الحياة الحقيقية هي حياة القلب وتلك الحياة لا تكون إلا بالقرآن وفي القرآن ولذا نقول: لم يذق طعم الحياة من لم يتدبر كتاب الله..
الثلاثاء، 24 يونيو 2025
التعليق على تفسير سورة المرسلات (١-١٥)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله في هذه الفقرة المتعلقة بالتعليق على تفسير الآيات من سورة المرسلات من الآية الأولى وحتى الآية الخامسة عشرة من المختصر في تفسير القرآن الكريم، نعم.
ن/ سورة المرسلات مكية
من مقاصد السورة الوعيد للمكذبين بالويل يوم القيامة.
ت/ نعم، من مقاصد سورة المرسلات الوعيد للمكذبين بالويل يوم القيامة وذلك أنه تكرر في هذه السورة قوله تعالى (ويل يومئذ للمكذبين) وتضمنت السورة في طياتها بيان أصناف العذاب الذي يحصل للمكذبين يوم القيامة. نعم
ن/ قال الله تعالى (والمرسلات عرفا) أي أقسم الله بالرياح المتتابعة مثل عرف الفرس.
ت / قال تعالى (والمرسلات عرفا) هذا قسم بالرياح المتتابعة التي تأتي إثر بعضها. عرفا: يعني مثل عرف الفرس. وقيل في معنى هذه الآية: أن المراد القسم بالملائكة التي تنزل بالوحي الذي هو من الأمر المعروف غير المنكر، والله أعلم. نعم
ن/ ثم قال تعالى (فالعاصفات عصفا) أي وأقسم بالرياح الشديدة الهبوب.
ت/ نعم، (فالعاصفات عصفا) هذا عطف على القسم الأول، والمراد بالعاصفات الرياح شديدة الهبوب. وعلى تفسير القسم الأول بالملائكة يكون المراد بالعاصفات هنا الملائكة الذين يبادرون لتنفيذ أوامر الله، كالريح العاصفة، نعم.
ن/ ثم قال تعالى (والناشرات نشرا) أي: وأقسم بالرياح التي تنشر المطر.
ت/ نعم، قال (والناشرات نشرا) هنا اختلف العلماء هل هو قسم بالرياح أو بالملائكة؟ كما اختلفوا في الآيات الأولى والأظهر أن المراد بالناشرات هنا الملائكة فيكون معنى (والناشرات نشرا) والملائكة الموكلين بنشر السحب وسوقها، ويدل لذلك أن ما بعده في قوله تعالى (فالفارقات فرقا) عطف على هذا القسم، ثم قال (فالملقيات ذكرا) والذين يلقون الذكر هم الملائكة، فما عطف عليه يراد به الملائكة أيضا، والله تعالى أعلم
ن/ ثم قال تعالى (فالفارقات فرقا) أي: وأقسم بالملائكة التي تنزل بما يفرق بين الحق والباطل.
ت / نعم، قال (فالفارقات فرقا) قالوا في التفسير: "وأقسم بالملائكة" وهنا ينبغي التنبه إلى أن الفاء ليست من حروف القسم، فحروف القسم هي الواو، والباء، والتاء وأضاف بعضهم اللام، فالفاء ليست من حروف القسم، وإنما يعطف بها، فقوله تعالى (فالفارقات فرقا) معطوف على القسم الذي قبله فلا يمكن التفريق بينه وبين قوله (والناشرات نشرا) بأن الناشرات الرياح والفارقات الملائكة، بل المراد بهما الملائكة. والله تعالى أعلم. نعم
ن/ ثم قال تعالى (فالملقيات ذكرا) أي وأقسم بالملائكة التي تنزل بالوحي.
ت/ (فالملقيات ذكرا) عطف على القسم السابق، وهو إقسام بالملائكة التي تلقي وحي الله وذكره إلى الرسل عليهم السلام، نعم.
ن/ ثم قال تعالى (عذرا أو نذرا) أي: تنزل بالوحي إعذارا من الله إلى الناس، وإنذارا للناس من عذاب الله.
ت/ نعم، قال (عذرا أو نذرا) يعني أن الملائكة تلقي الوحي إلى الرسل ليكون هذا الوحي إعذارا من الله إلى الناس، وإقامة للحجة عليهم. وإنذارا لهم من عذاب الله. نعم
ن/ ثم قال تعالى (إنما توعدون لواقع) أي: إن الذي توعدون به من البعث والحساب والجزاء لواقع لا محالة.
ت / ثم قال (إنما توعدون لواقع) هذا جواب القسم السابق في الآية سواء قلنا إنه قسم واحد بالملائكة فقط، أو قسم بالرياح في الآيتين الأولتين ثم قسم بالملائكة في باقي الآيات، فهذا جواب القسمين، قال (إنما توعدون لواقع) الذي يوعدون به من البعث والحساب والجزاء واقع لا محالة، نعم.
ن / ثم قال تعالى (فإذا النجوم طمست) أي: فإذا النجوم مُحي نورها، وذهب ضوؤها.
ت / بدأ هنا بذكر أهوال يوم القيامة قال: (فإذا النجوم طمست) أي: ذهب ضوؤها ونورها، كما قال تعالى (وإذا نجوم انكدرت) نعم
ن / ثم قال تعالى (وإذا السماء فرجت) أي: وإذا السماء شُقت لتنزل الملائكة منها.
ت / نعم، قال (وإذا السماء فرجت) أي شقت وتصدعت كما قال تعالى (إذا السماء انفطرت) وقال (إذا السماء انشقت) نعم
ن / ثم قال تعالى (وإذا الجبال نسفت) أي: وإذا الجبال اقتلعت من مكانها ففتت حتى تصير هباء.
ت / نعم، قال (وإذا الجبال نسفت) أي: سُيرت وكانت سرابا وهباء وكالعهن أي الصوف المنفوش، كما قال تعالى (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا * فيذرها قاعا صفصفا* لا ترى فيها عوجا ولا أمتا) ، وقال (وتكون الجبال كالعهن المنفوش) ، وقال (وسيرت الجبال فكانت سرابا)
ن/ ثم قال تعالى (وإذا الرسل أقتت) أي: وإذا الرسل جمعت لوقت محدد.
ت / نعم، قال (وإذا الرسل أقتت) أي: جعل لها وقت محدد تُجمع فيه لفصل القضاء بينهم وبين من كذبهم من أممهم.
ن / ثم قال تعالى (لأي يوم أجلت) أي: ليوم عظيم أجلت للشهادة على أممها.
ت / نعم، هنا سؤال لأي يوم أجلت؟ يعني الرسل، والمعنى: أنها أُخرت ليوم عظيم تشهد فيه على أممها.
ن / ثم قال تعالى (ليوم الفصل) أي: ليوم الفصل بين العباد، فيتبين المحق من المبطل، والسعيد من الشقي. نسأل الله من فضله.
ت / نعم، قال (ليوم الفصل) يعني أنها أُجلت وأُخرت ليوم الفصل وهو يوم القيامة الذي يقضي الله فيه بين الخلائق، ويفصل فيه بين الحق والباطل، فيتبين المحق من المبطل، والسعيد من الشقي. نسأل الله من فضله، نعم
ن / ثم قال تعالى (وما أدراك ما يوم الفصل) أي: وما أعلمك أيها الرسول ما يوم الفصل؟
ت / نعم، قال (وما أدراك ما يوم الفصل) أي وما أعلمك أيها الرسول أو أيها الإنسان ما يوم الفصل. وهذا أسلوب تعظيم لذلك اليوم.
ن / ثم قال تعالى (ويل يومئذ للمكذبين) أي هلاك وعذاب وخسران في ذلك اليوم للمكذبين الذين يكذبون بما جاءت به الرسل من عند الله.
ت / نعم، قال (ويل يومئذ للمكذبين) يعني هلاك شديد وعذاب أليم في يوم الفصل لمن يكذبون بما جاءت به الرسل من عند الله سبحانه وتعالى، نسأل الله السلامة والعافية.
من فوائد الآيات:
ن / خطر التعلق بالدنيا ونسيان الآخرة.
ت / نعم، من فوائد الآيات خطر التعلق بالدنيا ونسيان الآخرة وذلك أن ما يوعد الناس له يوم القيامة واقع لا محالة كما أقسم الله على ذلك ثم قال (إنما توعدون لواقع) أي فيجب أن تستعدوا لذلك اليوم بالأعمال الصالحات. ثم بين أهوال ذلك اليوم العظيم وأن الله سيفصل فيه بين أهل الحق وأهل الباطل فلا بد من التعلق بالآخرة وعدم التعلق بالدنيا. والله المستعان.
هذا آخر ما في هذا المقطع، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما وعملا وهدى وتقاى، والله تعالى أعلم صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق