الجمعة، 17 أغسطس 2012

وقفات مع آيات الصيام / ورود آيات الصيام في سورة البقرة

الشيخ / عصام العويد


ورود آيات الصيام ضمن سورة البقرة ، قد يقول قائل ما السر في ورودها ضمن هذه السورة ؟ لماذا لم ترِد في سورة المائدة مثلا وهي مليئة بالأوامر الشرعية ؟ لماذا لم ترِد في سورة النساء ؟
 هل من مغزى وسر يمكن أن يلفت نظر الإنسان وهو يقرأ هذه السورة العظيمة ؟
- بالنسبة لسورة البقرة هي سورة أوامر ونواهي ، وهذا ظاهر بيّن فيها حتى قال ابن عمر - رضي الله عنهما - "فيها ألف أمر ، ألف نهي ، ألف خبر " فالسورة هكذا ولذلك من تأمل في اسمها سيجد أن هذا الاسم أُخذ من قصة هي جرت بين موسى عليه السلام وبين قومه في قصة البقرة ، وهذه القصة من تأملها يجد أن موقف بني إسرائيل من هذه الأوامر التي جاءت من الله - عز وجل - إلى نبيهم أنهم تلكؤا ، ترددوا ، تحيروا ، لم يستجيبوا مع أن الأمر بسيط (اذبحوا بقرة) قال في آخرها (وما كادوا يفعلون) هنا نتيجة هذا التلكؤ في الاستجابة لأمر الله الذي جاء به نبي الله عليه السلام كانت في آخر القصة (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك) جاء هذا الاسم ثم هذه الأوامر الكثيرة في السورة من أجل تحذير أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ألاّ يكونوا كبني إسرائيل في موقفهم من هذا الأمر الذي جاء من خلال نبي أُرسل إليهم ، إذا ما المطلوب من هذه الأمة ؟ أن تستجيب سريعا ، إذا أرادت أن تكون هذه الشعيرة العظيمة وهي الصيام سببا لتقوى قلوبهم ، سببا للينها ، سببا لطهارتها ، لا سببا لقسوتها كما كان في أمة بني إسرائيل .
 - وربما يكشف لنا هذا المعنى أكثر حينما نتأمل قوله تعالى (كما كُتب على الذين من قبلكم) كما سنذكر إن شاء الله تعالى في رسالة قادمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق