في الأمور العظيمة ، والمؤمن ينبغي أن يكون بالعكس أن يكون رزين في الاثنتين معاً ، لكن العجلة في الأمور الخفيفة لا تضر لكن أهم شيء في الأمور التي تبنى على سياسات الدول وقيادة الناس وإمامة المحاريب في المساجد والصعود على المنبر تحتاج إلى رجل رزين. ومن أعظم الدلالة على أن يوسف رزين أنه عليه الصلاة والسلام لما جاءه الملك وقال (ائْتُونِي بِهِ) وأرسل له الرسول (قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ ) أبى أن يخرج  (فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ) .
ولما جاءه إخوته عرفهم قال الله تعالى (فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ) ومع ذلك رغم شوقه لأبيه وشوقه لأمه - على القول أنها كانت حيه أو إلى خالته إن كانت أمه غير حية - إلى شوقه إلى أن يظهر حقيقته إلى أن يُبين فوزه، ما تكلم إلا بعد سنين قال أنا يوسف وهذا أخي ، حتى يصل إلى ما يريد خطوة خطوة مع أنه مفترض لو كان غيره لقال من أول مرة أنا أخوكم أبن أبي، لكنه رزق الرزانة، فلا يمكن أن يصل إنسان إلى مستوى الحل والعقد في الأمة إلا إذا كان رزيناً لأن
العجل هذا يهلك الناس ويهلك الخلق معه.

خامسا : أنه - عليه الصلاة والسلام - رزق الأدب ، والأدب عنده تمثل في ناحيتين :
/ في وفاءه لمن أحسن إليه وهو عزيز مصر حين كان أحد أسباب امتناعه عن الفاحشة وفاءه لمن أحسن مثواه.
 والأدب مع من كان له حق عليك من أعظم ما ينبغي أن يبنى عليه الناس عموما ، ويبنى عليه طالب العلم خصوصاً فكل من أحسن إليك إما علمياً أو مالياً أو بعفو أو ما شابه ذلك، له عليك يد ينبغي أن تحسن إكرامه وأن تجله إجلالاً غير مبالغ فيه لكن حفظ الإنسان للمعروف من أعظم دلائل على حسن معدنه.
/ وفي عفوه عمن أساء إليه حين عفا عن إخوته قال (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فلم يمُنّ ولم يُذكر بمعروفه .
وعندما أراد أن يخبر - عن مِنن الله - تبارك وتعالى - عليه قال كما حكا الله تعالى عنه (وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ) مع أنه ذهب إلى السجن باختياره (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَى مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) ولم يذكر الجُب الذي ألقاه فيه إخوته، لم يذكره أبداً لأنه قد عفا فلا حاجة لأن يذكرهم بأنه عفا عنهم (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ) ولم يأتِ بقضية الجب بتاتاً حتى لا يجرح مشاعر إخوانه ثم قال (مِنْ بَعْدِ أَن نَزَغَ الشَّيْطَانُ ) ولم يقل إخواني تسلطوا علي، نسبها إلى الشيطان (مِنْ بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بيني وَبَيْنَ إِخْوَتِي ) فجعل الأمر كأنه مشترك بسبب الشيطان بينه وبين إخوته ، وتأدب مع إخوانه رغم ظلم إخوته له وهذا من أخلاق العظماء من الرجال ولا شك أن يوسف - عليه السلام - كان واحداً منهم ، هذا من أدبه - عليه السلام - مما خصه الله جل وعلا به

سادسا : خصه الله تبارك وتعالى : بشكر ربه وهذا ظاهر في القصة كلها خاصة في آخرها (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) كله إقرار الله بفضله وإحسانه عليه. هذا الشكر ذكره الله - جل وعلا- عموماً في القرآن.
-----------------------------
١- صحيح البخاري
٢- التفسير الموضوعي السور القرآن الكريم (ج٣)
٣- الوحي والنبوة والعلم في سورة يوسف
٤- روح وريحان
٥- أسرار ترتيب القرآن للإمام السيوطي
٦- تأملات قرانية في سورة يوسف الشيخ صالح المغامسي / بتصرف يسير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق