الاثنين، 29 يوليو 2013

تأملات في آيات الصيام {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}

أ.ضحى السبيعي

/ {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} "لعلَّ" -هنا- للتَّعليل، أي: كي تتَّقوا، وهنا قاعدةٌ مفيدةٌ، وهي: أنَّ (لعلَّ) إذا جاءت بعد الأمر فهي للتَّعليل، كقوله تعالى -بعد ذلك-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِ‌يبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْ‌شُدُونَ} .

/ رمضانُ مدرسةُ التَّقوى..
تأمَّل كيف ذُكرت التَّقوى في أوَّل آيةٍ وأخر آيةٍ من آيات الصيام؛ ذلك أنَّ الصيام من أعظم ما يُعزِّز التَّقوى في النُّفوس، فلنُفتِّش عن أثر الصِّيام على تقوانا لربِّنا في أسماعنا وأبصارنا وكلامنا، لنحقِّق الغاية: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

/ {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ} وإنَّما عَبّر عن رمضان بأيَّامٍ -وهي جمع قِلّة- ووُصِف بمعدودات -وهي جمع قلَّة أيضًا-؛ تهوينًا لأمره على المكلفين؛ لأنَّ الشَّيء القليل يُعَدُّ عَدًّا؛ والكثير لا يُعَدّ.

/ وصف -سبحانه- رمضان فقال: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ} كنايةً عن قلَّة أيَّامه ويُسْرها، فالمغبون من فرط في تلك الأيام دون جِدٍّ أو تحصيلٍ، وسيُدرِك غبنَه حين يقول: {يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ}و{ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ}.

/ {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ‌} دليلٌ على أنَّه يَقضي عددَ أيَّامِ رمضان كاملًا كان أو ناقصًا، وعلى أنَّه يجوز أن يَقضي أيَّامًا قصيرةً باردةً عن أيَّامٍ طويلةٍ حارةٍ كالعكس.

 / العبادات الَّتي كان نبيُّنا يحرص عليها في رمضان؛ كلُّها مذكورة في آيات الصِّيام في سورة البقرة:
- الصَّدقة {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}
- تلاوة القرآن {شَهْرُ‌ رَ‌مَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْ‌آنُ}
- الدُّعاء{فَإِنِّي قَرِ‌يبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
 - والاعتكاف {وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} 
- والتَّكبير للعيد {وَلِتُكَبِّرُ‌وا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق