الأربعاء، 16 يناير 2013

الحلقـ السادسة عشر ــة / وصايا من سورة الاسراء


الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء وسيدهم نبينا محمد بن عبدالله أما بعد :
 أيها المباركون فهذا اللقاء المبارك من هذه اللقاءات في التفسير في هذا الجامع المبارك  جامع الدخيل . الآيات التي نشرُف بالحديث حولها ودراستها في هذا اللقاء المبارك هي بعض الوصايا التي وردت في سورة الإسراء وهي سورة تُعرف كذلك بسورة بني إسرائيل . قال الله -عز وجل- فيها وهو أصدق القائلين (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا*وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً*وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا)
/ أما قول الله - جل وعلا - (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) فإن الإملاق هو: الفقر لكن أهل العلم كثيرا منهم يقولون إن المقصود بالأولاد هنا ينصرف إلى البنات أكثر من البنين ومعلوم أن اللغة كما جاء في القرآن الولد يطلق على الذّكر ويطلق على الأنثى قال ربنا (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) لكن ظاهر الآية هنا على أنه المراد البنين والبنات لأن العلة التي ذكرت في الآية ليست علة العورة وعلة العرض وإنما هي علة الفقر وهذا يشترك فيه البنين والبنات قال الله -جل وعلا- (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا) . الوصايا ظاهرة لكن كما قلت في طريقة التدريس نحن نعرّج على ما يغلب على الظن أن السامع والمتلقي وطالب العلم يحتاجه.
/ يوجد "خطء" ويوجد "خطأ" ، فـ "الخِطء" - بالكسر- مأخوذ من الفعل "خطِأ" على وزن فرح فـ"الخِطء" في اللغة معناه الإثم قال الله -جل وعلا- هنا (إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا) ما معنى خطئا؟ إثما كبيرا وليس معناه أنه أمر غير صحيح ليس معناه أنه ضد العمد ، أما "الخطأ" -بالفتح- فهذا معناه ضد العمد فقد تصنع شيئا لا تقصد فيه الإساءة فيلومك من يلومك فتقول أنا أخطأت أي لم أتعمد هذا قال الله -عز وجل- (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) فالخطَأ ضد العمد، الخَطأ -بالفتح- ضد العمد ، أما الذي في الآية فليس المقصود ضد العمد إنما المقصود الإثم   (إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًاأي إثما كبيرا. ومسألة أن الإنسان يخشى الفقر من بنيه تقودنا إلى مسألة تتعلق بالثلاث الوصايا أو بالوصيتين الأوليين من هذه الآية وهذا يحتاج إلى تأصيل علمي.
 التأصيل العلمي: أي شيء يوضع في غير مكانه يُعد ظلما ويكون من الإجحاف بمكان بمقدار إخراجه عن مكانه ولهذا قيل يارسول الله أي الذنب أكبر؟ قال (أن تجعل لله ندا وهو خلقك) فرغم أن الله خلقنا وحده وهو يرزقنا وحده ويميتنا وحده ويحيينا وحده ويحاسبنا وحده فإذا جاء أحد ما فعبد مع الله غيره أو أشرك مع الله -جل وعلا- أحدا غيره فقد جاء بمنتهى الظلم لأنه صرف مالا ينبغي صرفه إلا لله ولهذا قال الله (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) الشرك لظلم عظيم في أعلى المنازل لكن هناك منازل من غير الشرك تسمى ظلم ،تمام الحديث (قيل يارسول الله ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك) أين الظلم هنا؟ الله -جل وعلا- رزقك الولد لتقوته، لتُطعمه، لتقوم برعايته فلا يجب أن تنصرف رعايتك إلى أحد أولى من ولدك فإن قتلته فقد أتيت بالنقيض، من هو محله في الرعاية والعناية والعطاء جعلته محلا للقتل هذا من أعظم الظلم بعد الشرك بالله ، (قيل يارسول الله ثم أي قال أن تزاني حليلة جارك) فالزنا حرام لكنه إن كان مع حليلة الجار كان أشد جرما وإثما وأعظم ،ولأن الأصل أن الإنسان مؤتمن على عرض جاره وأن جارك ربما بدا له سفر فسافر فمما يخفف عليه خوفه على أهله علمه أنك جاره فهو أولى الناس بأن تحفظ عرضه ودياره وأن تراعيه فإن وقع منك أنت الأذى لجاره في حليلته، في زوجته فقد قلبت المسألة كما جاء في الشرك فهذا يسمى ظلم كما جاء في الحديث (أن تجعل لله ندا وهو خلقك أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك أن تزاني حليلة جارك) بمعنى أوسع: الفقهاء يقولون، تسمعون باليمين المغلظة ،اليمين المغلظة تغلظ زمانا وتغلظ مكانا فقالوا إنها تغلظ زمانا إذا كانت بعد صلاة العصر وتغلظ مكانا إذا كانت عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لم غلظت مكانا هنا عند المنبر؟ لأن المنبر محل للأجور فلما يأتي أحد ويقسم عند المنبر كذبا يمينا غموسا فقد جعل المكان من محل للأجور إلى محل للفجور، قلب القضية ،هنا قال الله -جل وعلا- (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا) من هنا،بهذه الطريقة يُفهم مراد الله -جل وعلا- من كلامه على أن العرب - وتبعهم بعض الناس إلى اليوم- في مسألة البنات لهم فيها رأي آخر وهو أن الإنسان يخشى على بناته من بعده يقول أحد الشعراء عنده إبنة فإذا لاعبها ،داعبها ،جلس معها تدمع عيناه فإن سئل ٌقال أخشى عليها أن أموت قبلها ويتمنى أن تموت ابنته قبله يقول:
  تهوى حياتي وأهوى موتها شفقا **** والموت أعظم نزّال على الحُرَمِ
 أخشى عليها فضاضة عم أوجفاء أخ **** وقد كنت أخشى عليها حتى أذى الكلم
 يعني أنا لا أصبر في الدنيا أن يؤذيها أحد بكلمة فكيف بعد وفاتي ويقول في بعض ثنايا أبياته:  فيكشف الستر عنها عن لحم على وضم
يعني يخاف أن تسلك مسالك حتى تسد جوعها ،لكن هذا وإن كان في أصله فيه شيء من الحق إلا أن المؤمن يعلم أن أعظم ما يحفظ أهلك بعدك صلتك بربك (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) هذه واحدة . والأمر الثاني: التعويذ، لابد أن يربى البنين والبنات على الصلة بالله ، لابد أن الرجل -الأب- الراعي حقا لأبنائه وبناته يورثهم في جلساته معهم أن الذي يحفظ ويرعى هو الله - جل جلاله - ، يحاول بطرائق عدة بحسب ما يقتضيه المقام أن يُورث قلوب أبنائه وبناته ولو في سبيل طريقة تعامله معهم أن الذي يحفظ هو الله فهذا مما يحفظهم الله -جل وعلا- به ،لأنه إذا وقر في قلب الفتاة، في قلب الفتى أن الذي يحفظ هو الله سيعمل بما هو عالم به أو معتقد له أو مقتنع به هذا كله يعين حتى في قضية كيف يؤدبهم ،يعني مثلا تأتي أيام صيف أو أيام شتاء يطول فيها الليل وللأسر يعني جلساتها ، ذهابها، إيابها ثم يأتون من مكانهم الذي كانوا فيه فيفيء البنين إلى غرفهم ، والبنات يفئن إلى غرفهن حري بالوالد يمر، يمضي يطرق الباب بأدب يُجلهم ،يُكرمهم حتى يشعروا بالرغبة منه في أي حديث يقوله فيقول لو أوترتم هذا مما يحفظكم الله به في النهار، يقول لابنته أوتري هذا مما يحفظك الله به في النهار، ثم يمضي حتى لا يُربى الناس على أنهم يعبدون الله من أجلنا إنما يمضي يترك لهم مساحة، قد لا تقوم البنت أو الابن في الليلة الأولى ولا في الثانية لكن إن رأت من ذلك منك وكنت أصلا إذا قام ابنك أو ابنتك في الليل يتفقدك أو سمع صوتا يبحث عنك أو بدا له أن يشرب من مكان نائي في البيت لا يمكن أن تقع عيناه على شيء أجمل من أن يرى أباه أو يرى أمه قائما يصلي ،هذا الذي يورث في الأبناء التقوى هذا خير من منشور يُقدم أو شريط يسمع وإن كان في هذين خير لكن مثل هذا أعمل في الصدور أعمل في القلوب أعمل في الوعظ .
/ قال الله جل وعلا (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا) ثم قال (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) والزنا مما حرمه الله في الملل والأديان كلها وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه ذات يوم (إني رأيت البارحة عجبا رأيت رجلين وقفا على رأسي ثم قالا لي انطلق فانطلقت معهما فإذا أنا برجل يُشدخ رأسه بحجر ثم إن الحجر يتفرق ،رجل قائم عليه يشدخ رأسه بحجر وهو مستلق على ظهره ثم إن الحجر يتفرق ثم يجمع الحجر فيعود الرأس كما كان ثم  يُشدخ قلت من هذا من هذان قالا لي -أي اللذان معه- انطلق، قال فأتيت على رجل يوضع الكلوب في شدقه إلى قفاه وفي منخره إلى قفاه قلت من هذان قالا لي انطلق قال فانطلقت، -وأنا أذكر الحديث بإيجاز- فإذا برجل يسبح في نهر مثل الدم أحمر وعند الشط رجل واقف معه حجارة فالذي يسبح يسبح ماشاء الله ثم يأتي إلى الرجل الذي على الشط فيلقمه الحجر فيلتقمه ثم يسبح على هذا يمضيان قلت من هذان قالا لي انطلق فانطلقت، قال فأتيت على تنور ضيق من أدناه واسع من أعلاه وفيه أصوات قوم يضجون فنظرت فإذا رجال ونساء عراة قلت من هؤلاء قالا لي انطلق فانطلقت، فإذا أنا برجل كأكره ما أنت راء كريه المرأى وعنده نار يحشها قلت من هذا قالا لي انطلق فانطلقت، حتى أتيت على رجل طِوال وحوله وِلدان كأكثر ما أنت راء من ولدان قلت من هذا قالا لي انطلق، حتى انتهى به إلى مقامه في الجنة -صلى الله عليه وسلم- قال ثم قلت لهما حدثاني عما رأيت -الآن ما زال في الرؤيا ورؤيا الأنبياء حق- قالوا أما الرجل الذي يُشدخ برأسه في الصخر فهذا الرجل يقرأ القرآن وينام عن الصلاة المكتوبة وأما الذي يؤخذ بالكلوب في شدقه فهذا الرجل يكذب الكذبة فتطير في الآفاق وأما الذي في نهر من الدم أحمر فهذا آكل الربا وأما الذين في التنور يتضاغون فهؤلاء الزناة والزواني وأما الذي رأيته كريه المرأى فهذا مالك خازن النار وأما الذي رأيته رجلا طوالا وحوله الولدان فهذا إبراهيم وهؤلاء ولدان المسلمين كل من مات قبل البلوغ في كفالته في الجنة)، والمؤمنون شفقة رحمة،لما قال -صلى الله عليه وسلم- هذا قام أحد الصحابة فقال يارسول الله وأولاد المشركين فقال -صلى الله عليه وسلم- وأولاد المشركين. فظاهر الحديث، والحديث في البخاري أن أولاد المشركين إذا ماتوا قبل البلوغ يكونون في كفالة إبراهيم .
موضع الشاهد من الحديث قوله -صلى الله عليه وسلم- عن النساء والرجال الذين في التنور فالزنا -عياذا بالله- من كبائر الذنوب ومع ذلك فمن ابتُلي به في سالف دهر مضى فإن الله يتوب على من تاب قال الله (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) فلا يأتينك الشيطان إن قدر أن أحدا مضى منه هذا الأمر -نسأل الله لنا ولكم العافية-  فيحكم عليه بالفناء وأنه لا أمل ولا رجعة لكن يكبت الإنسان وساوس الشيطان وكيده بأن يلجأ إلى الله (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ) وفي الحِجر قال ( وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ) ، وفي يوسف (إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) ، والأحاديث والآثار في هذا عظيمة ، فقال الله -جل وعلا- هنا (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) وقال الله -جل وعلا- بعدها في هذه الوصايا التي نتدارسها قال (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا) أي حجة وهو ما أودعه الله في قلوب الناس من القصاص والقود والعفو حتى قبل الإسلام .
وقول الله جل وعلا (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ) القتل: الإماتة بفعل فاعل يُسمى قتل،(وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ) "إلا" إستثنائية (إِلاَّ بِالْحَقِّ) إلا أن يكون هذا القتل مُتلبسا بالحق أي يصبح تلكم النفس حقيق أن تقتل كما يقتل القاتل قصاصا.
/ قال الله جل وعلا (فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ) لأنه كانت العرب يرى بعضها على بعض فضل فلا يقبل أحدهم إذا قُتل أن يُقتل بواحد وإنما يُقتل بأكثر كما هو معروف في خبرالبسوس المشهور فإنه لما قُتل كُليب وأراد مهلهل ربيعة أن يقتل به من يقتل من بكر أراد رجل اسمه الحارث ابن عباد أن يصلح بين الفريقين فبعث ابنا له يقال له بُجيرا ليصلح فلما قدم بجير هذا على مهلهل ربيعة قتله مهلهل فظن الناس أن مهلهلا قتله ليبوء بإثم كليب يعني يصبح سواء بسواء لكن مهلهلا لما قتله قال كلمته المعروفة قال:"بؤ بشسع نعل كليب" يعني أنت مقابل شسع النعل، معنى هذا سيطول القتل إذا كان واحد بشسع النعل، فلما بلغ هذا الحارث والدَ بُجير كانت له فرس اسمها النعامة أخذها قال:  قربا مربط النعامة مني *** لحقت حرب وائل من حيالي
 قربا مربط النعامة مني *** إن قتل الكريم بالشسع غالي
 يعني ليس معقولا أن يقتل ابني مقابل شسع نعل هذا من مما كان موجودا في العرب من الإسراف في القتل فأبطله الله جل وعلا بقوله (فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) والعلم عند الله متعنا الله وإياكم متاع الصالحين والحمد لله رب العالمين.
_______________________________
الشكر موصول للأخت أم الوليد على تفريغها للحلقة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق