الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

مناسبة قصة المائدة لسورة المائدة 


سورة المائدة هي سورة العقود فما مناسبة قصة المائدة للسورة؟

أن الله أخذ فيها على بني إسرائيل الميثاق (قَالَ ٱللَّهُ إِنِّی مُنَزِّلُهَا عَلَیۡكُمۡۖ فَمَن یَكۡفُرۡ بَعۡدُ مِنكُمۡ فَإِنِّیۤ أُعَذِّبُهُۥ عَذَابࣰا لَّاۤ أُعَذِّبُهُۥۤ أَحَدࣰا مِّنَ ٱلۡعَـٰلَمِینَ) [سورة المائدة 115] .
ففيها ميثاق بعد أن أنعم الله عليهم بهذه النعمة أخذ عليهم الميثاق وفي هذا إشارة وتحذير لأمة محمد ﷺ أن من أنزل عليهم هذه النعمة ، نعمة القرآن ، نعمة الإسلام ، نعمة التشريعات التي بينت لهم حياتهم وأخرجتهم من الظلمات إلى النور ، فإن هذه التشريعات ماهي إلا بصائر لهم في حياتهم ونور لهم في سلوك هذا الطريق. فإشارة حينما يأتي تشريع يتذكرون موثق الله عز وجل لبني إسرائيل إن لم يأخذوا به فقد يأخذهم الله بعذاب.
وهذا يذكرنا بقصة البقرة في سورة البقرة أن قصة البقرة جاءت إشارة لأمة محمد أن هذا حال بني إسرائيل فاحذروه في تلقي أوامر الله عز وجل. ولذلك تلحظ أن هناك تشابها بين سورتي المائدة والبقرة من حيث أن سورة البقرة فيها أصول تشريعات وفيها الضرورات الخمس ، والمائدة فيها التكميل ولذلك تلحظ أنه جاءت آية الحرمات (حُرِّمَتۡ عَلَیۡكُمُ ٱلۡمَیۡتَةُ) هناك مختصرة وهنا مفصّلة ، الخمر هناك ابتداء في التحذير منها (۞ یَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَیۡسِرِۖ قُلۡ فِیهِمَاۤ إِثۡمࣱ كَبِیرࣱ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَاۤ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ) [سورة البقرة 219] وهنا تحريمها (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَیۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَـٰمُ رِجۡسࣱ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ) [سورة المائدة 90] ، وكذلك (یَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَاۤ أُحِلَّ لَهُمۡۖ قُلۡ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّیِّبَـٰتُ وَمَا عَلَّمۡتُم..) [سورة المائدة 4] هذه تكميل أمور خفية ربما يحتاجونها ولم تتعرض لها سورة البقرة ولا غيرها. (*)
--------------------------------------
*التفسير المباشر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق