الأحد، 15 أبريل 2012

الحلقــــ 13ــــة / كيف نجعل سورة النور حياة


د.عصام العويد


 في ليلة من الليالي اتصلت امرأة وكانت تبكي بصوت يُخالطه حُزن شديد جدا ، يا أختاه : ما الذي عندكِ؟ قالت : أريد أن أشكو أني وقعت في فاحشة الزنا -عياذا بالله- وأنا -والله- تائبة من هذا ولكني لا أدري هل يقبل الله توبتي أو لا يقبل ، طيب يا أختاه يقبل الله -عزّ وجل- التوبة ، قالت : لكني أخشى أن أعود مرة ثانية إلى هذه المعصية ، ولماذا تعودين ؟ قالت : المجتمع الذي أنا أعيش به مجتمع فيه أشياء كثيرة من هذا القبيل . قيل لها : لن تعودي ، قالت : أخشى أن أعود ، لن تعودي ولكن تمسكي بسورة النور ، أتدرون ماذا قالت ؟ قالت : لا تقل لي اقرئي سورة النور . سورة النور سورة الطُّهر والعفة والفضيلة مثلي ما يستطيع يقرأ هذه السورة أنا أتقطع مع كل آية من آياتها ، أنا أبكي مع كل كلمة من كلماتها ، سورة النور سورة تصلُح لأولئك الذين حصّنوا فروجهم ، لأولئك الذين طهروا جوارحهم ، أما مثلي كيف يقرأ سورة النور ؟! فسبحان الله كيف وعت وأدركت أن هذه السورة لو أنها دخلت في قلبها بالفعل طهّرت هذه السورة كل ما يمكن أن يكون في القلب من محبة الفاحشة .
 / أخي المبارك وأختي الفاضلة ، يا أيها الشباب ويا أيتها الفتيات من أراد منا أن يعيش بطُهر وعِفة ومحبة للفضيلة وأن يوقي نفسه أن يقع في شيء من هذه الفواحش ، والله لا أُحصي كم من الرسائل تأتيني ثم لما أقرأها ، والله أشعر بطعنات سكين وأنا أقرأ يقول لي : أنا طالب علم ، أنا داعية ، أنا إمام مسجد ، وأخت تقول أنا حافظة للقرآن وأنا معروفة بين الفتيات بالخير وكذا ثم في نهاية الرسالة يقول لك إني واقع في متابعة المواقع الإباحية ، وأنا مفتون برؤية هذه المناظر والمظاهر ، وأنا ... وأنا ... ، غير الناس الذين دون ذلك كم منهم يشتكي ويشتكي ، سبحان الله !! لا إله إلا الله !! ما الذي جرى في قلوب الناس؟ لما ذا تغيرت هذه القلوب فأصبحت تتعلق حتى بالصورة العارضة وهي محرمة ، سبحان الله لو سأل العاقل نفسه وأنا أقول لكل شاب وفتاة اسألوا أنفسكم بعد أن تروا هذا المقطع الحرام ، وهذه الصورة الحرام هل وجدتم شيء بعد ذلك ؟ أبدا . لحظات من اللذة أستطيع أن أقول مزورة ، مكذوبة ثم يزول هذا الذنب وتبقى المعصية بما فيها من وعيد قد ينتظره الإنسان في الآخرة إن لم يوفق للتوبة ، جاءت سورة النور لعلاج هذه القضية .
 / هل تستطيع أخي أن تأتي إلى قلبك هذا فتشُق القلب ثم تنظر فيه نور أو ليس فيه نور ؟ طبيعي تقول لا أستطيع ، لكن سأقول لك هناك طريقة واضحة وسهلة لتعرف هل في القلب نور أو ليس فيه نور ، انظر إلى قلبك إن اقتربت من حرام يتعلق بالفاحشة ؟
كيف هذا ؟ بعض الناس لما يرى امرأة تمشي في الشارع ووقعت عينه عليها فإن أدار وجهه مباشرة وذهب البصر عن الصورة ووجدت القلب انقبض عنها فعندئذ اعلم أن الله قد قذف نورا حماك من هذه النظرة المحرمة ، إما إن كنت تنظر إليها وتصرف بصرك ثم تعود ثانية وتكرر النظر إلى الصورة المحرمة سواء كانت حية في الشارع أو في التلفاز أو في أي مكان فإن تكرر النظر إليها فاعلم أن النور هنا في القلب ضعيف بل يكاد ينطفئ فهذه هي أمارة وعلامة وجود النور من عدمه في قلبك .
/ أخي المبارك تقول طيب أنا ألاحظ نفسي أنظر إلى الصورة المحرمة لا أبتعد عنها إذا القلب هنا يحتاج إلى زيادة في النور للإضاءة ، تقول كيف ذلك ؟ سورة النور جاءت لتقذف في هذا القلب نورا عظيما جدا ، وكيف تفهم هذا النور وآثار هذا النور ضرب الله -عزّ وجل- ذاك المثل العظيم جدا في مطلع سورة النور حينما قال الله -سبحانه وتعالى- (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ) كيف ( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ) ؟
 هو بفطرته لا يحب الفاحشة وإنما يكرهها ، يُعرض عنها ، بعض الناس -سبحان الله- حينما ينظر إلى شيء من الفواحش والعري ينقبض مباشرة ويجد من نفسه صدود ، وبعض الناس لا ، تنشرح نفسه لهذه النظرة ويُتبع الأولى الثانية وهكذا ، هنا أخي لم يُقذف النور في قلبه ، لذلك إذا أردت أن تقذف نور الله -عزّ وجل- في قلبك فاسعَ مباشرة إلى شيء عظيم جدا في حياتك وهو أن تتدبر سورة النور ، أن تأخذ ببعض هداياتها ودلالاتها ، أقول لك في سورة النور خمسة أسوار تحفظ هذا القلب وتحفظ نوره من كل ما يكون سببا في ظلام أو عمىً -لاقدر الله- يُصيب هذا القلب.
/ يسأل كثير من الأحبة ما القواعد التي جاءت بها سورة النور تحمي الإنسان من هذه الرذائل والفواحش ؟ 
سبحان الله ! من أعظم هذه القواعد : قاعدة سد الذريعة ، أخي لا تُتبع النفس هواها ، كيف؟ بعض الناس حين يجلس على الإنترنت تأتيه صورة يشك بها ولا يدري ما وضعها فيأتيه الشيطان يقول له اُدخل على الصورة ، لا تنظر إلى الحرام لكن انظر ماذا في هذه الصورة ، هنا الله -عزّ وجل- يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) لا تمشِ وراءه ، صورة شككت فيها اتركها ، بعض الناس ينظر إلى الصورة يقول أصلا أنا رأيت الصورة دعني أتمعّن وأتأمل في الصورة فينظر إليها بعد أن نظر إليها عابرا نظر إليها لمدة دقائق معدودة من أجل أن يتمعّن في الصورة يقول أنا وقعت وقعت . هذا كله من خطوات الشيطان ، متى ما رأيت صورة محرمة على الإنترنت ، على التلفاز ، في الشارع ، في أي مكان فمباشرة أعرض عن هذا لا تتبع خطوات الشيطان . 
وبعض الناس يقول أنا أحب أتأكد ، يعني بعض الأخوة أرسل إليّ رسالة يقول : هناك موقع إباحي فأنا أريد أن أُحذر منه فهل يجوز أن أنظر إلى هذه الصور من أجل أن أُحذر من هذا الموقع ؟ وربي لا يجوز ، كيف يجوز !! توقع نفسك في المهالك من أجل أنك تريد أن تطّلع عليه ثم تُحذر منه ؟! أخي إن كنت شاكا فحذر منه وسيرى من يرى ممن هو مسؤول عن هذه القضية من دون أن تُوقع نفسك في هذا البلاء ، ومن الذي يأمن الفتنة وقد خافها إبراهيم الخليل على نفسه ولذلك لا تتبع خطوات الشيطان ، وأذكر شيئا يتعلق بالأخوات بالذات ، الله -عزّ وجل- في أواخر سورة النور يقول -سبحانه وتعالى- في آية تُسمى آية القواعد (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء الَّلاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ) المخاطب هنا إمرأة وهي من القواعد من النساء ، إمرأة كبيرة في السن قاعدة بالكاد تتحرك إذا أرادت أت تقوم لتذهب لحاجتها بالكاد أن ظهرها يعينها على حركة يسيرة من هنا وهناك ، إذا أرادت أن تخرج يا الله من بيتها لبيت جيرانها ، هذا حالها ، هذه قواعد من النساء ، طيب ما حكمها يارب من جهة الستر والحشمة ؟ قال (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء الَّلاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا) بمعنى أنها يئست من النكاح عمرها في الستين ليس هناك من يراها ويقول أريد أن أُنكح هذه ، كبُرت في السن لا ترجو نكاحا أبدا قال الله (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ) ما الثياب ؟ الثياب: الجلباب الذي يوضع على الرأس ويُغطي الجسد (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ) ثم يقول الله -عزّ وجل- بعد ذلك (وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ) حتى وهي على هذه الحال حينما تكشف وجهها أو تكشِف يديها وتضع عنها جلبابها الذي يُغطي جسدها مع تغطيت سائر الجسد فعندئذ يقول الله -عّ وجل- (وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ) .
بالله أيتها الفتاة يا اختي في الله إذا كان هذا حال القواعد من النساء (وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ) كيف تقول لنا فتاة في سن الزهور سأكشف وجهي لأن بعض الفقهاء يقولون هذا مباح ، لا إله إلا الله !! وأين قول الله -عزّ وجل-(وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ)؟!. 

هناك تعليق واحد:

  1. انها جميلة جد جد جد جججججججججججججججججججدددددددددددددددد

    ردحذف