الشيخ / عصام العويد
كنت طرحت في الرسالة السابقة تساؤلا :
في ختام آيات الصيام هاهنا ذُكرت عدة علل (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
ماذا يصنع كثير من الناس حينما يُعلن أن العيد غدا ؟
من هم الشاكرون ؟ ومن هم الذين حادوا عن هذا الوصف ؟
الله - عز وجل - هنا لما أراد أن يخبرنا كيف نكون شاكرين لله - عزّ وجل - بخصوص هذه النعمة العظيمة أن أتموا الصيام ، هناك أناس كثير اخترمهم الموت فلم يُكملوا الصيام ، هناك عاجزون ، هناك كذا وكذا ، أنت تمم الله عليك المنّة والنعمة بإكمال العدة .
وهناك أناس صُرفوا عن هذا الدين نهائيا أصلا .
صحيح وهذا أصلا يعني يستطيعون ولم يصوموا وهذا أشدّ ، فتعال أنت يامن منّ الله - عز وجل - عليك فهداك إلى الصيام ثم قوّاك على إتمام هذه الفريضة ، ماذا يريد الله منا في ليلة العيد بعد إتمام الصيام ، يقول الله - عز وجل - (وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) شكره بماذا ؟
بدأه الله - عز وجل - بدء هنا بتكبيره سبحانه وتعالى التكبير الذي ينطق به القلب مع اللسان ، لأن المشكلة هنا أحيانا نكبر ، كيف نكبر ؟ الله أكبر ، الله أكبر ، وامضي العين من هنا والقلب في وادٍ بدون أن نستشعر أن هذا التكبير إنما هو شكر ، تكبير شُكر لله - عز وجل - وهذا الذي نريد أن نستلذه حينما نُكبر لربنا ، نشعر أننا هنا نؤدي بعض ما يجب له - سبحانه وتعالى بهذا الخصوص .
- وأيضا في أمر الشرع بإعلان هذا في المساجد وفي الأسواق له دلالة عظيمة فكما ذقتم لذة الصيام يا أيها المسلمون جماعة فأعلنوا شُكركم ، مع أن الأصل في الأذكار أن تكون فردية ويُسرّ بها إلا في مثل هذا الموضع وأشباهه تجد أن الأمة مأمورة بإعلانه .
- هل الأمة الآن تقوم بهذا ؟
الواقع أن القائمين بهذا قليل وهذا مصداق قول الله - عز وجل - (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) . اللهم اجعلنا منهم . آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق