د. زيد: قال(مَا سَلَكَكُمْ) سألناهم نحن ما قلنا على لسانهم فذكروا أربعة من الأسباب وهي والله تستحق أن نقف عندها.
أولها : (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) فالصلاة هي السبب الأول في دخول جهنم أي لم نكن نعبد الله تعالى في ذاته، الصلاة هي عبادة الله في ذاته وهي أول ما يُسأل عنه المرء (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ).
الثانية : (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) لم يعبدوا الله في خلقه. الإنسان المسلم يعبد الله في ذاته ويعبد الله في خلقه.
د. الشهري: يعني بالإحسان إليهم.
د. زيد: نعم، هذا معنى مهم الحقيقة فمن يعبد الله في ذاته لا بد أن يعبد الله في خلقه هذا الأصل لأنه عبادتان متكافئتان أو متوازنتان يكمل بعضهما بعضاً فهؤلاء ليس فيهم خير لا لأنفسهم وليس فيهم خير لغيرهم، ليس فيهم لا خير لازم ولا خير متعدي إذاً لا خير فيهم فالنار أولى بهم.
د. الشهري: هل هذا فيه إشارة يا دكتور زيد إلى أن الصلاة كانت في ذلك الوقت قد شُرِعت؟
د. زيد: الحقيقة هنا تأتي مسألة التي ذكرتها قبل قليل وهي نزول السورة أنها نزلت على تتابع.
د. الشهري: يعني قد يكون صدرها أولها نزل ثم وسطها تأخر قليلا .
د. زيد: وسطها تأخر قليلاً وهذا من وسطها الذي تأخر قليلاً.
د. الشهري: أنت ذكرت أنهم ذكروا أربع أشياء هذه اثنين الآن (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤)).
د. زيد: وأنا أود أن ألفت انتباه المشاهدين الكرام - وهم أهل لذلك - إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل من أسباب دخول جهنم عدم عمل الخير، عدم إطعام المساكين، فإطعام المسكين ليس مجرد مكرُمة من الناس وتفضلاً وعملاً تكميلياً يكمل الإنسان به دينه ويزين به دينه بل هو..
د. الشهري: ركيزة أساسية.
د. زيد: حاجز بينه وبين النار ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم «اتقوا النار ولو بشق تمرة» يعني إطعام المسكين والقيام على المساكين وأهل الخير والمحتاجين هذا سبب من أسباب النجاة من النار. أما السبب الآخر فهو خطير.
د. الشهري: الثالث.
د. زيد: الثالث قال (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥)) ما أصل الخوض؟
أصل الخوض النزول في الماء والسير فيه دونما تنسيق وتنظيم يعني يتخبّط لاحظ واحد يمشي في ماء فرق بين من يمشي في الماء ومن يمشي على البرّ، الذي يمشي على البرّ تكون مشيته متزنة مرتبة واضحة مستقيمة أليس كذلك؟
د. الشهري: بلى صحيح.
د. زيد: من يمشي في الماء عكسه تماماً.
د. الشهري: يتخوّض.
د. زيد: يخوض لأنه المشي في الماء صعب. استعير هذا المعنى لأولئك الذين يقولون في دين الله بما لا يعرفون ويقولون بالظنّ وبالتُهم وبإعمال العقل وبترداد التهم والظنون والشُبَه هذه صفة موجودة في مجتمعنا. الكل للأسف كثيرون إلا من رحم الله يخوضون مع الخائضين.
د. الشهري: دون علم.
د. زيد: إذا ذُكِر الإسلام الكل يتكلم، إذا ذُكِر أهل الخير تكلم الناس فيهم بما...
د. الشهري: بالحق والباطل.
د. زيد: بالباطل وبالباطل! لأن أهل الخير لا يقال فيهم إلا باطلاً! فهذا الخوض يتنبه له الناس في مجلس، في ليالي رمضان، الناس تصوم في هذه الأيام الحارة جداً ثم بعد الإفطار يخوضون مع الخائضين والله خطير! القرآن كلام واضح جداً (وَكُنَّا نَخُوضُ) قال (مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥)) كلام دقيق والله نحن الحقيقة الناس تكلمت فتكلمنا نخوض مع الخائضين.
د. الشهري: مع أنه قد حذّر (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) [الأنعام:68].
د. زيد: (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) [الأنعام:68] (إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ) [النساء:140] يعني أنتم منهم ، والله هذه الآية أنا أتمنى على المشاهدين الكرام أن يستحضروها (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥)) ربما يكون لا علم له وكما يقولون لا ناقة له ولا جمل في الموضوع فيتكلم الناس في أهل الخير فيشارك معهم، يتكلم الناس في الدعوة فيشارك معهم، يتكلم الناس عن الإسلام فيشارك معهم، فيجد نفسه في جهنم وربما يكون عَبَدَ الله وأطعم المسكين لكن توافر فيه سبب من أسباب دخول جهنم أي ليس شرطاً أن تجتمع الأسباب الأربعة.
د. الشهري: واحد منها يكفي.
د. زيد: وبالذات الخوض مع الخائضين! الناس تصلي والناس تطعم المسكين والناس تؤمن بيوم الدين لكن الناس تخوض مع الخائضين.
د. الشهري: قد يكون أيسر ما يكون على الناس.
د. زيد: كثير من المسلمين لا يوجد فيه إلا صفة واحدة من هذه الصفات وهي الخوض مع الخائضين لكن هذا الخوض يذهب بما قبله وبما بعده. هذه مسألة مهمة جداً الخوض مع الخائضين أيها الإخوة المشاهدون خطير جداً.
د. الشهري: ثم قال بعده (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦)).
د. زيد: يوم الحساب لأن الذي لا يستحضر يوم الحساب ، أصلاً لو لم يكن هناك يوم حساب وعقاب وجنة ونار ما فيه داعي لكل هذا الأمر. يعني ما الذي يدفع الناس؟ أن تضع نصب عينيها أن هناك جنة وناراً ،ولهذا السورة من بدايتها (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨)) تذكير بالجنة وتذكير بالنار.
د. الشهري: نواصل حديثنا عن سورة المدثر الآن ذكر الله سبحانه وتعالى سبب دخول أهل النار إلى النار ذكر أربعة أسباب.
د. زيد: أربعة أسباب.
د. الشهري: ذكر منها أو قال (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) وقدّم الصلاة (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (٤٧)). د. زيد: وهو الموت ساعة الحساب.
د. الشهري: نواصل حديثنا عن سورة المدثر الآن ذكر الله سبحانه وتعالى سبب دخول أهل النار إلى النار ذكر أربعة أسباب.
د. زيد: أربعة أسباب.
د. الشهري: ذكر منها أو قال (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) وقدّم الصلاة (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (٤٧)). د. زيد: وهو الموت ساعة الحساب.
-----------------------------
مصدر التفريغ / موقع إسلاميات
مصدر التفريغ / موقع إسلاميات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق