الحمد لله على فضله ، والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف رسله وبعد : فنستأنف ما كنا قد بدأناه في اللقاء الماضي حول مفردتي الحياة والموت ، الحياةُ والموت قلناها بالرفع على أنه انقطاع الأمر وقد بيّنا في اللقاء الماضي القواعد حول الحياة والموت واليوم - كما وعدنا - نأتي على بعض الآيات التي فيها ذكر الحياة والموت.
/ قال أصدق القائلين (أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ
لَهُمُ اللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى
النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ)
"ألم تر" الرؤية هنا قلبية لأن هؤلاء مضوا في غابر الأزمان قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا
يمكن أن يكون هناك رؤيا بصرية .
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ) قال العلماء : هم طوائف من بني إسرائيل كانوا يسكنون ديارا خافوا فيها من الطاعون
والوباء ، انتشر فيهم فخرجوا يبحثون عن أرض لا موت فيها بحسب زعمهم .
قال أصدق القائلين
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) أي فلما أتوا ، قد خرجوا حذر الموت من القرية التي كان فيها الوباء والطاعون إلى قرية أخرى
قال لهم الله موتوا وهذا موت قبل حصاد آجالهم ، قبل أن تنتهي آجالهم ، ثم أحياهم حتى يموتوا مرة أخرى
إذا حان الأجل ، فعلى هذا موتهم هذا لا يترتب عليه سؤالهم في القبر ، لا يترتب عليه سؤال في القبر
قال الله - عزّ وجل -
(خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ) ولو كان هناك سؤال في القبر لما كان بعد ذلك حياة ، فقال ربنا
- جل وعلا -
(إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ) والمعنى الذي يُراد سوقه في الآية بيان أن الإحياء والإماتة بيد الله
ولم يكلها الله - جل وعلا - إلى أحد من خلقه ، وقد بيّنا مرارا في دروس عدة في مثل هذه المواطن وفي
غيرها أن أربعة لم يكلهن الله إلى أحد وهي : الإحياء والإماتة وقبل ذلك الخلق وبين ذلك الرزق . وقلنا
إن الخلق والرزق والإحياء والإماتة لم يكلها الله - جل وعلا - إلى أحد من خلقه (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ
رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن
يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ)
هذه الآية الأولى .
/ الآية الثانية : تأتي على وجه آخر فقد جاء أنه كان في بني اسرائيل رجل شاب وله عم ، ليس لذلك العم
وريث غير ذلكم الشاب وكان ذلكم العم ذا ثروة فكأنما ذلكم الشاب استعجل وفاة عمه حتى يقبض الثروة فقتله ثم ألقى جثته ، جسده ، في قارعة الطريق قريبا من قوم آخرين ، فحدث بينهم من الخلاف حول من القاتل
دون أن يعلم أن القاتل هو ذلك الفتى الطامع في الثروة فبينما هم في أخذ وعطاء وكل قبيلة من قبائل بني اسرائيل
تتبرأ منه وأهل الميت من حيث الجملة غير الورثة بما فيهم الوريث يتهمون به زيد أو عمرا قال قائل منهم :
كيف تختصمون وفيكم نبي الله وكليمه يقصدون موسى ابن عمران فجاؤا لموسى ابن عمران
ولهذا هذه الآيآت قال الله - جل وعلا - : {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا}
هذا مقدم تلاوة مؤخر معنى وقول الله - جل وعلا - : {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا
فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ*فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ
بِبَعْضِهَا} مؤخر رتبة في التلاوة ، مقدم في المعنى ، فلما جاؤوا إلى موسى
وأخبروه الخبر أنا وجدنا قتيلاً في دار بني فلان وأن أهل الميت وورثته يتهمونه فيه وهؤلاء ينفون
والأمر شائك كاد القوم أن يقتتلوا ما تقول يانبي الله ؟ قال : اذبحوا بقرة ، فكادوا أن يُجنوا نحن نسألك عن ميت
مَن الذي قتله ، فلذلك ماذا قالوا لنبيهم قالوا (أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) ؟ أي أتهزأ ، تمزح ، تسخر في موضع جِدّ ، وهذا لا يليق بآحاد الناس فكيف يُرمى به أنبياء الله ، ولهذا من الكمال العقلي في الناس اليوم أن معرفتك بغيرك من قبل
تبين كيف تتعامل معه وكيف تحمل حديثه ، معرفتك بشخصيته ، معرفتك بعقله ، معرفتك بأدبه ، تجعلك تعرف كيف تحمل حديثه .
فلما قال لهم نبيهم : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً) نسوا أن هذا نبي مُكلّم وأنه في منزلة عالية
وموئل شريف مع ذلك قالوا (أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) ، فاستعاذ بالله نبي الله أن يتخذ الله هزوا (قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) أي من الجهل أن يهزأ الإنسان في موضع جد ، كأن يأتي قوم عندهم ميت ويتشاورون ننتظر فلان أو لا ، ننتظر فلان ننتظر ابنه ، ننتظر أباه ، نقبره الآن ، نتأخر، في أمر جديّ فيأتي إنسان فيسأل سؤال
ليس هذا وقته أو يطلب طلبا ليس هذا أوانه ، أو أن يقول قولاً ليس ذلك زمنه ، هذا يدل على قلة في العقل
ونقص في الفهم ، فلهذا هؤلاء من جهلهم ، من غفلتهم هم يعلمون عقل نبي الله وكماله وكمال فهمه - عليه السلام - (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا
هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) هنا عادوا إلى رشدهم ، رجعوا إلى عقلهم علموا أنهم اخطؤا في حق نبيهم (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن
لَّنَا مَا هِيَ) فسألوا أول الأمر عن سنها ،(قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) وسط ليست
طاعنة في السن ولا بكرا لم تُطرق بعد (عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرُونَ) مع ذلك بعد أن سألوا عن سنها سألوا عن لونها (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن
لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ
لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) بلاغة القرآن لم يقل بالياء " يسر الناظرين " لأن لو قلنا "يسر الناظرين" أصبح المعنى أن اللون الأصفر محبوب مرغوب على كل شئ
وهذا ليس مراد الآية ، لكن مراد الآية أن اللون الأصفر في البقر مقبول يسر لكن لا يلزم منه أنه يسرُّ في كل
شيء ولهذا قال - عليه الصلاة والسلام - (خير ثيابكم البيض) , وكانت عمامته - صلى الله عليه وسلم - سوداء ، ولبس الثوب الأحمر ، فكل شيء له لونه الذي يناسبه ، والله لما ذكر أهل الجنة قال (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ) . والمراد هنا قال (صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) لم يكتفوا سألوا عن حالها قالوا : (قَالُواْ ادْعُ لَنَا
رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا
إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ*قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ
إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ) والمعنى : لا تثير الأرض ولا تسقي الحرث ، أي أنها أقرب إلى أن تكون بقرة وحشية من بقرة أهلية ، أي لم يكن منها في السواني أو في الحرث شيء ، (لاَّ ذَلُولٌ) لم تذلل ، لم تعتد أن تُثير الأرض ولا أن تسقي الحرث .
ثم قال {مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا} اختلف العلماء في معنى قوله جل ذكره
{لاَّ شِيَةَ فِيهَا} :
فقال قائلون من أهل العلم :
{لاَّ شِيَةَ فِيهَا} أي ليس فيها لون
آخر يُخالف الصُفره .
القول الثاني : قالوا {لاَّ شِيَةَ فِيهَا} أي لا عيب فيها .
هنا تقعيد علمي في التفسير إذا جئت ترجح الآن تأخذ بأي القولين ؟
تأخذ بالثاني , لماذا تأخذ بالثاني ؟ لأننا لو قلنا أن المراد من الآية القول الأول اصبح هذا القول تأكيد لقول الله - جل وعلا - {فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} لكن لو قلنا :
{لاَّ شِيَةَ فِيهَا} أي لا عيب فيها ، لا علاقة باللون أصبح هذا ليس تأكيد , يسمى تأسيس , وحمل كلام الله على التأسيس
أولى من حمله على التأكيد , إلا أن تكون هناك قرينة ظاهرة ، ولا قرينة هنا . فقول الله - جل وعلا - {لاَّ شِيَةَ فِيهَا} الراجح : أن المراد لا عيب في تلك البقرة ظاهر البتة. قال ربنا (فَذَبَحُوهَا) أي البقرة (وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ)
/ قال الله - جل وعلا - : {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} اضربوا الميت ببعض البقرة فينجم من هذا أمر قال الله بعدها (كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى) مالذي وقع ؟ أن هذا الميت قام
وأخبر من الذي قتله ثم عاد ميتا (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ
بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ) فينجم عن هذا تأصيل لمسألة ذات أبعاد ثلاثة :
الأول : هناك أسباب ظاهرة لا علاقة لها بكفر ولا إيمان
شرعها الله فكل أحد يراها يعلم أن هذا سبب في هذا ، فعندما ترى أرضا مخضرة يانعة مزهرة تعلم أنه سبقها غيث ، مطر لأنه لو لم يكن هناك مطر لما كانت خُضرة , فالربط ما بين الماء والخُضرة يعقله كل أحد , وكل نار تُنضج طعاما لأن الربط ما بين النار وأنها تحرق وتُنضج أمر متفق عليه بين العقلاء {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ
الَّتِي تُورُونَ*أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ
شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ*نَحْنُ جَعَلْنَاهَا
تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ} واضح هذا ؟ هذه الحالة الأولى .
الحالة الثانية : يوجد سبب لكن عقلا
لا علاقة له بالمُسَبب كمثل هذه الحالة إذ لا توجد علاقة ما بين ميت وما بين قطعة لحم مأخوذة من بقره
مذبوحة لتوها ، لا توجد علاقة , لكن الله أراد أن يُبين لهؤلاء أنه يحكم ما يشاء ويفعل ما يشاء
وأن الأمر أمره ، هو الذي جعل بقدرته تلكم القطعة من لحم البقرة بها يحيى ذالكم الميت بإذن الله , واضح ؟
هذه حالة ، يوجد سبب ويوجد مُسبِب ، يوجد اثنان متلازمان لكن ليس بينهما علاقة في عالم الوجود فلو جاء أي انسان الآن
بقطعة لحم مأخوذة من بقرة وضرب بها ميتا لن يحيى ذلك الميت ولكن لو نزل غيث على أرض
غير سبخة أنبتت تلك الأرض ، ولو جاء إنسان أوقد نارا وأحرق عليها شيء فالأصل أن النار تحرق .
بقيت الثالثة : وهي أن الله لا يجعل سببا أصلا في قضية تكوين ما يريد أن يكون (قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) فهذا لا علاقة له لا بزيد ولا بعمر
ولا يوجد طرف ثالث في القضية . قال ربنا (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) .
ثم قال - جل وعلا - {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم} وهذا سيأتي ان شاء الله في مفردتين تاليتين هي القسوة واللين
تأتي إن شاء الله في دروس أُخر لذلك لا نستعجل الحديث عنها نحن نكتفي هنا بالحديث عن الإحياء والإماتة .
/ الآية الثالثة : قال الله - عز وجل - عن نبيه سليمان بن داوود : (فَلَمَّا) : أي حين , (قَضَيْنَا) : حكمنا وأمرنا (عَلَيْهِ) على سليمان , (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ) إذ لا مفر من الموت وإن كان نبيا
مع أن سليمان مات صغيرا في الثامنة والخمسين (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا
دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ) والله أمات عبده وأعجز الجن أن يعلموا أن سليمان ميت حتى يرى
الناس كمال قدرته ، وثمة أشياء تكون حولك - وهذا شئ مجرب يقع للناس , تسأل نفسك أين عقلك ، أين رأيك ، أين رشدك ، أين بصرك يوم فعلت كذا ، يوم وقع كذا ، يوم كان كذا , وتأتي لخاصة خواصك ، تأتي لولدك لابنك تأتي لأبيك فتسأله تتعجب كيف صنع هذا ؟ أين عقلك ، أين رشدك ؟ ومع ذلك تعلم أن الأمور بيد الله
إذا أراد الله أن يُمضي أمرا سلّ ممن يريد ذلك الأمر عقله فأصبح لا يدري عن ذلك الشأن فيمضي
قدر الله ، وأنت ترى الآن من وسائل التقنية ما لا يمكن أن يتخيل ومع ذلك يقينا أن يأجوج ومأجوج
يعمرون الأرض التي يسكنونها ويقطنون فيها وسيخرجون يوما من الدهر لا محالة ولم يقدر أحد أن يتنبه أين موطنهم ولن يقدر لأنه لو قدر لأخرجهم قبل أوانهم ولاشتغل بهم وقد قضى الله - جل وعلا - وحكم وقضى أنه لن يكون خروجهم إلا في يوم عيّنه الله , قال ربنا : {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}،
وقال : {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ
يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} والمقصود هنا قال ربنا : {فَلَمَّا قَضَيْنَا
عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ
تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ} سقط {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} ، وكما كانت تلك وفاة سليمان كانت قبله وفاة أبيه داود - عليه السلام - فإن داود كان فيه من الغيرة ما فيه حتى أنه كان يغلق الأبواب على أهل داره إذا خرج فلما جاء
ملك الموت دخل الدار فلما رأينه نساء داود تعجبن وقلن بعضهن لبعض : لتُفضحن الليلة في داود ، أي يأتي ويجد رجلا غريبا في الدار ، فلما دخل نبي الله تغير قال من أنت ؟ قال أنا الذي أدخل الأبواب
من غير إذن فقال داوود : مرحبا برسول ربي مرحبا ، بملك الموت ثم قبض روحه والمقصود :
ألاّ يكون همّك أن تدفع الموت عن نفسك فلن تقدر وليكن همّك كيف تلقى الله . اللهم أحسن خاتمتنا
اللهم أحسن خاتمتنا , اللهم أحسن خاتمتنا وصلى الله على محمد وآله والحمدلله رب العالمين .
----------------------------------------
الشكر موصول لبنيتي الحبيبة لتفريغها الحلقة .
----------------------------------------
الشكر موصول لبنيتي الحبيبة لتفريغها الحلقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق