الأربعاء، 11 ديسمبر 2019

تفسير قوله تعالى (جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلۡكَعۡبَةَ ٱلۡبَیۡتَ ٱلۡحَرَامَ قِیَـٰمࣰا لِّلنَّاسِ..)

🕋 ﴿۞ جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلۡكَعۡبَةَ ٱلۡبَیۡتَ ٱلۡحَرَامَ قِیَـٰمࣰا لِّلنَّاسِ وَٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَٱلۡهَدۡیَ وَٱلۡقَلَـٰۤىِٕدَۚ ذَ ٰ⁠لِكَ لِتَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٌ﴾ [المائدة ٩٧] 
هذه أربعة أشياء جعلها الله تعالى قيامًا للناس : 
١- الكعبة جعلها قياما للناس أي: تقوم به مصالح دينهم ومصالح دنياهم. 
 / أما مصالح الدين فمن حج وعمرة بما فيهما من الأنساك. 
/ وأما مصالح الدنيا ففي قوله تعالى : ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ﴾. 
ثم إن هذه الكعبة يجبى إليها ثمرات كل شيء رزقًا من عند الله عز وجل.
                ✿•┈┈┈┈┈┈•✿

٢- الشهر الحرام ويشمل الأشهر الأربعة وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. وإنما جعل الله الأشهر الحرم قيامًا للناس لأنهم يأمنون فيها حيث إن القتال فيها محرم، حتى في الجاهلية لا يمكن أن يكون قتال في هذه الأشهر الأربعة: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب. 
  أما الثلاثة الأولى فلأنها أشهر الحج؛ يعني: الأشهر التي يسافر الناس فيها إلى مكة ويرجعون منها، وكانوا في الجاهلية لا يمكن أن يعتدي أحد على أحد في هذه الأشهر أبدًا، حتى لو وجد قاتل أبيه لم يقتله. 
 رجب هذا أيضًا شهر معظم في الجاهلية كالأشهر الثلاثة لا يمكن القتال فيه، فيأمن الناس في هذه الأشهر وتقوم مصالحهم، يسافرون ويؤوبون إلى بلادهم لا أحد يتعرض لهم. 

                ✿•┈┈┈┈┈┈•✿

٣- الهدي : جعله الله تعالى قيامًا للناس في دينهم ودنياهم: 
 / أما في دينهم فبالثواب الذي ينالونه من الله عز وجل. 
  وأما في دنياهم فالبيع والشراء، والأكل، والانتفاع بالجلود، وما أشبه ذلك.
                ✿•┈┈┈┈┈┈•✿

 ٤- القلائد وفي معناها قولان : 
 / القول الأول: أنهم كانوا في الجاهلية إذا حج الإنسان أو اعتمر صنع قلادة من لحاء الشجر؛ من الثمر أو غيره قلادة يتقلد بها ليعلم أنه حاج فيُحترم. 
 / القول الثاني: أن المراد بالقلائد ما يُقلد الهدي؛ لأن الهدي يقلد في رقبته بما يشعر أنه هدي فيُحترم. 
  والقلائد تكون في الغنم وتكون في الإبل وتكون في البقر، وتزيد الإبل بالإشعار وهو شق سنامها حتى يسيل الدم، فيعرف الناس أن هذه من الهدي. 
هذه كلها جعلها الله تعالى قيامًا للناس.
-------------------------------------------
 *تفسير بن عثيمين (بتصرف يسير)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق