بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله.. إكمالا لهذه القاعدة، القاعدة الأولى الفعل المضارع يدل على التجدد ويدل على الاستمرار ويدل على التكرار، سأذكر عدة أمثلة أخرى، كل ذلك لأجل التدريب على الصياغة.
/ قول الله سبحانه وتعالى (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة) (يقيمون) فعل مضارع والقاعدة تقول بأن الفعل المضارع يدل على التجدد أو التكرار أو الاستمرار. فعلينا أن نستعمل هذه القاعدة على ضوء هذه الآية، فنقول: في الآية ثناء من الله على المؤمنين لاستمرارهم على الصلاة. من أين أتينا بكلمة لاستمرارهم على الصلاة؟ من كلمة (يقيمون) لأنها فعل مضارع يدل على الاستمرار، أو أن نقول: في الآية أمر للمؤمنين بالمداومة على الصلاة لأن الله قال (يقيمون) وهي فعل مضارع يدل على الاستمرار، فتلاحظ أننا عندنا قاعدة في أذهاننا أن الفعل المضارع فيه معنى الاستمرار أو فيه معنى التجدد أو فيه معنى التكرار، لأن هذا من خصائص الفعل المضارع، لأنه يدل على الزمن الحاضر، ويدل على الزمن المستقبل، القاعدة موجودة في أذهاننا بعد ذلك نطبقها على الآية، فننظر أين هو الفعل المضارع، وطبعا هذا من مباحث اللغة العربية أن يعرف الإنسان الفعل المضارع، وهو الذي يدل على الزمن الحاضر و يبدأ بأحد الحروف: ألف، نون، يا، تا، أنيت، وله علامات وله مباحث، لكن نحن نفترض إنسان لديه القدرة على معرفة الفعل المضارع ووجده في الآية، فإن القاعدة تقول يدل على الاستمرار، يبقى بعد ذلك صياغة هذه القاعدة على ضوء الآية.
مثلا: في الآية دلالة على طلب استمرار إقامة الصلاة، في الآية حث على تجدد الصلاة عند المؤمنين، في الآية ثناء من الله على المؤمنين لأنهم يداومون على إقامة الصلاة، كل هذه الصيغ كلها هي معنى واحدة، يعني كلها فائدة واحدة، وكلها مأخوذة من هذه القاعدة التي هي الفعل المضارع يدل على التجدد.
زيادة للتدريب على هذه القاعدة -القاعدة الأولى الفعل المضارع يدل على التكرار والمداومة والتجدد والاستمرار- سأذكر بعض الأمثلة بعضها سأستنبط منها تدبرات، وبعضها سأتركها لذهن المستمع الكريم، مثلا: قول الله سبحانه وتعالى (إن الذين يخشون ربهم) الفعل المضارع هو (يخشون) وهو فعل مضارع، ما دام أنه فعل مضارع فالقاعدة تقول الفعل المضارع يدل على التجدد أو يدل على التكرار، أو يدل على المداومة، نفس الصيغ، يبقى بعد ذلك كيف تُوظف معنى المداومة والتجدد والاستمرار والتكرار في الآية، نقول مثلا: فيه دلالة على المداومة على الخشية، وذلك لأن (يخشون) فعل مضارع يدل على الدوام، أو فيه ثناء على الذين تتجدد الخشية في قلوبهم، أو فيه أمر بتجديد الخشية في قلوب المؤمنين، هي نفس الفوائد، يعني نفس التدبرات، المهم إن المعنى أننا أخذنا من كلمة (يخشون) الذي هو فعل مضارع أخذنا تدبرا يدل فيه على تكرار، تجدد، استمرار، مداومة للخشية.
طبق هذا المعنى في الآية الثانية قول الله سبحانه وتعالى (والذين هم على صلاتهم يحافظون) (يحافظون) فعل المضارع أيضا تطبق عليه نفس ما ذكرنا، إما أن تقول: فيه ثناء من الله على الذين يداومون على المحافظة على الصلاة، فيه أمر بالمحافظة على الصلاة، فيه أمر بتجديد العهد عهد المسلم بالصلاة، فيه ثناء على الذين يستمرون على صلاتهم، لأن من دلائل الفعل المضارع الاستمرار كما تبين معنا.
كذلك (قل أعوذ برب الفلق) (أعوذ) فعل مضارع أيضا فيه دلالة على استعاذة المؤمن بربه، فيه دلالة على دوام استعاذة المؤمن بربه، فيه دلالة على تجدد استعادة المؤمن بربه والالتجاء إليه.
كذلك قول الله (إياك نعبد) (نعبد) فعل مضارع أيضا يدل على الاستمرار أو يدل على التجدد، وظّف هذا المعنى في هذه الآية، فنقول فيه حث على دوام العبادة، (وإياك نستعين) فيه حث على دوام الاستعانة، فيه دلالة على طلب تكرار العبادة يعني من نوع إلى نوع، ومن صنف إلى صنف، وأيضا فيه حث على طلب تكرار الاستعانة، فتلاحظ أننا كلمة تجدد وكلمة تكرار، وكلمة مداومة نوظفها في الفعل المضارع الموجود. ومثلا أيضا (يؤتون الزكاة)، ومثلها أيضا (أولئك يسارعون في الخيرات) (يسارعون) فعل مضارع أيضا، كذلك فيه دلالة على دوام مسارعتهم للخيرات، في دلالة على تكرار مسارعتهم في الخيرات، وأنهم كلما انتهوا من خير ذهبوا إلى خير آخر.
الآن افتح المصحف وحاول أنك تجد أي فعل مضارع، واستنبط فيه معنى التكرار أو المداومة. مثلا: (إذ يقول الظالمون) (يقول) هذا فعل مضارع، يدل على استمرار هذا القول، ولهذا الظالمون لا يزالون يقولون مثل هذا القول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق