الشيخ / عمر المقبل
هنا وقفة مع قوله - سبحانه وتعالى - بعد الأمر بالدعاء (لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
هنا وقفة مع قوله - سبحانه وتعالى - بعد الأمر بالدعاء (لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
لِمَ خُصّ الرشد بالذكر هنا بينما بدأت الآيات بالتقوى وخُتمت بالتقوى فجاء بين هذه وتلك كلمة الرشد ؟
-
الرشد تجده في الحقيقة مطلب ، وشيء يفتخر الإنسان به وهو مما يُمدح به الإنسان يقال هذا فلان راشد ، فلان رشيد في أفعاله وأقواله ، وأنت تلاحظ الله - سبحانه وتعالى - قال هنا (لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) وفي هذا لإشارة واضحة جدا إلى أن القرب من الله - عز وجل - بالدعاء والتذلل بين يديه والتضرع والإخبات له سبحانه وتعالى هي من أعظم الأمور التي تهدي إلى الرشد ، وتجعل الإنسان راشدا في أقواله وأفعاله ، وحتى يتضح لك هذا المعنى ضع في مخيلتك الآن تصرفات إنسان راشد وغير راشد ، فمن أراد الرشد فليقترب من ربه - عز وجل - ، وليقترب أيضا من هذا الكتاب الذي حكى الله - سبحانه وتعالى - مقولة الجن حينما سمعوه أول مرة فقالوا (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا*يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) .
- إذا لو أردنا أن نُلخص دلالة هذه الآية (لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) من أراد أن يكون راشدا في كل أفعاله وأقواله وتصرفاته عليه بدعاء ربه ، هو الذي يهديه ومن أراد ضد ذلك فليترك الدعاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق