السبت، 3 مارس 2012

اليأس في القرآن الكريم



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع هديه إلى يوم الدين .
لقاء اليوم بعنوان اليأس ، نعوذ بالله من اليأس من روحه . وكلمة اليأس تدل على أن التعلق أو الرجاء بشيء ما قد انقطع ، ومعناها في اللغة ظاهر من لفظها وسنشرح و سنفسر بعض الآيات التي وردت فيها كلمة اليأس .
/ قال ربنا في سورة المائدة ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
أما قول الله ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ) فهذا بيان لبعض المحرمات ولا علاقة له باليأس هنا إنما هي في الآية أشبه بالتوطئة إلى أن قال - جل وعلا - ( ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ ) ما معنى ( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ ) ؟
كانت قريش تزعم أنها تملك من القوة ما تجعل دين الإسلام لا يظهر وأنها قادرة على أن ترد محمدا - صلى الله عليه وسلم - ومن آمن به عما هم عليه ولهذا جلبوا الجيوش وجيّشوا الأحزاب عبر سنين طويلة حتى قال أبو سفيان يوم أحد " أعلو هبل لنا العزى ولا عزى لكم " ولما سأله هرقل عن الحال قال : الحرب بيننا وبينه سجال . وما زالت قريش تجلب بخيلها ورجلها وخيلائها تريد أن توقف ظهور الإسلام . لما كان فتح مكة أيقن القرشيون أن ما يبتغونه من عدم إظهار الدين قد انقطع بالكلية فيئسوا من أن يجعلوا الإسلام يتوقف عن الظهور . هذا معنى قول الله (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ) أي يئسوا أن يمنعوا دينكم من الظهور لأن دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة كان شأنا عظيما فقد خرج منها - صلوات الله وسلامه عليه - بعد أن ائتمروا عليه ثم بعد ثمانية أعوام من خروجه عاد - عليه الصلاة والسلام - لما جاءه الخزاعي فقال : ياربي إني ناشد محمدا *** حلف أبيه وأبينا الأتلدا
وأخذ يذكر ما صنعته بكر بخزاعة وأن قريشا أعانتهم ، فعمد - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة ففتحها في عام الفتح المشهور ، كان ذلك في رمضان من العام الثامن للهجرة والآية المشهور عند أهل العلم أنها نزلت يوم عرفة لقول الله تعالى فيها (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) أيا كان المراد بكلمة " اليوم " هل هو مراد به الآن أو المراد به اليوم بعينه وهو يوم فتح مكة ، المقصود أن ما كان في قلوب كفار قريش من أن الأمل مازال باقيا من أن يردوا هذا الدين عن الظهور وأن تعود العرب إلى عبادة الأوثان قد أصبح في أذهانهم ، في قلوبهم ضربا من الخيال لا يحاولونه ولا يطيقونه ،هذا معنى قول الله ( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ ).
ثم قال أصدق القائلين ( فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ) ،(فَلاَ تَخْشَوْهُمْ ) هذا نفي أو إثبات ؟ نفي ، و(وَاخْشَوْنِ) إثبات ، والمراد من كلتاهما الحصر ،وقد يقول قائل إنه كان بالإمكان في غير القرآن أن يكون الحصر بالتقديم والتأخير وهو ظاهر في القرآن كأن تكون الآية "فإياي فاخشوا" ، فيقدم الضمير فيصبح تقديم الضمير إيذانا بالحصر ، لكن الآية هنا استخدمت طريقا آخر في الحصر وهو الإتيان بالنفي والإثبات وهذه الطريقة الحصر بالإثبات والنفي طريقة تعرفها العرب في كلامها يحصرون بطريقة الإثبات والنفي .
السموأل بن عاديا هذا عربي يهودي كان يسكن بتيماء كان لديه حصن يسمى الأبلق والعرب تضرب المثل في هذا الحصن قالت الزبّاء : "تمرد مارد وعز الأبلق" ،فجاءه امرؤ القيس الشاعر المعروف لما قتل أبوه وأراد امرؤ بن قيس أن ينتصر لآخرين فأخذ أدرعه وسلاحه وسلمها للسموأل ، لما سلمها السموأل على أن يحفظها له ذهب إلى الروم ، جاء غريم آخر لامرؤ القيس يريد أن يأخذ سلاحه من السموأل فتحصن السموأل في الأبلق فلما تحصن فيه أخذ هذا يطالبه بالسلاح وهذا يأبى حتى يئس ، لما هم بالرحيل إذا بابن للسموأل يعود من الصيد يريد أن يدخل الحصن فأخذه العدو وجعل يهدد السموأل به إما أن تعطيني سلاح امرؤ القيس وإما أن أذبح ابنك ، فقبل السموأل أن يذبح ابنه ولا يخفر ذمته وعهده ووفاءه فذبح ابنه وهو ينظر من أعلى القصر ومضى ، مما قاله السموأل قال :
تسيل على حد الضباة نفوسنا ** وليس على غير الضباة تسيل
هذا هو أسلوب العرب ، هذا قبل القرآن ؛ فهو أراد الحصر ، أراد أن يقول أننا قوم لا يموتون إلا على حد السيف ، لا يموتون إلا في ساحات القتال فجاء بالنفي والإثبات فقوله : " تسيل نفوسنا على حد الضباة " إثبات ، وقوله : " وليس على غير الضباة تسيل " هذا نفي ، والقرآن يقول الله عنه (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا) المعنى أن المفردات مفرداتهم وأن الأسلوب أسلوبهم ومع ذلك لأنه كلام رب العزة عجزوا أن يأتوا بسورة من مثله أو حتى بآية لكن الأسلوب نازعهم الله - جل وعلا - بما عرفوه فجاء بالنفي والإثبات فقال ربنا - جل وعلا - ( فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ) لم " فَلاَ تَخْشَوْهُمْ "؟ قد أصابهم الضعف ، أصابهم الوهن لم يكن لهم سبيل ولا طريق إلى أن يخزوكم فأنتم فتحتم مكة فإذا إلى من تكون الخشية ؟ تنصرف الخشية كلها لله ، أي أيها المؤمنون الأتقياء ، أيها المسلمون ، يا أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - فلتكن خشيتكم لمن خذل هؤلاء ولمن نصركم وهو الله (فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) هذه آية ذكر فيها ربنا - جل وعلا - اليأس .
/ من الآيات التي ذكر فيها ربنا - جل وعلا - اليأس قوله - جل وعلا - في سورة العنكبوت (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ) المراد بآيات الله : القرآن ، ردوه . (وَلِقَائِهِ) المراد إنكار البعث . وهاتان الصفتان كانتا ظاهرتين في كفار قريش وتجري على كل أحد تلبس بهما . ما عاقبتهما ؟ قال أصدق القائلين (أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي) ومعلوم أن الجنة لم يئن دخولها بعدُ والفعل جاء بشيء قد مضى "يَئِسُوا" لأن الياء في " يئسوا" ليست ياء المضارعة و إنما ياء أصلية ، حرف أصلي ، المضارع "ييأس" فجاء به على صيغة الماضي لتحقق وقوعه .
وينبغي أن تعلم ما يلي : لا يهلك على الله إلا هالك ، وربنا - جل وعلا - وسعت رحمته كل شيء ، والله يقول - وقوله الحق - (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لّا يَسْتَوُونَ) يدخل في قول الله (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا) كل من لم يأت بناقض للإيمان ، ويدخل في قول الله (كَمَن كَانَ فَاسِقًا) كل كافر ، فالفسق هنا بمعنى الكفر سواء كان وثنيا أو كتابيا أو مجوسيا أو غير ذلك لم يأت بالإيمان يدخل في قول الله (كَمَن كَانَ فَاسِقًا) । والجنة - أدخلنا الله وإياكم إياها - مصير أهل الإيمان إليها لأنهم إذا دخلوا النار - عصاة الموحدين - يصبحون حِمما ، فحما ثم ينبتون من جديد عندما يُلقون في ماء الحياة ثم تُوضع على رقابهم الخواتيم ثم يدخلون الجنة فـ(يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي) معناها يئسوا من دخول الجنة لأن الله يرحمهم في الدنيا يرزقهم لكن مقصود (يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي) يقين أن الله حرم الجنة على من كفر به .
إذا علمنا أن الله حرم الجنة على من كفر به ومن لوازم هذا أن نعلم أن أعظم نعمة هي نعمة الإسلام ، وإذا أراد الله بعبد خيرا توفاه على الإسلام ، وكان من دعاء نبينا " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " وقد أخبر - عليه الصلاة والسلام - أن من فتن آخر الزمان أن الرجل يبيت مسلما ويصبح كافرا ، أو يصبح مؤمنا ويمسي كافرا . وما تراه من حولك مما يبث في الفضائيات إما من الشبهات أو من الشهوات لاريب أن ذلك كله في حقيقته صارف لكن الله - جل وعلا - إذا أحب عبدا توفاه على الإسلام ، وكل شيء يقبض منك له عوض إلا - عياذا بالله - أن يقبض منك دينك ، وإذا أحبك الله ختم لك ربك أن تموت على الإسلام ، حتى تموت على الإسلام كن في قلبك فرحا أنك تعبد الله . بعض من يأتي شيء من المباحات أو المكروهات مثل أن يحضر مباراة أو شيء يجتمع فيه الناس يشعر بفرح أنه حضره ، نحن لا نريد أن نتكلم عن فئة لكن نريد أن نستفيد من هذا الفرح .
كيف تعرف أنك على الإسلام ؟أن تفرح إذا أطعت الله ، لا تفعل العبادة تخلصا بل افعل الطاعة قربة إلى الله ، الله لا يضره أنك تعصيه لكن أنت تهلك إذا عصيته ، والوفاة على الإسلام أيا كان حال العبد قطعا خير من الوفاة على الكفر ، وقد جاء في دعاء بعض الصالحين " اللهم إني أحبك وإن كنت أعصيك " ، والصحابي عمرو بن العاص لما حضرته الوفاة قال " اللهم لست بريئا فأعتذر ولا قويا فأنتصر ولكن لا حول ولا قوة إلا بك " .
إذا كتب الله لك أن تصلي الفجر في جماعة وأنت خارج من المسجد استشعر - فرحا - أن الله برحمته أيقظك من مرقدك وأقامك بين يديه وردك إلى بيته ، هؤلاء هم الذين يغبطون ، والذين إذا أراد الله بهم خيرا ثبتهم على هذا وماتوا على الدين . لا يوجد فرح يفرح به العبد أعظم من الفرح بالإسلام . ومما لا يخفى على شريف علمكم أن العبد يحمد الله أن جعله من المسلمين . نحن من رحمة الله بنا ولدنا مسلمين ، أي أن الله أعطانا الإسلام من غير أن نسأله فنسأل الله أن يرزقنا الجنة ونحن نسأله .
/ الآية الثالثة : قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) هذه آخر آية في سورة الممتحنة وقبلها قال الله - جل وعلا - في صدر السورة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء) نهى الله المؤمنين عن موالاة أهل الكفر لأن الفارق بين الحالين عظيم فالأصل أن لا مولاة بين المؤمنين والكفار ، يمكن أن يكون هناك ما يعرف بالمعايشة أما الموالاة فتنتفي الموالاة أبدا بين المؤمنبن وأهل الكفر أيا كان حاله سواء من أهل الكتابين أو من غيرهما ، قال ربنا :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) هذا نداء كرامة ، (لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) "قَوْمًا" نكرة ، "غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ" جملة فعلية . والقاعدة تقول الجمل بعد المعارف أحوال وبعد النكرات صفات ، فقول ربنا (غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) صفة لهؤلاء القوم ،
اختلف العلماء من المراد بهؤلاء القوم :- فمن أجرى الحكم العرف الظاهر في القرآن قال هؤلاء اليهود لأنه قد عرف في القرآن أن الله - جل وعلا - قد غضب على اليهود فأصبح معنى الآية لا تتولوا اليهود (لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) هم اليهود .
(قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ) معلوم أن اليهود يؤمنون بالآخرة ، ليسوا ككفار قريش فيصبح المعنى : يئسوا من ثوابها ، "كما" الكاف للتشبيه ، (كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ) الكفار هنا كفار قريش ، يعني يصبح المعنى تشبيه يأس اليهود من ثواب الآخرة (كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ) أي من المشركين من كفار قريش ، (كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) كفار قريش لا يؤمنون أن أصحاب القبور يبعثون فلا يقع في أنفسهم البتة أنهم سيلقون من مات ، أي أن القرشي الكافر إذا مات أحد له يقطع الأمل ، يصيبه اليأس لأنه يعلم أنه - حسب زعمه ، حسب اعتقاده - لن يلقَ أخاه هذا أبدا لأنهم لا يؤمنون ببعث ولا بنشور (كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) فالكفار لا يؤمنون بأن أصحاب القبور يبعثون حتى يلتقون بهم . هذا معنى الآية عند كثير من العلماء ، ولعلماء آخرين قول آخر .
- بعضهم يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) المراد به كفار مكة وأن اليهود لا علاقة لهم بالآية ، قالوا لأن آخر الآية يعود إلى أصلها ، يعود إلى صدر السورة ، وصدر السورة يتكلم عن كفار قريش (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء) فهذا تأكيد لما سلف بيانه في صدر السورة (لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ) أي أنهم لا يؤمنون ببعث ولا نشور . (كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) قالوا إن المعنى : كما يئس أسلافهم من الكفار أي من مات من أسلافهم مات وهو على يأس أن يبعث فتصبح هنا "من" لبيان البعض ويصبح أن هذا عائد على ما قد سلف .
لكن التفسير الأول أرجح - والعلم عند الله - فيصبح أن السورة ناقشت أوذكرت قضية موالاة المشركين وموالاة أهل الكتاب - والعلم عند الله - وصلى الله على محمد وآله والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق