قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوا وَّقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95)) الأعراف
التفسير:● (ثم بدلنا) أعطيناهم مكان السيئة التي هي البأساء والضراء (ثم بدلنا مكان السيئة) يعني البأساء والضراء - العذاب- الحسنات. يعني جعلنا لهم الغنى والصحة.
/ الحسنة والسيئة في القرآن لها معاني:
● المعنى الأول: الحسنة التوحيد والسيئة الشرك، قال تعالى (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون* ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار)
● المعنى الثاني: الحسنة النصر والغنيمة، والسيئة، القتل والهزيمة، قال تعالى (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها)
● المعنى الثالث: الحسنة المطر والخصب، السيئة القحط والجدب، قال تعالى (فإذا جاءتهم الحسنة قال لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه) (وبلوناهم بالحسنات والسيئات)
● المعنى الرابع: الحسنة العافية، والسيئة البلاء والعذاب، قال تعالى (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة سيئة) السيئة يعني العذاب.
● المعنى الخامس: الحسنة قول المعروف، والسيئة قول المنكر، قال تعالى (ويدرءون بالحسنة السيئة) (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن).
● المعنى السادس: الحسنة فعل نوع من الخير، والسيئة فعل نوع من الشر (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها).
لله سبحانه وتعالى قال: (ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا)
(عفوا) يعني كثُروا ورجعت النعمة لهم، وقالوا كفرا لهذه النعمة التي رجعت إليهم : قد مس آباءنا الضراء والسراء كما مسنا، وهذه عادة الدهر وليست بعقوبة من الله، فكونوا على ما أنتم عليه.
قال الله سبحانه وتعالى: (فأخذناهم) يعني بالعذاب، (بغتة) يعني فجأة، (وهم لا يشعرون) بمجيء العذاب عليهم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
-------------------------------------
* التفسير الميسر/ فهد العمّار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق