أ.ضحى السبيعي
- الجزء الأول:
 / صباح الرحمات { الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ* مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} علّمنا الله أنه رحمن رحيم ليجذب قلوبنا إليه ، ولكن هل يشعر كل عباده بهذه المنة فينجذبوا إليه الانجذاب المطلوب ؟ أليس فينا من يسلك كل سبيل لا يبالي بمستقيم ومعوج ؟
 بلى ، ولهذا أعقب سبحانه ذكر الرحمة بذكر الدِّين ، فعرفنا أنه يدين العباد ويجازيهم على أعمالهم فكان من رحمته بعباده أن رباهم بنوعي التربية كليهما : الترغيب والترهيب ، كما تشهد بذلك آيات القرآن الكثيرة .. [الشيخ : محمد رشيد رضا ]
/ {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ..} فيه استحباب بشارة المؤمنين ، وتنشيطهم على الأعمال ، بذكر جزائها وثمراتها ، فإنها بذلك تخف وتسهل. [ابن سعدي]
 / الصبر زاد, لكنه ينفد؛ لذا أُمرنا أن نستعين بالصلاة الخاشعة؛ لتمد الصبر وتقويه : {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } [د.محمد الخضيري] 
/ قال ابن عباس في قوله تعالى: "يتلونه حق تلاوته" يتبعونه حق اتباعه.. قال الفضيل :إنما نزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا!
- الجزء الثاني:
 / {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
 أن من اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ففيه شبه من اليهود .. مثل الذين يقرؤون العلم الشرعي من أجل الدنيا ؛ وحينئذ يُشكل على كثير من الطلبة من يدخل الجامعات لنيل الشهادة : هل يكون ممن اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ؟ والجواب : أن ذلك بحسب النية ؛ إذا كان الإنسان لا يريد الشهادة إلا ليتوظف ، فهذا اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ؛ وأما إذا كان يريد أن يصل إلى المرتبة التي ينالها بالشهادة من أجل أن يتبوأ مكانا ينفع به المسلمين فهذا لم يشتر بآيات الله ثمناً قليلاً . [ابن عثيمين-رحمه الله-]
/ { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}
 ينبغي لمن وُفقوا لعلم أو عمل, أن يشكروا الله على ذلك,؛ ليزيدهم من فضله, وليندفع عنهم الإعجاب, فيشتغلوا بالشكر*
/ {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} 
من جعل الحق قصده, ووازن بينه وبين غيره, تبين له الحق قطعا, واتبعه إن كان منصفًا* 
/ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} 
الشكر يحفظ النعم الموجودة, ويجلب النعم المفقودة ، كما أن الكفر, يُنفر النعم المفقودة ويزيل النعم الموجودة.
/ {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
 أن من عرف ربه وعرف ما في دينه وشرعه من الأسرار العظيمة والحِكم البديعة والآيات الرفيعة, أوجب له ذلك أن ينقاد لأمر الله, ويُعظم معاصيه فيتركها, فيستحق بذلك أن يكون من المتقين.
/ {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} 
من اتقى الله في كل شيء, حصل له نفي الحرج في كل شيء، ومن اتقاه في شيء دون شيء, كان الجزاء من جنس العمل . [ابن السعدي-رحمه الله-]
 ----------- 
@afag-Tadabor
 #مجالس_المتدبرين
 فيس بوك : حلقة آفاق التدبر
 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق