عند تأصيل منهج تدبر القرآن الكريم؛ لابد من ذكر الثمرات التي يُرجع إليها لمعرفة المنهج الصحيح لتدبر القرآن الكريم، حيث قد وُجد خلط بين بعض السلوكيات المصاحبة لتلاوة القرآن الكريم، وبين تدبر القرآن الكريم، فظنَّ كلُّ من عَمِلَ عملاً متأثراً بالقرآن أنَّ ذلك نتيجة التدبر، وهو غير صحيح.
بل لابد من التمعن في هذه الثمرات، وقياس الإنسان نفسَه عليها حتى يعلم موافقته للتدبر الصحيح من عدمها. ومن تلك الأصول ما يأتي:
الثمرة الأولى: التدبر الصحيح يهدي إلى الإيمان ويزيده ، وقد دلَّ على ذلك أدلة من كتاب الله تعالى منها:
أ ـ قال تعالى: (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون) [التوبة: 124].
ب ـ وقوله تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون) [الأنفال: 2].
فالآية الأولى صريحة في زيادة إيمان المؤمنين بسبب ما أنزل من القرآن الكريم، وإنما يكون ذلك عند تأمل القرآن وتدبره وفهم ما فيه، مما ينتج عنه الخوف والفزع والرجاء بما عند الله، والعمل بما يتضمن من أوامر ونواهٍ.
قال مجاهد والسدي وغيرهما: (وجلت قلوبهم): فرقت، أي: فزعت وخافت (1).
وقال الربيع بن أنس: " (زادتهم إيماناً): زادتهم خشية"(2).
وليس مجردُ السَّماع كافياً في حصول ذلك الإيمان، فإن المشركين قد سمعوا القرآن ولكن كان عملُهم الإعراضَ والكفرَ والتكذيبَ والاستهزاءَ والتوليَ وعدمَ العملِ، كما قال تعالى: (وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين) [التوبة: 86]
وقال: (وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون) [التوبة: 127]
وقال تعالى: (ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم) [محمد: 20]
وقال تعالى: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون) [القلم: 51].
فتزيدهم لذلك الآياتُ رِجْسَاً وكفراً، كما قال تعالى: (وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون) [التوبة: 125].
وأما المؤمنون فإنهم بخلاف ذلك كما قال ابن كثير: "وهذه صفة المؤمن حق المؤمن، الذي إذا ذكر الله وجل قلبه، أي: خاف منه، ففعل أوامره، وترك زواجره"(3).
وقال في قوله تعالى: (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً) [الفرقان: 73] (4): "أي: لم يكونوا عند سماعها متشاغلين لاهين عنها، بل مصغين إليها، فاهمين، بصيرين بمعانيها؛ فلهذا إنما يعملون بها، ويسجدون عندها عن بصيرة لا عن جهل ومتابعة لغيرهم"(5).
وقال السعدي: " (وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً): ووجه ذلك أنهم يلقون له السمع ويُحضرون قلوبهم لتدبره، فعند ذلك يزيد إيمانهم،لأن التدبر من أعمال القلوب، ولأنه لا بد أن يبين لهم معنىً كانوا يجهلونه، أو يتذكرون ما كانوا نسوه،أو يُحدث في قلوبهم رغبةً في الخير، واشتياقاً إلى كرامة ربهم،أو وجلاً من العقوبات، وازدجاراً عن المعاصي، وكل هذا مما يزداد به الإيمان"(6).
والمؤمن يقيس تدبره بهذا الأصل العظيم؛ فإن أورثه إيماناً بالله، وتصديقاً برسوله صلى الله عليه وسلم؛ فهو على جادة السلف الصالح ــ رحمهم الله ــ في تدبر القرآن، وإن كانت تلاوتُه مجردَ ألفاظٍ يرددها أو أصواتٍ يسمعها فإنه لم يصل بعد إلى المعنى الحقيقي لتدبر القرآن الكريم.
الثمرة الثانية: التدبر يبعث على الخشية والخوف والرجاء والدمع:
وقد دلَّ على ذلك آيات منها:
أ ـ قوله تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد) [الزمر: 23].
ب ـ وقوله تعالى: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين) [المائدة: 83].
قال ابن كثير: "هذه صفة الأبرار، عند سماع كلام الجبار، المهيمن العزيز الغفار، لما يفهمون منه من الوعد والوعيد. والتخويف والتهديد، تقشعر منه جلودهم من الخشية والخوف، (ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) لما يرجون ويُؤمِّلون من رحمته ولطفه"(7).
وقد وصف الله الذين أوتوا العلم بالخشوع والبكاء عند استماع القرآن، قال تعالى: (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً، قل آمنوا به أولا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً) [الإسراء: 106 - 109].
مسألة: التدبر الصحيح يبعث على التأثر بلا تكلف:
وهذا هو حال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، والتابعين رحمهم الله، فقد كان تدبرهم للقرآن أعظمَ التدبرِ وأعلاه، مُورِّثاً العملَ والإيمانَ والتأثرَ بلا تكلف، وقد نبه العلماء إلى حال بعض الناس الذين فهموا التدبر على غير وجهه، فكان تدبرهم صراخاً وعويلاً وتكلفاً، ومن تلك الأقوال التي تحذر من ذلك:
- قال عروة بن الزبير: قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون إذا قرئ عليهم القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله عز وجل: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم. قال فقلتُ لها: إن ناسًا اليوم إذا قرئ عليهم القرآن خرَّ أحدُهم مغشيًا عليه، فقالتْ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (8).
- وقال عكرمة: سُئلتْ أسماءُ بنت أبي بكر: هل كان أحد من السَّلَف يُغشى عليه من الخوف؟ قالت: لا، ولكنهم كانوا يبكون(9).
- وعن ابن عمر أنه: مر برجل من أهل العراق ساقطًا، فقال: ما بال هذا؟ قالوا: إنه إذا قرئ عليه القرآن أو سمع ذكر الله سقط، قال ابن عمر: إنا لنخشى الله وما نسقط! (55 ). وقال ابن عمر: إن الشيطان ليدخل في جوف أحدهم، ما كان هذا صنيع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم (10).
- وقال عامر بن عبد الله بن الزبير: جئتُ أبي، فقال لي: أين كنتَ؟ فقلت: وجدتُ قوماً ما رأيت خيراً منهم قَطٌّ، يذكُرون الله عز وجل فيُرعَد واحدهم حتى يُغْشَى عليه من خَشْية الله عزَّ وجلَّ، فقعدتُ معهم، فقال: لا تقعُد معهم بعدها أبداً. قال: فرآني كأني لم يأخذ ذلك فيَّ، فقال: رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن، ورأيتُ أبا بكر وعمر يتلوان القرآن فلا يُصيبُهم هذا من خَشْية الله تعالى، أفتَرَى أنهم أخشى لله من أبي بكر وعمر، قال: فرأيت ذلك كذلك(11).
- وقال قتادة بعد أن تلا قوله تعالى: (تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) [الزمر: 23]: "هذا نعت أولياء الله، نعتهم الله بأن تقشعر جلودهم، وتبكي أعينهم، وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم، إنما هذا في أهل البدع، وهذا من الشيطان"(12).
- وذكر عند ابن سيرين الذين يصرعون إذ قرئ عليهم القرآن؟ فقال: بيننا وبينهم أن يقعد أحدهم على ظهر بيت باسطًا رجليه ثم يقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره، فإن رمى بنفسه فهو صادق(13).
- وكان جَوّابُ يُرْعَدُ عند الذِّكْر، فقال له إبراهيم النخعي: إن كنت تملكه، فما أُبالي أن لا أعتدَّ بك، وإن كنتَ لا تملكه، فقد خالفتَ من كان قبلك(14).
- وقال القرطبي: "الخوف إذا سكن القلب أوجب خشوعَ الظاهر فلا يملك صاحبه دفعه فتراه مطرقاً متأدباً متذللاً، وقد كان السلف يجتهدون في ستر ما يظهر من ذلك. وأما المذموم فتكلفه والتباكي ومطأطأة الرأس كما يفعله الجهال ليُروا بعين البر والإجلال وذلك خدع من الشيطان وتسويل من نفس الإنسان"(15).
- وقال أيضاً: "فهذه حالة العارفين بالله، الخائفين من سطوته وعقوبته، لا كما يفعله جهال العوام والمبتدعة الطغام من الزعيق والزئير ومن النهاق الذي يشبه نهاق الحمير. فيقال لمن تعاطى ذلك وزعم أن ذلك وجد وخشوع: لم تبلغ أن تساوي حال الرسول ولا حال أصحابه في المعرفة بالله، والخوف منه، والتعظيم لجلاله، ومع ذلك فكانت حالهم عند المواعظ الفهم عن الله والبكاء خوفاً من الله. ولذلك وصف الله أحوال أهل المعرفة عند سماع ذكره وتلاوة كتابه فقال: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين) [المائدة: 83]، فهذا وصف حالهم وحكاية مقالهم. ومن لم يكن كذلك فليس على هديهم ولا على طريقتهم، فمن كان مستناً فليستن، ومن تعاطى أحوال المجانين والجنون فهو من أخسهم حالاً، والجنون فنون"(16).
- وقال ابن كثير في بيان وجوه مخالفة المؤمنين للفجار عند سماع القرآن: " أنهم يلزمون الأدب عند سماعها كما كان الصحابة، رضي الله عنهم عند سماعهم كلام الله من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقشعر جلودهم، ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله. لم يكونوا يتصارخُون ولا يتكلّفون ما ليس فيهم، بل عندهم من الثبات والسكون والأدب والخشية ما لا يلحقهم أحد في ذلك؛ ولهذا فازوا بالقِدح المُعَلّى في الدنيا والآخرة"(17).
هذا هو المنهجُ المعروفُ عن مجمل السلف الصالح رحمهم الله في تدبر القرآن الكريم، وقد وُجِدَتْ استثناءاتٌ من بعضهم نبَّه عليها العلماء:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْوَاحِدَ مِنْ هَؤُلَاءِ إذَا كَانَ مَغْلُوبًا عَلَيْهِ لَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ حَالُ الثَّابِتِ أَكْمَلَ مِنْهُ؛ وَلِهَذَا لَمَّا سُئِلَ الْإِمَامُ أَحْمَد عَنْ هَذَا، فَقَالَ: قُرِئَ الْقُرْآنُ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ فَغُشِيَ عَلَيْهِ وَلَوْ قَدَرَ أَحَدٌ أَنْ يَدْفَعَ هَذَا عَنْ نَفْسِهِ لَدَفَعَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ فَمَا رَأَيْت أَعْقَلَ مِنْهُ وَنَحْوَ هَذَا. وَقَدْ نُقِلَ عَنْ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ أَصَابَهُ ذَلِكَ وَعَلِيُّ بْنُ الفضيل بْنِ عِيَاضٍ قِصَّتُهُ مَشْهُورَةٌ. وَبِالْجُمْلَةِ فَهَذَا كَثِيرٌ مِمَّنْ لَا يُسْتَرَابُ فِي صِدْقِهِ. لَكِنَّ الْأَحْوَالَ الَّتِي كَانَتْ فِي الصَّحَابَةِ هِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي الْقُرْآنِ وَهِيَ وَجَلُ الْقُلُوبِ وَدُمُوعُ الْعَيْنِ وَاقْشِعْرَارُ الْجُلُودِ...
وَقَدْ يَذُمُّ حَالَ هَؤُلَاءِ مَنْ فِيهِ مِنْ قَسْوَةِ الْقُلُوبِ وَالرَّيْنِ عَلَيْهَا وَالْجَفَاءِ عَنْ الدِّينِ مَا هُوَ مَذْمُومٌ وَقَدْ فَعَلُوا وَمِنْهُمْ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ حَالَهُمْ هَذَا أَكْمَلُ الْأَحْوَالِ وَأَتَمُّهَا وَأَعْلَاهَا وَكِلَا طَرَفَيْ هَذِهِ الْأُمُورِ ذَمِيمٌ... وَلَكِنْ مَنْ لَمْ يَزُلْ عَقْلُهُ مَعَ أَنَّهُ قَدْ حَصَلَ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ مَا حَصَلَ لَهُمْ أَوْ مِثْلُهُ أَوْ أَكْمَلُ مِنْهُ فَهُوَ أَفْضَلُ مِنْهُمْ. وَهَذِهِ حَالُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَهُوَ حَالُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ إلَى السَّمَاءِ وَأَرَاهُ اللَّهُ مَا أَرَاهُ وَأَصْبَحَ كَبَائِتِ لَمْ يَتَغَيَّرْ عَلَيْهِ... وَمَنْ خَافَ اللَّهَ خَوْفًا مُقْتَصِدًا يَدْعُوهُ إلَى فِعْلِ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَتَرْكِ مَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ فَحَالُهُ أَكْمَلُ وَأَفْضَلُ مِنْ حَالِ هَؤُلَاءِ وَهُوَ حَالُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ...
وَالصَّوَابُ: لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَيْرَ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثَ فِيهِمْ وَأَنَّ أَفْضَلَ الطُّرُقِ وَالسُّبُلِ إلَى اللَّهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ وَيُعْلَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ بِحَسَبِ اجْتِهَادِهِمْ وَوُسْعِهِمْ"(18).
الثمرة الثالثة: التدبر يورث العمل:
فإن تدبر القرآن لا يقفُ بالمؤمن عند مجرد السماع والتأثر، بل يتعدى ذلك إلى العمل والاستجابة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا أصلٌ عظيم من أصول التدبر، وإلا فقد ذمَّ الله اليهود الذين يزعمون أنهم آمنوا بالكتاب، والحال أنهم لا يعملون به، قال تعالى: (وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقاً لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين) [البقرة: 91].
وقال الشيخ السعدي: " وكذلك لما كان العلم الشرعي يقتضي العمل به، والانقياد لكتب الله ورسله، قال تعالى عن أهل الكتاب المنحرفين: (ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون) [البقرة: 101]"(19). ولا شكَّ أن العمل بالقرآن الكريم نتيجة الإيمان به وتدبر معانيه.
وختاماً فهذه الثمرات وما ذكر في هذا الموضوع، محاولة لضبط وتأصيل هذا الموضوع المهم، أسأل الله تعالى أن تكون محاولة في الطريق الصحيح، والموضوع لا يزال بحاجة إلى مزيد بحث وتأمل، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
__________________________________
(1) تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ( 574 ).
__________________________________
(2) تفسير ابن أبي حاتم: ( 5 / 1656 ) رقم ( 8779 ).
(3) تفسير القرآن العظيم: ( 574 ).
(4) تنبيه: كلام ابن كثير حول هذه الآية ليس في تفسير سورة الفرقان وإنما في تفسير سورة الزمر عند الآية رقم: (23).
(5) تفسير القرآن العظيم: ( 1183 ).
(6) تيسير الكريم الرحمن: ( 315 ).
(7) تفسير القرآن العظيم: ( 1183 ).
(8) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره: ( 10 / 3249 ) رقم (18379) ، وعزاه السيوطي في الدر المنثور: ( 7 / 191 ) إضافة إليه إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر. وانظر: زاد المسير: (1229)، والمحرر الوجيز: ( 4 / 528 ).
(9) زاد المسير: ( 1228 - 1229 ).
(10) انظر: البحر المحيط: ( 9 / 196 )، والجامع لأحكام القرآن: ( 15 / 249 )، وتفسير البغوي: (7 / 116)، وزاد المسير: (1228)، والمحرر الوجيز: ( 4 / 528 ). (11) انظر: البحر المحيط: (9 / 196 )، والجامع لأحكام القرآن: (15 / 249)، وتفسير البغوي: ( 7 / 116 ).
(12) زاد المسير: ( 1228 ).
(13) رواه عبد الرزاق في تفسيره: ( 3 / 130 ) رقم (2626)، وانظر: تفسير البغوي: ( 7 / 116 )، وفهم القرآن : ( 279 )، وتفسير القرآن العظيم: ( 1183 ).
(59 ) انظر: البحر المحيط: ( 9 / 196 )، والجامع لأحكام القرآن: ( 15 / 249 )، وتفسير البغوي: (7 / 116)، والمحرر الوجيز: ( 4 / 528 ).
(14) زاد المسير: ( 1229 ).
(15) الجامع لأحكام القرآن: ( 1 / 375 ).
(16) السابق: ( 7 / 366 ).
(17) تفسير القرآن العظيم: ( 1183 ).
(18) مجموع الفتاوى: ( 11 / 8 ـ 14 ).
(19) القواعد الحسان: (136).
--------------------------
* من بحث بعنوان : تدبر القرآن الكريم (مفهومه ـ أساليبه ـ أسبابه ـ آثاره)
المصدر / موقع الد. فهد بن مبارك الوهبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق