الاثنين، 23 سبتمبر 2013

تفسير قوله تعالى (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) / بن عثيمين

قوله تعالى :
(وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) [الأنعام:3]

"الله" علم مشتق من اﻷلوهية وأصله اﻹله ، واعلم أن أسماء الله جميعها مشتقة ، ليس لله اسم جامد أبدا .
وقوله (فِي السَّمَاوَاتِ) أي أنه على السموات وليس المراد أنه فيها وهي محيطة به ﻷن هذا مستحيل فالله تعالى أكبر من كل شيء .
 أو نقول أن المراد المعنى وليس الذات ، المعنى أنه مألوه في السموات ، يتأله إليه أهل السموات. وقوله (وَفِي الأَرْضِ) "الواو" حرف عطف ، و "اﻷرض" معطوفة على السموات فيكون المعنى: الله في السموات وفي اﻷرض أي مألوه في السموات وفي اﻷرض ، فتكون هذه اﻵية كقوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ) ، وعلى هذا التفسير لا إشكال فيها.
وذهب بعضهم إلى أن اﻵية فيها وقف على السموات وهذا على جعل "الله" علماً على الذات دون المُتعبِد لله ، يعني معناه أن الله في السموات كقوله (أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء).
 ثم استئناف فقال (وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ) فتكون (في اﻷرض) متعلق بما بعدها بقوله (يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ) .
/ أما على القول اﻷول فمعنى اﻵية ظاهر : أن الله مألوه في السموات ومألوه في اﻷرض كم أنه خالق السموات والأرض ، ويُراد بذلك إثبات اﻷلوهية في السموات والأرض كما ثبتت الربوبية ﻷن الخلق من مقتضيات الربوبية . هذا لا إشكال فيه.
 المناسبة على القول الثاني أن المعنى أن الله ذاته لا من يألهه ، أن الله ذاته في السموات فيكون في المناسبة أنه ليس كونه في السموات مع بعدها الشاسع بمانع من علمه بكم وأنتم في اﻷرض فهو في السموات ومع ذلك في اﻷرض يعلم سركم وجهركم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق