الأحد، 10 مارس 2024

حصاد تدبر الجزء الأول

 *(الذين يقيمون الصلاة) 

قال أبو العالية: "أرحل إلى الرجل مسيرة أيام فأول ما أتفقد من أمره صلاته، فإذا وجدته يقيمها ويُتمها أقمت وسمِعت منه، وإن وجدته يُضيعها رجعت ولم أسمع منه وقلت: هو لغير الصلاة أضيع"

*(في قلوبهم مرض) 
المريض يجد طعم الطعام على خلاف ما هو عليه، فيرى الحلوى مرا، وكذلك المنافقون يرون الحق باطلا والباطل حقا. 

* (فزادهم الله مرضا) 
البعض يستعجل نزول العقوبة بالمنافقين وما درى أن أعظم عقوباتهم هي مرض قلوبهم فكيف بزيادته واشتداده. 

*(واستعينوا بالصبر والصلاة)
 قد ينفذ الصبر لذا أمرنا الله أن نستعين بالصلاة الخاشعة لتُعين الصبر وتقويه. 

*( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)
   خفت عليهم عظائم الأمور بخشوعهم في الصلاة، فالخشوع قوة.
  كثيرا ما نوصي من أصيب بمصيبة أن يصبر، لكن ننسى أن نوصيه بقرينة الصبر وهي الصلاة (واستعينوا بالصبر والصلاة) وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. 

* (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) 
  قال ابن كثير: "لا تقابلوا النِعم بالعصيان فتسلبوها" 
 ذُل الأمة عقوبة على ابتعادها عن دينها، فالله يُعز الطائع ولو كان ضعيفا، ويذل العاصي ولو كان قويا (ضربت عليهم الذلة) (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) 

*( والله مخرج ما كنتم تكتمون) 
ما تكتمه سيخرجه الله لا محالة فزيّن باطنك كما زيّنت ظاهرك. 

* ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك)
 قست قلوبهم بعد أن رأوا معجزة إحياء الله لقتيل بني إسرائيل. والدرس: لا تأمن قسوة القلب بعد أي يقظة. 

* (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني) 
قال ابن تيمية: "ذلك متناول لمن ترك تدبر القرآن ولم يعلم إلا مجرد تلاوة حروفه".

*(وأشربوا في قلوبهم العجل)
● عالج هواك في أوائله قبل أن يتغلغل، فإذا تغلغل تشرّبه القلب وعميت البصيرة. 
● تذكر أن الفتن والمعاصي التي تمر عليها مرور الغافلين قد يتشربها قلبك الغافل فيغذي بها جوارحك. 

* (بئسما يأمركم به إيمانكم) 
الإيمان سلطة نافذة تأمر وتنهى وليس مجرد مشاعر باردة لا تغير سلوكا ولا تشفي قلبا. 

 * (فإنه نزله على قلبك) 
نزل على القلب ليتدبره القلب، فهل استقبلنا آيات القرآن بقلوبنا؟ قال ابن الجوزي "الدنيا أسحر من هاروت وماروت، فإن هاروت وماروت يفرقان بين المرء وزوجه، وأما الدنيا فإنها تفرق بين العبد وربه".   

* (لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا)  راقب ألفاظك

* (فاعفوا واصفحوا) 
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "كل الناس مني في حِل" أراد ألا يُعذّب أحد بسببه.

* (تجدوه عند الله)
 تجد بعد مشاق الحياة وآلام الموت، وأهوال القبر، وأحداث البعث، وفزع القيامة عملك الصالح حفظه الله لك حتى يأخذ بيديك فيوصلك إلى مقعدك في الجنة.

* ( تشابهت قلوبهم) 
 كم مختلفين في الشكل متشابهين في القلب. 
تشابه الظاهر من تشابه القلوب ووحدة المشاعر.

* (يتلونه حق تلاوته) 
 قال مجاهد يعملون به حق عمله. 
(يتلونه حق تلاوته) وذلك باشتراك اللسان والعقل والقلب، فاللسان يرتل، والعقل يتدبر، والقلب يلين ويخشع.

*(لا ينال عهد الظالمين)
 قال شيخ المفسرين الإمام الطبري: "هذا خبر من الله جل ثنائه عن أن الظالم لا يكون إماما يقتدي به أهل الخير". 
● في قوله (لا ينال عهدي الظالمين) إشارة إلى أن الظالم لا يصلح أن يكون خليفة، ولا حاكما، ولا مفتيا، ولا شاهدا ولا راويا.

* (ربنا تقبل منا) 
 قاما بأعظم عمل وهو بناء الكعبة، ثم دعوا الله أن يتقبل، فلا يغرنك عملك مهما عظم، وسلِ الله القبول.

* (وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم) 
يفرغان من أعظم طاعة ثم يسألان ربهم التوبة، فكيف بالمذنبين؟

 * (ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
 الحياة على الإسلام نعمة، والموت على الإسلام توفيق.

* (إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي)
 لم يشغل الموت الوالد عن هموم التربية.

* (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة)
 أي دين الله. سماه صبغة لأن أثر الدين يتغلغل في خلايا المؤمن كلها، كما يتخلل الصبغ في خيوط الثوب. 
● (صبغة الله) تأمل كلمة الصبغة وكأن المطلوب أن يتغلغل الإيمان في كل ذرات حياتك، ويصبغ كل تفاصيلها.

* ( كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون) 
بعض الناس يظن أن كتمان الحق ليس عملا فلا يؤاخذه الله به وهذه الآية تبدد هذا الوهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق