السبت، 26 نوفمبر 2011

خمس آيات عظيمة لو اكتفت بها الأمة لكفتها



يذكر المفسرون أن في هذه السورة المباركة - سورة النساء - خمس آيات ورد عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال في الأثر الذي ذكره ابن كثير في تفسيره وغيره " خمس آيات ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها " وهذه من الآيات العظيمة التي فيها سعة رحمة الله وعظيم مغفرته سبحانه وفتح باب الرجاء وتجاوزه تعالى عن عباده
فيقول سبحانه وتعالى
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء)
وقوله تعالى
(إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا)
وقوله تعالى
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)
وقوله سبحانه وتعالى
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
والآية الخامسة يقول سبحانه وتعالى
(وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا)
هذه الخمس آيات جامعها هو سعة رحمة الله وفتح باب التوبة وتجاوز الله عز وجل عن ذنوب عباده ، بل تجاوزه عن كل الذنوب إلا ذنب واحد وهو الشرك بالله - سبحانه وتعالى - ، بل هناك آيات أخر يتفضل الله لعباده فيها أنهم إذا اجتنبوا الكبائر ، والكبيرة الأمر العظيم والخطير ، الذنوب العظيمة والتي قال - في أرجح التفسيرات الذي هو السعدي رحمه الله - : " أنه ما تُوعد عليه بغضب أو بلعنة أو بعقوبة أو بحد " . أن الله - عز وجل - من كرمه أنه قال (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ) من كرم الله أن من اجتنب الكبائر يُعفى عن الصغائر ، ليست القضية فقط مغفرة الذنوب بمجرد التوبة بل إن مجرد اجتناب الكبائر موجب بإذن الله بنص هذه الآية لمغفرة الصغائر .
هذه الخمس آيات ورد أثر عن ابن عباس أيضا أضاف إليها ثلاث آيات أخر وهي في نفس الباب ، في فتح باب الرحمة والرجاء للعباد فقد ورد عنه أنه قال " ثماني آيات أنزلت في سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت أولاهن : (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ) وثانيهن : (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا) والثالثة هي : قوله سبحانه وتعالى (يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا) " ثم ذكر الآيات الخمس التي ذكرهن ابن مسعود - رضي الله عنه - . هذه الآيات العظيمة تفتح باب الرحمة والرجاء ، ثم تبين رغبة الله - سبحانه وتعالى - وعفوه لعباده حتى أن الله ذكر في أكثر من آية (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) (يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ) من رحمته ولطفه بعباده (يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ) ، (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) ،إضافة إلى الخمس الآيات الأول ولهذا هذه الآيات الثمان أو الخمس على قول ابن مسعود كان سلف الأمة يرون أنها خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس .
هذا يقودنا إلى سؤال في سورة النساء في الآية الثانية والثمانون من السورة (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) ألا يدل قول ابن مسعود هذا على تدبره وعنايته وجمعه لهذه الآيات المتفرقة في السورة وأن يجمع بينها رابط واحد هو سعة رحمة الله - سبحانه وتعالى - ثم يُبرزها ويظهرها للطلاب وللأمة حتى تستفيد منها ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق