الشيخ : محمد صالح المنجد
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
قال تعالى في سورة المائدة ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
روى الإمام الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن أنس بن مالك : أن نفرًا من عُكْل ثمانية، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام، فاستوخموا الأرض وسَقَمت أجسامهم، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبوا من أبوالها وألبانها؟ ) فقالوا: بلى . فخرجوا، فشربوا من أبوالها وألبانها، فَصَحُّوا فقتلوا الراعي وطردوا الإبل . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث في آثارهم - وفي رواية لمسلم - وعنده شباب من الأنصار، قريب من عشرين فارسًا فأرسلهم، وبعث معهم قائفًا يَقْتَصّ أثرهم - فأُدْرِكَهُم ، فجيء بهم، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسُمرت أعينهم، ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا ) وفي لفظ : ( وألقوا في الحَرَّة فجعلوا يَسْتَسْقُون فلا يُسْقَون ) وفي لفظ لمسلم: "ولم يَحْسمْهم" .
قال أنس في رواية : ( فلقد رأيت أحدهم يكدم الأرض بفيه عطشا حتى ماتوا ) ونزلت ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) الآية .
الحديث وفيه ( أن قوما من عُكل - أو قال من عرينة - ) وعكل قبيلة من بني غطفان ، وعرينة حي من قضاعة وحي من بجيلة ، ومعنى ( اجتووا المدينة ) هؤلاء الناس أعراب من هاتين القبيلتين من عُكل وعرينة ( اجتووا المدينة ) أي كرهوا هواء المدينة وماءها فلم يناسبهم ، فالنبي - عليه الصلاة والسلام - اقترح عليهم اقتراحا لكي يُعالج ما نزل بهم من المرض . عنده - عليه الصلاة والسلام - لقاح وهي نوق ذات لبن ، قال : هذا الراعي وهذه الإيل ، اُخرجوا إلى الراعي والإبل الخاصة ببيت مال المسلمين يسقيكم منها تشربوا من ألبانها وكذلك من أبوالها دواء ، وسيأتي طهارة روث وبول كل ما أُكل لحمه . خرج هؤلاء مع الراعي الـ... ومع الإبل التي لبيت مال المسلمين إلى مكان خارج المدينة وأصبحوا يشربون من الألبان والأبوال فصحوا وذهب ما بهم من المرض ، فماذا فعل هؤلاء الأعراب الذين ارتدوا عن الإسلام ؟ لما جاءتهم الصحة أخذوا راعي النبي - عليه الصلاة والسلام - فقؤا عينيه وقتلوه وأخذوا الإبل وذهبوا - واستاقوا النعم - والمقصود الإبل ، جاء الخبر إلى النبي - عليه الصلاة والسلام - أن راعيه قُتل وأن عينيه قد فُقأتا وأن الإبل سُرقت وهربوا بها . كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرون أنصاريا شباب أرسلهم يطاردون هؤلاء المرتدين الذين كفروا النعمة وسرقوا الإبل وأرسل معهم قائفا أي : يقصّ الأثر ويعرف في طريق ذهبوا ، فما ارتفه النهار إلا وهم مصفدون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا يدل على القدرة العسكرية للصحابة في تعقب المجرمين ، ما تعالى النهار إلا وهم عند النبي - صلى الله عليه وسلم - مربوطون ورجعت الإبل وأُنجزت العملية في وقت عجيب فماذا فعل النبي - عليه الصلاة والسلام - بهؤلاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ؟ أمر بهم فقُطعت أيديهم وأرجلهم وسُمرت أعينهم ، أُحميت المسامير بالنار وكحلهم بها كما فعلوا بالراعي ثم أُلقوا على أرض الحرة سوداء الصخور في المدينة - الحجارة السوداء المعروفة - لأنها أقرب إلى المكان الذي فعلو فيه جريمتهم في الحر يستسقون الماء فلا يُسقون ونزفوا حتى ماتوا ولذلك فإنه لم يحسمهم ، ومعنى ( لم يحسمهم ) : الحسم هو الكي بالنار أو غلق العضو المقطوع بالزيت الحار حتى يتوقف النزيف ، لأن الآن إذا قُطعت يد السارق تُغمس اليد بعد قطعها أي بقية العضو في زيت حار فتُغلق الأوردة والشرايين ويتوقف النزيف ، هؤلاء لم يُعمل فيهم هذا العمل لأن المقصود بقاء النزيف حتى الموت لأنهم كفرة مجرمون ارتدوا عن الإسلام ، قتلوا الراعي ، كفروا النعمة ، سرقوا الإبل - إبل بيت مال المسلمين - ومثلوا بالراعي وفقؤا عينيه فهكذا فُعل بهم وطُبقت عليهم الآية ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ ) فأما من سرق وقُطت يده فإنه يُحسم حتى لايهلك من الدم .
وهذه الآيات نزلن في هؤلاء الكفرة المجرمين وحكمها يعُمّ حتى من فعل ذلك من المسلمين ، حتى لو لم يرتد لكن قام بقطع الطريق والسطو المسلح وإخافة المسلمين أو قتل المسافرين أو سلب الأموال ونحو ذلك ، واحتج جمهور العلماء بهذه الآية على حكم المحارب في الأمصار وفي السبلان سواء داخل البلد أو على طريق السفر ، وهذا مذهب مالك والأوزاعي والليث بن سعد والشافعي وحمد بن حنبل حتى قال مالك في الذي يغتال الرجل أي يخدعه حتى يُدخله بيته ثم يقتله ويأخذ ماله أن هذا مُحارب وهذه محاربة ودمه إلى السلطان لا إلى ولي المقتول ، أي حتى لو عفا أولياء المقتول فلا عبرة بعفوهم ، فقتل الغيلة يختلف عن القتل العادي .
يقول شيخ الإسلام في المحاربين وقُطاع الطرق الذين يعترضون الناس بالسلاح في الطرقات ونحوها " الذين يعترضون الناس بالسلاح في الطرقات ونحوها ليغصبوهم المال مجاهرة من الأعراب والتركمان والأكراد والفلاحين وفسقة الجند أو مردة الحاضرة أو غيرهم، قال الله تعالى فيهم: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} " . وهذا كان على عهد شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله - فيه أشخاص يقطعون الطرق ويسلبون الناس وربما قتلوا فماذا يُفعل بهم ؟ حدّ الجريمة . يقول ابن عباس في قطاع الطرق " إذا قتلوا وأخذوا المال قُتلوا وصُلبوا وإذا قتلوا ولم يأخذوا المال، قُتلوا ولم يُصلبوا وإذا أخذوا المال ولم يقتلوا، قُطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف وإذا أخافوا السبيل ولم يأخذوا مالا نُفوا من الأرض " وهذا قول كثير من أهل العلم كاشافعي وأحمد وهو قريب من قول أبي حنيفة - رحمهم الله - ، وحدّ الحرابة يٌتل فيه ولو كان المقول غير مُكافئ له ، فمثلا : لو حُر خرج وأخاف عبيد في الطريق وقتل وأخذ أمولهم ، حتى لو كان المقتول عبدا لأن هذا القاتل أو قاطع الطريق من المحاربين ، ومن أشاح السلاح في بلد الإسلام وأخاف السبيل ثم ظُفر به وقدر عليه فهذا يُطبق فيه الحُكم مثلما تقدم ، والآية تُنزل على الأحوال كل واحد بحسب جريمته .
ثم اختلف العلماء هل يُصلب حيا ويُترك حتى يموت بمنعه من الطعام والشراب ؟ أو يُقتل برمح ونحوه ثم يُصلب تنكيلا وتـشديدا لغيره من المسلمين ؟ لأن الصلب هو : الرفع على خشبة ونحوها ، هل يُقتل ثم تُعلق الجثة فيصلب على شجرة أو خشبة يًصلب عليه تنكيلا وتشديدا لغيره من المسلمين أو يُصلب حتى يموت بدون طعام ولا شراب ؟ ثم لو قتلناه وعلقناه هل يُصلب ثلاثة أيام أو يُترك حتى يسيل .... ؟ في كل ذلك أقوال لأهل العلم ....
قال تعالى في سورة المائدة ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
روى الإمام الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن أنس بن مالك : أن نفرًا من عُكْل ثمانية، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام، فاستوخموا الأرض وسَقَمت أجسامهم، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبوا من أبوالها وألبانها؟ ) فقالوا: بلى . فخرجوا، فشربوا من أبوالها وألبانها، فَصَحُّوا فقتلوا الراعي وطردوا الإبل . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث في آثارهم - وفي رواية لمسلم - وعنده شباب من الأنصار، قريب من عشرين فارسًا فأرسلهم، وبعث معهم قائفًا يَقْتَصّ أثرهم - فأُدْرِكَهُم ، فجيء بهم، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسُمرت أعينهم، ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا ) وفي لفظ : ( وألقوا في الحَرَّة فجعلوا يَسْتَسْقُون فلا يُسْقَون ) وفي لفظ لمسلم: "ولم يَحْسمْهم" .
قال أنس في رواية : ( فلقد رأيت أحدهم يكدم الأرض بفيه عطشا حتى ماتوا ) ونزلت ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) الآية .
الحديث وفيه ( أن قوما من عُكل - أو قال من عرينة - ) وعكل قبيلة من بني غطفان ، وعرينة حي من قضاعة وحي من بجيلة ، ومعنى ( اجتووا المدينة ) هؤلاء الناس أعراب من هاتين القبيلتين من عُكل وعرينة ( اجتووا المدينة ) أي كرهوا هواء المدينة وماءها فلم يناسبهم ، فالنبي - عليه الصلاة والسلام - اقترح عليهم اقتراحا لكي يُعالج ما نزل بهم من المرض . عنده - عليه الصلاة والسلام - لقاح وهي نوق ذات لبن ، قال : هذا الراعي وهذه الإيل ، اُخرجوا إلى الراعي والإبل الخاصة ببيت مال المسلمين يسقيكم منها تشربوا من ألبانها وكذلك من أبوالها دواء ، وسيأتي طهارة روث وبول كل ما أُكل لحمه . خرج هؤلاء مع الراعي الـ... ومع الإبل التي لبيت مال المسلمين إلى مكان خارج المدينة وأصبحوا يشربون من الألبان والأبوال فصحوا وذهب ما بهم من المرض ، فماذا فعل هؤلاء الأعراب الذين ارتدوا عن الإسلام ؟ لما جاءتهم الصحة أخذوا راعي النبي - عليه الصلاة والسلام - فقؤا عينيه وقتلوه وأخذوا الإبل وذهبوا - واستاقوا النعم - والمقصود الإبل ، جاء الخبر إلى النبي - عليه الصلاة والسلام - أن راعيه قُتل وأن عينيه قد فُقأتا وأن الإبل سُرقت وهربوا بها . كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرون أنصاريا شباب أرسلهم يطاردون هؤلاء المرتدين الذين كفروا النعمة وسرقوا الإبل وأرسل معهم قائفا أي : يقصّ الأثر ويعرف في طريق ذهبوا ، فما ارتفه النهار إلا وهم مصفدون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا يدل على القدرة العسكرية للصحابة في تعقب المجرمين ، ما تعالى النهار إلا وهم عند النبي - صلى الله عليه وسلم - مربوطون ورجعت الإبل وأُنجزت العملية في وقت عجيب فماذا فعل النبي - عليه الصلاة والسلام - بهؤلاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ؟ أمر بهم فقُطعت أيديهم وأرجلهم وسُمرت أعينهم ، أُحميت المسامير بالنار وكحلهم بها كما فعلوا بالراعي ثم أُلقوا على أرض الحرة سوداء الصخور في المدينة - الحجارة السوداء المعروفة - لأنها أقرب إلى المكان الذي فعلو فيه جريمتهم في الحر يستسقون الماء فلا يُسقون ونزفوا حتى ماتوا ولذلك فإنه لم يحسمهم ، ومعنى ( لم يحسمهم ) : الحسم هو الكي بالنار أو غلق العضو المقطوع بالزيت الحار حتى يتوقف النزيف ، لأن الآن إذا قُطعت يد السارق تُغمس اليد بعد قطعها أي بقية العضو في زيت حار فتُغلق الأوردة والشرايين ويتوقف النزيف ، هؤلاء لم يُعمل فيهم هذا العمل لأن المقصود بقاء النزيف حتى الموت لأنهم كفرة مجرمون ارتدوا عن الإسلام ، قتلوا الراعي ، كفروا النعمة ، سرقوا الإبل - إبل بيت مال المسلمين - ومثلوا بالراعي وفقؤا عينيه فهكذا فُعل بهم وطُبقت عليهم الآية ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ ) فأما من سرق وقُطت يده فإنه يُحسم حتى لايهلك من الدم .
وهذه الآيات نزلن في هؤلاء الكفرة المجرمين وحكمها يعُمّ حتى من فعل ذلك من المسلمين ، حتى لو لم يرتد لكن قام بقطع الطريق والسطو المسلح وإخافة المسلمين أو قتل المسافرين أو سلب الأموال ونحو ذلك ، واحتج جمهور العلماء بهذه الآية على حكم المحارب في الأمصار وفي السبلان سواء داخل البلد أو على طريق السفر ، وهذا مذهب مالك والأوزاعي والليث بن سعد والشافعي وحمد بن حنبل حتى قال مالك في الذي يغتال الرجل أي يخدعه حتى يُدخله بيته ثم يقتله ويأخذ ماله أن هذا مُحارب وهذه محاربة ودمه إلى السلطان لا إلى ولي المقتول ، أي حتى لو عفا أولياء المقتول فلا عبرة بعفوهم ، فقتل الغيلة يختلف عن القتل العادي .
يقول شيخ الإسلام في المحاربين وقُطاع الطرق الذين يعترضون الناس بالسلاح في الطرقات ونحوها " الذين يعترضون الناس بالسلاح في الطرقات ونحوها ليغصبوهم المال مجاهرة من الأعراب والتركمان والأكراد والفلاحين وفسقة الجند أو مردة الحاضرة أو غيرهم، قال الله تعالى فيهم: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} " . وهذا كان على عهد شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله - فيه أشخاص يقطعون الطرق ويسلبون الناس وربما قتلوا فماذا يُفعل بهم ؟ حدّ الجريمة . يقول ابن عباس في قطاع الطرق " إذا قتلوا وأخذوا المال قُتلوا وصُلبوا وإذا قتلوا ولم يأخذوا المال، قُتلوا ولم يُصلبوا وإذا أخذوا المال ولم يقتلوا، قُطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف وإذا أخافوا السبيل ولم يأخذوا مالا نُفوا من الأرض " وهذا قول كثير من أهل العلم كاشافعي وأحمد وهو قريب من قول أبي حنيفة - رحمهم الله - ، وحدّ الحرابة يٌتل فيه ولو كان المقول غير مُكافئ له ، فمثلا : لو حُر خرج وأخاف عبيد في الطريق وقتل وأخذ أمولهم ، حتى لو كان المقتول عبدا لأن هذا القاتل أو قاطع الطريق من المحاربين ، ومن أشاح السلاح في بلد الإسلام وأخاف السبيل ثم ظُفر به وقدر عليه فهذا يُطبق فيه الحُكم مثلما تقدم ، والآية تُنزل على الأحوال كل واحد بحسب جريمته .
ثم اختلف العلماء هل يُصلب حيا ويُترك حتى يموت بمنعه من الطعام والشراب ؟ أو يُقتل برمح ونحوه ثم يُصلب تنكيلا وتـشديدا لغيره من المسلمين ؟ لأن الصلب هو : الرفع على خشبة ونحوها ، هل يُقتل ثم تُعلق الجثة فيصلب على شجرة أو خشبة يًصلب عليه تنكيلا وتشديدا لغيره من المسلمين أو يُصلب حتى يموت بدون طعام ولا شراب ؟ ثم لو قتلناه وعلقناه هل يُصلب ثلاثة أيام أو يُترك حتى يسيل .... ؟ في كل ذلك أقوال لأهل العلم ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق