الشيخ / عصام العويد
تحدثنا في الرسالة السابقة عن مطلع الآية الكريمة (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) جاء التأكيد بعدها بقوله - عز وجل - (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي) هل من دلالات من هذا الخطاب الرباني لعباده - عز وجل - ؟
تحدثنا في الرسالة السابقة عن مطلع الآية الكريمة (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) جاء التأكيد بعدها بقوله - عز وجل - (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي) هل من دلالات من هذا الخطاب الرباني لعباده - عز وجل - ؟
- نريد من الإخوة والأخوات أن يتأملوا قليلا في هذه الجملة من الآية ، الله - عز وجل -يقول هنا (أُجِيبُ دَعْوَةَ) ثم يقول (الدَّاعِ) ثم (إِذَا دَعَانِ) فعندنا كلمة "الدعوة" تُكرر فكأنها هي سرّ هذه الآية ، القضية كلها تتعلق بالدعاء ، ولذلك كان عمر الفاروق يقول "إنني لا أحمل همّ الإجابة ولكن أحمل همّ الدعاء" فربنا يريد أن يعلمنا كيف ندعوه - سبحانه وتعالى - أما إذا دعوناه بصدق وبشروط الدعاء المعروفة فالدعاء مُستجاب لأن الرب كريم - سبحانه وتعالى - فيقول (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ) هنا لم يقل "فإني أُجيب" الأمر هنا فواصل تُزال ، أُجيب مباشرة ، ثم الكلام هنا ليس عن إجابة للشخص ولذاته ونحوه ذلك أو للمؤمنين وبصفات معينة ، هنا ربنا لم يشترط شيئا إلا الدعوة فقط (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) فالقضية كلها أن تدعو ربك بصدق وإخلاص وإخبات وخضوع وخشوع وإقبال قلب لله - عز وجل - ، لا تنظر إلى مسألة هل أنت هنا حينما تدعو قوّمت الدعاء من جهة اللغة العربية والنحو ، نصبت المرفوع أو كسرت المنصوب ، لا تنظر إلى هذا كله ،اُنظر إلى قلبك كيف ينطق القلب قبل اللسان بما تريد من ربك أن يستجيب لك ، ولذا قال الله - سبحانه وتعالى - (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي) ، (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي) بمعنى يستجيبوا لدعائي ، أمرت هذا الإنسان أن يدعو ربه فليستجيب لطلب ربه منه أن يدعوه ، ثم قال (وَلْيُؤْمِنُواْ بِي) فلابد من اليقين بأنه - سبحانه وتعالى - مُجيب قريب ، وليتنا أن نقترب من ربنا بدعائه سبحانه وتعالى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق