الحمد لله الذي أحسن كل شيء خَلَقَه وبدأ خلق اﻹنسان من طين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثرهم واتبع هديهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فمازلنا برحمة من الله وفضل نتفيؤ تدريس كتاب الله -جل وعلا- في هذا الجامع المبارك. لقاء اليوم وما يتبعه يتحدث عن المريض. والمرض قسمان:
/ مرض أبدان يشترك فيه البر والفاجر ويصيب أجسام الناس.
/ ومرض قلوب سواء كان مرض شك وشُبهة أو كان مرض شهوة أو غي.
وكل ذلك -إن شاء الله تعالى- سيأتي تفصيلا في لقاءين متتابعين هذا أولهما بأمر الله. نبدأ بالحديث عن أمراض اﻷبدان، أمراض اﻷجساد.
الله -عز وجل- يبتلي عباده بالصحة والمرض، لكن دلّ القرآن على أن اﻹنسان إذا اعتل، إذا سقُم، إذا مرض يُعذر شرعا في أمور كثيرة منها ما جمعه الله أي قاله الله على أمر جامع قال ربنا (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ) الخ اﻵيات [سورة النور : 61] هذا من حيث اﻹجمال.
من حيث التفصيل: نعلم أن الله -عز وجل- جعل من أركان الدين صوم رمضان وقال وهو أصدق القائلين (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) [سورة البقرة : 185] وأوجب الله علينا صيامه فقال (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) هذا أمر، وأجمع المسلمون على صيام الشهر، قال اﻹمام الذهبي -رحمه الله- في كلمة عظيمة له قال "وعند المسلمين مُقرر أن من أفطر يوما في رمضان من غير عذر فهو شرٌ من الزاني ومن مُدمن الخمر ويظنون به الزندقة" غفر الله للإمام الذهبي على قولته العظيمة هذه.
هذا اﻷصل العظيم وهو صوم رمضان الركن الجليل قال الله فيها ( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) فجعل الله -عز وجل- المرض مُسوغا ﻷن يَفطُر اﻹنسان في رمضان، ﻷن يَفطُر في رمضان لمرضه -أو لسفره لكن الحديث اﻵن عن المرض- لمرضه ثم يقضي بعد ذلك، هذا إذا كان المرض مرضا عارضا، لكن إذا كان المرض مرضا باقيا بمعنى أن المرض ﻻ يكاد ينفك عن صاحبه مما يسميه أهل الصناعة الطبية (ﻻ يرجى برؤه) الذين يصابون -عافانا الله وإياهم- بأمراض تسمى مزمنة أي باقية مثل مرضى السكري، مثل الذين عندهم مرض في الكبد في الكلى، وما أشبه ذلك التي يتعذر معها الصيام. يُجمِع كل من يُعالجه من اﻷطباء أن مثل هذا يتعذر عليه أن يصوم، فهذا قطعا الله -عز وجل- رخّص له وأجمع فقهاء اﻹسلام على ذلك فهو يُفطِر لكنه يطعم عن كل يوم مسكينا، إن شاء أطعم عن كل يوم في وقته أو إن شاء جمعهم، أو إن شاء قدم في الشهر نفسه، كل ذلك جائز لكن المقصود من اﻹيراد هنا بيان أن المرض عذر شرعي والله -عز وجل- خلقنا وهو أعلم بنا. هذا فيما يتعلق بالصيام.
في الحج والعمرة تعبّدنا الله -عز وجل- باﻹحرام وتعبّدنا -جل وعلا- بما يُعرف بمحظورات اﻹحرام قال -جل وعلا- (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) ثم قال (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) فنقل الله المرضى الذين يتعذر معهم بقاء شيء من محظورات اﻹحرام، نقلهم من البقاء عليها إلى الفدية ورحمة بهم جعل الفدية فدية تخيير بمعنى أنه قال -جل وعلا- (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) و "أو" هذه تعني التخيير يعني إما أن يصوم ثلاثة أيام وإما أن يطعم ستة مساكين وإما أن يذبح شاة، فقول الله (أَوْ نُسُكٍ) أي يذبح شاة، وقول الله (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ) أي صيام ثلاثة أيام، وقول الله -جل وعلا- (أَوْ صَدَقَةٍ) أي إطعام ستة مساكين. هذا عندما يكون اﻻنتقال في الصيام منقوﻻ عن محذور فإن الصيام يكون ثلاثة، لكن إن كان الصيام منقوﻻ عن ترك واجب فإن اﻷمر الصيام ينتقل إلى عشرة، ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعتم. هذا كله من الدﻻئل والقرائن على أن المرض عذر شرعي وقلنا اﻵية الجامعة (وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ)[سورة النور : 61].
ذكر الله -عز وجل- إمام الحنفاء خليله إبراهيم وتَعَبّدَ ربه بقوله (قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِين) ثم قال (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [سورة الشعراء : 80] هذه مرت كثيرا أنه تأدب مع ربه، أسند المرض إلى نفسه مع أنه يعلم أن المرض بِقَدَرِ الله لكنه تأدُباً مع الله أسنده إلى نفسه وقال (وَإِذَا مَرِضْتُ) وتأدبا مع العلي اﻷعلى أسند الشفاء والعافية وإزالة البأس إلى رب السماء واﻷرض -جل جلاله- قال (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ). حتى خير اﻷنبياء -عليه الصلاة والسلام- مرِض وعاده أصحابه وفي أُخريات حياته كانت أم المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها- تقرأ في يديه الطاهرتين المُعوذتين ثم تمسح بهما جسده ووجهه الطاهر -صلوات الله وسلامه عليه- فعيادة المرضى مما شرعه الله لنا وجعله النبي ﷺ من حقوق المسلم ونقل اﻹمام النووي -رحمه الله- اﻹجماع على أنها ﻻ تكون فرض عين لكن قال بعض الفقهاء كما حكاه الحافظ بن حجر في شرحه على صحيح البخاري قال "إنها تتأكد -أي زيارة المريض- في قِبَلِ من تُرجى بركته وتُسن في حق من له شأن -ﻷن زيارة من له شأن للمريض لها أثر على المريض غير غيره- وتباح فيما عدا ذلك" وقالوا -أي الفقهاء-: وﻻ بأس للإنسان أن يشتكي ما به من علة إلى طبيبه أو صديقه، بل الشاعر العربي يقول:
وﻻبد من شكوى إلى ذي مروءة ** يواسيك أو يسليك أو يتوجع
قالوا وﻻ بأس أن يشتكي اﻹنسان مرضه إلى طبيبه أو إلى صديقه، وقالوا العبرة بما يقع في القلب من رضا أو سخط، قال اﻹمام الحافظ "فكم من شاكٍ وهو راضٍ عن الله وكم من ساكتٍ وهو ساخطٌ عن الله" فالعبرة بأعمال القلوب.
وﻻ ريب أن اﻷسقام تحُت الذنوب، تُذهِب الخطايا، يرفع الله بها الدرجات، يمحو الله بها الذنوب، ربنا -عز وجل- قال (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ) [سورة النساء : 123] وورد -وإن كان الحديث في سنده مقال- أن الصدّيق -رضي الله عنه وأرضاه- قال للنبي ﷺ هذه اﻵية قال: (يا أبا بكر أولست تنصب أولست تتعب أولست تمرض) والمراد أن هذه وأمثالها كلها مما يكفِّر الله -عز وجل- به الخطايا ويمحُو به الذنوب.
إذا ذكر هذا كله فهو يوجد جسد ويوجد روح ويوجد قلب ويوجد لسان، واﻹنسان يسعى ﻷن يجد راحة لهذه قال ثابت بن قرة: "راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة الروح في قلة اﻵثام، وراحة القلب في قلة الاهتمام، وراحة اللسان في قلة الكلام " أُعيد بالضد "راحة اللسان في قلة الكلام، وراحة القلوب في قلة الاهتمام، وراحة الروح -النفس- في قلة اﻵثام، وراحة الجسم -البدن- في قلة الطعام" وقال -وﻻ أدري هذا هل يجوز قوله أو ﻻ يجوز- قال "ﻻ يبتلى الرجل الكبير في السن بشيء أعظم من اثنين: أن يبتلى بأن يكون له طباخ حاذق وجارية حسناء فالطباخ الحاذق يطبخ له فيطعم فيسقُم بدنه، والجارية يكون منها ما يكون مما هو معروف فيَهرَم ويتعب" المراد من هذا ما يحافظ اﻹنسان فيه على بدنه لكننا لو أردنا أن ننيخ المطايا في استطراداتنا أحيانا عند ثابت هذا، هذا طبيب عربي اسمه ثابت بن قرة بن مروان عاش في أوائل القرن الثالث وكان يسكن في تركيا وأظنه دخل على بلاد الشام، كان يمشي يعني يزور الخليفة كثيرا، يعني يدخل دار الخلافة كثيرا له علاقة بالخليفة، فهو مار ذات يوم يوجد قصّاب، القصاب الجزار في أصلها قصاب، فوجد متجر القصّاب مُغلقا وسمع نُواحا وصريخا قريبا في دار قريبة فقال لمن حوله: هذا القصاب مات؟ قالوا: نعم، مات البارحة فجأة، قال: لم يمت، ميلوا بي إلى بيته فمالوا به إلى بيته فأول ما صنعه أسكت النساء ودخل على القصاب وهو في ظنهم ميت ثم أمر الغلمان أن يضربوا كعب رجله وهو آخذ بيده -بيد القصاب- والغلمان يضربون كعب قدم القصاب، بعد قليل قال للغِلمان حسبُكم، شَعَرَ بأن النبض تحرك ثم أخرج من كُمِه دواء، ثم سقاه القصاب فاستساغه القصاب ففتح عينيه فخرج الناس يقولون الطبيب ثابت يُحيي الموتى حتى وصل اﻷمر إلى دار الخلافة. أغلق الباب حتى ﻻ يُفتن الناس وإذا بِرُسل الخليفة يأتون قالوا أجب أمير المؤمنين -أظنه كان المعتضد أيامها- خرج فلما دخل على الخليفة وكان حاذقا، قال: ما هذا يا ثابت بلغني أنك تدعي المسيحية؟! تدعي المسيحية ﻷن المسيح -عليه السلام- كان يُحيي الموتى. قال: ﻻ يا أمير المؤمنين اﻷمر أهون من ذلك ثم شرح له. قال يا أمير المؤمنين إن متجر القصاب في طريقي أراه كل يوم وفي كل يوم أمرّ عليه أراه يقطع الكبد -كبد الضأن- ويضع عليها الملح ويأكلها، وكنت استقذره وأنا أراه وأنا على يقين أن سكتة ما ستصيبه فكنت أصنع دواء لهذه السكتة وأمُر، فلما مررت ورأيت الباب مغلقا والنواح قريبا علمت أن السكتة أصابته فضربت كعبه حتى يعود إليه دمه الذي توقف من أجل السكتة فلما عاد أطعمته ما أعددت له من دواء يعالج السكتة. ففطن المعتضد له.
الذي تريد أن تخلص به من هذه القضية: ﻻ يصح أن يكون كلامنا كلام سُمّار يقال قبل أن ينام المرء، هذا يترفع عنه مثلي ومثلكم لكن اﻹنسان ماذا يستوحي من هذه اﻷخبار؟ أنظر اﻵن العامة لم يفقهوا إﻻ أن ثابتا يُحي الموتى، والخليفة متأني سأله.
ثمة أُناس حولك ﻻ يُؤتون علما في الصنعة التي أنت تحسنها فلا ينبغي أن تتردد ﻷن غيرك ﻻ يفهمها، ﻻ ينبغي أن تتردد ﻷن غيرك لم يفهمها، مُحال أن يفهم الناس كل ما تصنع وإﻻ أصبحوا مثلك، أصبحوا كلهم علماء، أصبحوا كلهم يتقنون صنعتك، فلا ينبغي للعاقل أن يتوقف أو يلتفت حتى يقتنع به العامة أو حتى يرضى به من ﻻ يحسن صنعته، واضح هذا.
فمثلا قد يفتح الله عليك في كتاب الله -في التفسير- وتمكث شطر عمرك، جُلّ عمرك تقرأ القرآن -تفسره- فيأتيك من لم يشتغل بالتفسير حتى ولو كان طالب عِلم ثم يقول قال الشيخ كذا، هذا لم يقله أحد، هذا ﻻ يصح، هذا ﻻ يحسُن، هذا ﻻ يُقبَل، يكتُب عنك، يتحدث عنك، يشتكي غيرك عنك. ولو فعلوا، ليس ذنبا أن علّمك الله مالم يعلمهم ومن الحماقة أن تقف ﻷن زيدا أو عمرا من الناس لم يفقه عنك ذلك. كذلك ثابت هنا هو صاحب صنعة، صاحب دراية، صاحب قدرة، صاحب مَلَكة في هذا الباب وأكبر دﻻلة على قدرته أن اﻷمر وقع كما توقع أن الملح وكثرته مع الدم، أصلا دم الكبد متجمد، غلب على ظنه أن هذا لن يمضي دائما سيسكت اﻹنسان منه فصنع دواءا يُزيله ووقع ما خمّنه، ما ظنه، ما غلب على ظنه أنه سيقع ثم كان على يده شفاء ذلك المريض، شفاء ذلك العليل. والمقصود: أصلا العاقل، شيء ﻻ تُحسنه ﻻ تتكلم فيه، كما يحدث أحياناً أن أمرا ساميا، أمرا سياسيا يحدث فيأتيك من لم يعلم لماذا صنع هذا اﻷمر ويأخذ يعطي ويمنع ويرفع ويضع وهو ﻻ يملك أصلا ما ما المُعطيات التي جعلت من أصدر قرارا يصدر ذلك القرار. أو مثل أب من اﻵباء هو أعلم بأبنائه وأعلم بأخوال أبنائه وأعمام أبنائه فيأتيه خاطب فيرده أو خاطب فيقبله فهو يعلم لماذا قَبِل أو لماذا ردّ وليس لِزَاما عليه أن يشرح لكل أبنائه ولكل بناته ولكل جيرانه ولكل قرابته لماذا قبِلت فلان أو رددت فلان، هو صاحب القرار، هو صاحب اﻷمر، هو أدرى مادام يعلم اﻷمر بكيفيته. فيقف كثير من الناس لمجرد أن زيدا أو عمرا لم يقتنع.
يا أخي: يقول ابن الوردي: "ليس يخلو المرء من ضد ولو حاول العزلة في رأس الجبل" ﻻ يُعقل أن أحدا من الناس يمُنّ الله عليه بفتح في شيء يخلو من حاسد، من ضد، ممن يقف في عثرته، لكن من الجنون أن تقف من أجل زيد أو عمر، أنت عليك أن تراقب الله وأن تعلم أن ما يفتحِ الله للناس من رحمة فلا مُمسك لها، جلبوا بخيلهم، جلبوا برجلهم، ذهبوا إلى زيد، ذهبوا إلى عمر، اﻷمر أمره والملك ملكه والفضل فضله وﻻ يحجب فضل الله عن أحد ﻷن أحدا كره ذلك الفضل. نعم العاقل يحتاط لنفسه، ﻻ يشغب عليها، ﻻ يُعادي الرجال ﻷنه لن يخلو من مكر لئيم أو خدعة حليم لكن مع ذلك ﻻ يُعقل أن اﻹنسان يترك ما أفاءه الله عليه من أجل شيء.
المقصود الحديث عن الطب وعن المرض وقد -أظنه- أنه مرّ معنا في دروس أن الكِلد كان طبيبا عند العرب مشهورا وهذا أمر عبر التجارب، وقد ذكر أن اﻹمام الشافعي -رحمه الله- يقول "وددت لو أن أهل اﻹسلام نافسوا الروم في الطب" كلمة هكذا قالها -رحمه الله- أو قريبة منها. والمراد من هذا كله: أن اﻷبدان تسقم بقدر الله وتبرأ وتشفى بقدر الله وأن اﻹنسان إذا ابتُلي عليه أن يصبر ويظهر لله -عز وجل- رضاه بذلك القَدَر فيُكثر من حمد الله والثناء عليه وحتى إذا أخبر عن مرضه يُخبر بحسن قول، يُثني على الله ثم وﻻبد للطبيب خاصة أن يُخبر بما يغلب على ظنه وأن يعلم أن الطبيب سبب إن شاء الله -عز وجل- أن يمضي صنعته أمضاها وإن شاء الله أﻻ يمضيها لم تمضِ وأن ما يصيب الناس من أسقام وأمراض سنة ماضية في الذين خلو ستبقى إلى قيام الساعة. وقد مرِض رسول الله، مرض الصحابة، مرض اﻷنبياء وكلهم أصابه من الوعك ما أصابه لكنهم كانوا يقول ﷺ (المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء). شافانا الله وإياكم من العلل واﻷمراض كلها.
في اللقاء القادم -إن شاء الله- بعد أن تكلمنا اليوم عن أمراض اﻷبدان نتكلم في اللقاء القادم عن أمراض القلوب عافانا الله وإياكم منها ابتداء وانتهاء وصلى الله على محمد وآله والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق