(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)
" بكة " اسم من اسماء مكة ، وسُميت بذلك لأنها تبُك أعناق الجبابرة أي تقعطعها ، وقيل : لأنه لا يوصل ‘ليها إلا بمشقة وتعب وقيل غير ذلك .
(مُبَارَكًا) فيه بركات متعددة منها :/ أن من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه .
/ أن الحسنات فيه مضاعفة لذلك قال أهل العلم : " إن العبادة فيه أفضل من غيره ".
/ أنه تُجبى إليه ثمرات كل شيء لأن مكة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان .
/ أن فيه ماء من شربه لأي شيء بنية صادقة فإنه يكون له - زمزم - ( ماء زمزم لما شُرب له ) .
/ المكاسب وما يكون فيه أيام المواسم وغيرها .
/ أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - بُعث فيه الذي جعل الله شريعته أفضل شريعة كانت للخلق .
(هُدًى) منارا يُهتدى به لأنه يجتمع إليه المسلمون من كل فج عميق فيهتدي الضال منهم بالمهتدي ويحصل به التعليم والأسوة الحسنة .
(هُدًى لِّلْعَالَمِينَ)لأن الأمة الإسلامية كلها تهوي إليه وتتجه إليه في كل يوم خمس مرات وجوبا ، ومن ذلك إقامة الحج والعمرة فيه لأن الأمة فيه تزداد إيمانا وهدى بالحجّ والعمرة .
(العالمين ) سمو عالمين لأنهم علامة على خالقهم فإن هؤلاء البشر بل وكل المخلوقات تدل على خالقها .
-------------------------------------------------------------
تفسير سورة آل عمران للشيخ / محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق