الأحد، 5 يناير 2014

(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) / ما معنى قرة أعين؟

أ.عائشة القرني

 قال تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان ٧٤] .
 دعاء جليل يرفعه الصالحون إلى ربهم في كل حين (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) فما أعظم أن يكون الزوجان كل منهما قرة عين للآخر، وأن تكون الذرية أيضاً قرة عين للوالدين .
 ما معنى قرة أعين؟
 قال العلماء : أي رؤية ما تقرَّ به العين ، يقال : أقرَّ الله عينك : أي صادف فؤادك ما يرضيك فتقرَّ عينك حتى لا تطمح بالنظر إلى مافوقه .
 قرة العين كلمة عظيمة تدل على سكينة النفس واطمئنانها وراحتها وانشراحها .
 قال القرطبي : "ليس شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجته وأولاده مطيعين لله عز وجل" .
 سُئل الحسن قيل : يا أبا سعيد ، قول الله :(هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) في الدنيا والآخرة ؟ قال : لا بل في الدنيا ، قال : وما ذاك ؟ قال : المؤمن يرى زوجته وولده يطيعون الله .
فمن منا لا يتمنى أن تقر عينه ؟ إن قرة العين لا تأتي بالمناصب الرفيعة ولا بتحقيق المطالب الدنيوية ، فلو جمع العبد من أمور الدنيا ما جمع فإنها لن تقر عينه .
فكم من يتمنى أن تقر عينه بزوجته وأبنائه ولكن لو فتش في نفسه وأحواله لرأى أنه يسعى ويشقى ليصل أبناؤه إلى أعلى الدرجات في الأمور الدنيوية من دراسة وغيرها -وهذا شيء مطلوب- ولكن لماذا لا يكون نفس الاهتمام في أمور الدين مع أن أمور الدين أولى وأعظم ؟!
 وكم من امرأة تتمنى أن تقر عينها بزوجها وأبنائها ولكن لو فتشت في أحوالها وتصرفاتها وجدت أنها لم تسعى وتبذل الجهد المطلوب لتقر عينها ، بل كل غايتها أمور دنيوية فهي تسعى من غير أن تشعر في قلق نفسها وشتات أمرها .
والعجب من الهمة العالية في أمور الدنيا عند البعض والتشديد في ذلك ، أما في الدين وأمور الدين فالتهاون والتخاذل وضعف الهمة !!
 فإلى كل من يريد أن تقر عينه نقول : لن تقر العين إلا بالحرص على التقوى سواء في النفس أو في الأهل والذرية . واعلم أن الله تعالى يقول : (إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ.. ) [الأنفال ٧٠].  فكل من علم الله من قلبه حبه للخير وسعيه فيه يسره له ولو بعد حين . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق