الاثنين، 15 يونيو 2020

المناسبة بين مفتتح السورة وخاتمتها

تبدا السورة بقوله تعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
وخُتمت بقوله سبحانه : ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).
والعالَمون إما مُنعم عليهم 
أو مغضوب عليهم وهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه ، أو ضالون وهم الذين لم يعلموا الحق.
ولا يخرج العالَمون عن هذا فناسب المٰفتتح الخاتمة أوثق مناسبة وأتمها.
جاء في [التفسير القيم] لابن القيم: (من ذكر المُنعم عليهم وتمييزهم عن طائفتي الغضب والضلال فانقسم الناس بحسب معرفة الحق والعمل به إلى هذه الأقسام الثلاثة لأن العبد إما أن يكون عالما الحق أو جاهلا به .
والعالم بالحق إما أن يكون عاملا بموجبه او مخالفا له .
فهذه أقسام المكلفين لا يخرجون عنها البتة.
فالعالِم بالحق العامل به هو المُنعم عليه .
والعالم به المتبع هواه هو المغضوب عليه.
والجاهل بالحق هو الضال.
والمغضوب عليه ضال عن هداية العمل.
والضال مغضوب عليه لضلاله عن العلم الموجب للعمل.
فكل منهما ضال مغضوب عليه. ولكن تارك العمل بالحق بعد معرفته به أولى بوصف الغضب وأحق به. 
-----------------------------------------
*التناسب بين السور / د. فاضل السامرائي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق