تفسير سورة الفاتحة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات، أما بعد:
📖 فيقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: "(بسم الله) أي ابتدئ بكل اسم لله تعالى، لأن لفظ (الله) اسم مفرد مضاف يعم جميع الأسماء الحسنى، (الله) هو المألوه، المعبود، المستحق لإفراده بالعبادة بما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال"🎤 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأصلح لنا إلهنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، أما بعد: بدأ المصنف رحمه الله وتعالى بتفسير البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) وهي آية من كتاب الله عز وجل، والصحيح أنها آية مستقلة، ليست آية من أوائل السور معدودة في آياتها، وإنما هي آية مستقلة نزلت للفصل بين سورة وسورة، ونزلت مبتدأ لكل سورة، وهي جزء آية أو بعض آية من سورة النمل، وهي آية في كل سورة عدا سورة براءة، فيُفتتح بها كل سورة ويبدأ بها.
●(بسم الله الرحمن الرحيم)
الباء في (بسم الله) باء الاستعانة، ولهذا البسملة كلمة استعانة، طلب عون من الله سبحانه وتعالى، والمعنى: بسم الله أي أتلو، لأن الفعل هنا تلاوة للقرآن، أتلو مستعينا بالله، لأن الجار والمجرور في قوله بسم الله متعلق بمحذوف مقدر وتقديره فعل المبسمل، إن كان دخولا للبيت فالمعنى بسم الله ادخل، وإن كان آكلا بسم الله آكل، وإن كان تلاوة بسم الله أتلو. والبسملة فيها بركة عظيمة جدا، وفيها أيضا طرد للشيطان وإبعاد له، فإذا بسمل العبد، إذا قال (بسم الله) تصاغر الشيطان كما دل على ذلك الحديث، ولهذا يُحرص عليها عند تلاوة القرآن الكريم في بداية كل سورة، وكل ما بدأ يتلو سورة جديدة بسمل وهكذا. (بسم الله) قال الشيخ: "اي ابتدئ بكل أسم لله، لماذا قال ابتدئ بكل اسم لله؟ هذا بناء على قاعدة في المضافات، المفرد إذا أُضيف يفيد العموم. قال: "بسم الله" اسم مفرد مضاف فيفيد العموم أي أسماء الله، بكل اسم لله، لأنه لفظ اسم مفرد مضاف فيعم جميع الأسماء الحسنى، بسم الله أي: أسماء الله، وهذا الذكر والابتداء بالبسملة باسم الله فيه تيمن بالبدء بسم الله عز وجل تبركا باسمه واستعانة بالله جل وعلا. (بسم الله)
(الله) هو المألوه المعبود كما قال إبن عباس رضي الله عنهما فيما رواه ابن جرير الطبري وغيره قال: "الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين" وهذا التفسير الذي ذكره الشيخ هنا منقول أو مستفاد من هذا المروي عن ابن عباس قال: "هو المألوه المعبود" كلمتان المألوه المعبود، ابن عباس ماذا قال؟ ذو الألوهية والعبودية، أمران: الأولوهية: المقصود بها صفات الكمال التي اتصف بها الرب سبحانه وتعالى، عموم صفاته التي استحق بها سبحانه وتعالى أن يؤله وأن يُعبد وأن يُخضع له ويُذل، والعبودية: هي فعل العبد التي يوجبها معرفته بالله وصفاته وكماله وعظمته سبحانه. الله ذو الألوهية وهي والعبودية على خلقه أجمعين. قال هو المألوه المعبود المستحق لإفراده بالعبادة لما اتصف به من صفات الألوهية، وهي صفات الكمال. فهذا الاسم يجمع أمرين في دلالته: الأول الاولوهية، والثاني العبودية. كلاهما من مدلول هذا الاسم، الألوهية هي صفات الكمال والجلال والعظمة التي بها استحق جل وعلا أن يؤله وأن يعبد، وأن تصرف له وحدة العبادة، والعبودية: هذا فعل العبد ذله لله وخضوعه وانكساره بين يدي ربه سبحانه وتعالى، قال: "هو المألوه المعبود المستحق لإفراده بالعبادة لما اتصف به من صفات الأولوهية وهي صفات الكمال.
(الرحمن الرحيم) قال: "اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة ومن عداهم فلهم فله نصيب منها (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون* الذين يتبعون النبي الأمي) إلى آخر الآية.
(الرحمن الرحيم) قال: "اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة ومن عداهم فلهم فله نصيب منها (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون* الذين يتبعون النبي الأمي) إلى آخر الآية.
قال: "وكتبها للمتقين" هذا استنادا إلى هذه الآية في سورة الأعراف، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله، قال: "فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة ومن عداهم فله نصيب منها"، "منها" الرحمة التي وسعت كل شيء. ثم إن هذين الاسمين (الرحمن الرحيم) كل منهما دال على ثبوت الرحمة صفة لله، أما الرحمن فيدل على ما يتعلق باتصاف الله سبحانه وتعالى بها. وأما الرحيم فيدل على ما يتعلق بتعلقها بالمرحوم. ولهذا يأتي في الآيات (وكان بالمؤمنين رحيما) ولم يأت رحمانا لأن رحمن هذه تتعلق بالوصف القائم بالله، ورحيم تتعلق بما يتعلق بالمرحوم من هذا الوصف ولهذا قال (وكان بالمؤمنين رحيما)، قال ابن القيم رحمه الله: "الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف، والثاني للفعل" فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال أنه يرحم خلقه برحمته، قال رحمه الله: "وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله (وكان بالمؤمنين رحيما)، وقوله (إنه بهم رؤوف رحيم) ولم تجئ قط رحمان بهم، فعُلم أن الرحمن الموصوف بالرحمة، و (رحيم) هو الراحم برحمته. اقرأ (الرحمن الرحيم)
📖 قال رحمه الله: "الرحمن الرحيم اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شي، وعمت كل حي وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة ومن عداهم فله نصيب منها، واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات فيؤمنون مثلا بأنه رحمن، رحيم ذو الرحمة التي اتصف بها المتعلقة بالمرحوم، فالنِعم كلها أثر من آثار رحمته، وهكذا في سائر الأسماء، يقال في العليم إنه عليم ذو علم يعلم به كل شيء، قدير ذو قدرة يقدر على كل شيء"
🎤 نعم، يعني بمناسبة الكلام على معنى هذا الاسم ومعاني أيضا أسماء الله تبارك وتعالى نبه رحمه الله تعالى على هذه القاعدة المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها، وحاصل القاعدة وخلاصتها: أن الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات، أي أن الإيمان بأسماء الله يقوم على أركان ثلاثة:
الأول: الإيمان بالإسم.
والركن الثاني: الإيمان بالصفة التي دل عليها الاسم.
والركن الثالث: الإيمان بالحكم. مثل ما قال "أحكام الصفات" ووضح بالمثال فيما يتعلق باسم الرحمن الرحيم، قال "رحمن رحيم، هذان اسمان" هذا الركن الأول إثبات الإسم.
"ذو الرحمة التي اتصف بها" هذا الركن الثاني من أركان الإيمان بهذا الإسم
الثالث: أنه يرحم.
مثلها التواب هذا الاسم، التوبة: الصفة، الحكم: يتوب على من يشاء.
ومثلها العليم اسم الله العليم الاسم: العليم، والصفة: ذو العلم. والحكم: يعلم. الغفور المغفرة يغفر.
وهذه الأركان الثلاثة إنما هي في الأسماء التي تدل على وصف متعدٍ، أما الأسماء التي تدل على وصف لازم فهذه للإيمان بها ركنان: الإمام بالاسم، والإيمان بالصفة التي دل عليها الاسم، مثل الحي، الحي للإيمان به ركنان: الإيمان بالاسم، والإيمان بالصفة التي دل عليها الاسم وهي الحياة. لا يقال هنا مثلما يقال في العالم العليم، العلم، يعلم. هنا الحي الحياة، ركنان. نعم
📖 قال رحمه الله: "الحمد لله هو الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، فله الحمد الكامل بجميع الوجوه"
🎤 "الحمد لله" الحمد هو: الثناء على الله جل علا بكماله وجلاله وعظمته، وأيضا بما تفضل به على عباده من النعم التي لا تُعد ولا تحصى، فالله جل وعلا يُحمد لكمال أسمائه وصفاته، ويُحمد لعظيم نعمه وعطاياه وهباته. فمتعلق الحمد أمران: الأسماء والصفات والنِعم. فيُحمد جل وعلا على أسمائه وصفاته، ويُحمد على نعمه وعطاياه (الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير*يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها) هذا حمد على الأسماء والصفات، (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما) هذا حمد على ماذا؟ نعمة الوحي التي أعظم النعم، فيُحمد على الأسماء والصفات، على كماله وعظمته وجلاله وجماله، ويُحمد على من مِننه وعطاياه، كان عليه الصلاة والسلام إذا أوى إلى فراشه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا) هذا حمد على ماذا؟ النِّعم هذا حمد على النِعم، فالحمد يكون على الأسماء والصفات يُحمد لكماله لعظمته لجلاله سبحانه، ويُحمد لنِعمه التي لا تُعد ولا تحصى قال "الحمد لله". نعم
📖 قال رحمه الله: "الحمد لله هو الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، فله الحمد الكامل بجميع الوجوه"
📖 قال رحمه الله: "الرحمن الرحيم اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شي، وعمت كل حي وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة ومن عداهم فله نصيب منها، واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات فيؤمنون مثلا بأنه رحمن، رحيم ذو الرحمة التي اتصف بها المتعلقة بالمرحوم، فالنِعم كلها أثر من آثار رحمته، وهكذا في سائر الأسماء، يقال في العليم إنه عليم ذو علم يعلم به كل شيء، قدير ذو قدرة يقدر على كل شيء"
🎤 نعم، يعني بمناسبة الكلام على معنى هذا الاسم ومعاني أيضا أسماء الله تبارك وتعالى نبه رحمه الله تعالى على هذه القاعدة المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها، وحاصل القاعدة وخلاصتها: أن الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات، أي أن الإيمان بأسماء الله يقوم على أركان ثلاثة:
الأول: الإيمان بالإسم.
والركن الثاني: الإيمان بالصفة التي دل عليها الاسم.
والركن الثالث: الإيمان بالحكم. مثل ما قال "أحكام الصفات" ووضح بالمثال فيما يتعلق باسم الرحمن الرحيم، قال "رحمن رحيم، هذان اسمان" هذا الركن الأول إثبات الإسم.
"ذو الرحمة التي اتصف بها" هذا الركن الثاني من أركان الإيمان بهذا الإسم
الثالث: أنه يرحم.
مثلها التواب هذا الاسم، التوبة: الصفة، الحكم: يتوب على من يشاء.
ومثلها العليم اسم الله العليم الاسم: العليم، والصفة: ذو العلم. والحكم: يعلم. الغفور المغفرة يغفر.
وهذه الأركان الثلاثة إنما هي في الأسماء التي تدل على وصف متعدٍ، أما الأسماء التي تدل على وصف لازم فهذه للإيمان بها ركنان: الإمام بالاسم، والإيمان بالصفة التي دل عليها الاسم، مثل الحي، الحي للإيمان به ركنان: الإيمان بالاسم، والإيمان بالصفة التي دل عليها الاسم وهي الحياة. لا يقال هنا مثلما يقال في العالم العليم، العلم، يعلم. هنا الحي الحياة، ركنان. نعم
📖 قال رحمه الله: "الحمد لله هو الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، فله الحمد الكامل بجميع الوجوه"
🎤 "الحمد لله" الحمد هو: الثناء على الله جل علا بكماله وجلاله وعظمته، وأيضا بما تفضل به على عباده من النعم التي لا تُعد ولا تحصى، فالله جل وعلا يُحمد لكمال أسمائه وصفاته، ويُحمد لعظيم نعمه وعطاياه وهباته. فمتعلق الحمد أمران: الأسماء والصفات والنِعم. فيُحمد جل وعلا على أسمائه وصفاته، ويُحمد على نعمه وعطاياه (الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير*يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها) هذا حمد على الأسماء والصفات، (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما) هذا حمد على ماذا؟ نعمة الوحي التي أعظم النعم، فيُحمد على الأسماء والصفات، على كماله وعظمته وجلاله وجماله، ويُحمد على من مِننه وعطاياه، كان عليه الصلاة والسلام إذا أوى إلى فراشه قال: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا) هذا حمد على ماذا؟ النِّعم هذا حمد على النِعم، فالحمد يكون على الأسماء والصفات يُحمد لكماله لعظمته لجلاله سبحانه، ويُحمد لنِعمه التي لا تُعد ولا تحصى قال "الحمد لله". نعم
📖 قال رحمه الله: "الحمد لله هو الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، فله الحمد الكامل بجميع الوجوه"
🎤 نعم، يعني أن متعلق الحمد أمران:
الأول: صفات الكمال (الحمد لله) الحمد: هوالثناء على الله بصفات الكمال
والأمر الثاني: أفعاله الدائرة بين الفضل والعدل فله الحمد الكامل بجميع الوجوه (الحمد لله) والله عز وجل جعل فاتحة كتابه والقرآن فاتحة الكتاب بهذا سماها النبي عليه الصلاة والسلام قال (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، فالحمد هي فاتحة الكتاب، ففاتحة الكتاب الحمد، كما أنها أيضا فاتحة الخلق (الحمد لله الذي خلق السموات الأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون). نعم
📖 قال رحمه لله: (رب العالمين) الرب هو المربي جميع العالمين، وهم من سوى الله بخلقه لهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة التي لو فقدوها لم يمكن لهم البقاء، فما بهم من نعمة فمنه تعالى، وتربيته لخلقه نوعان عامة وخاصة، فالعامة هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا، والخاصة تربيته لأوليائه فيربيهم بالإيمان ويوفقهم له، ويكملهم، ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها تربية التوفيق لكل خير، والعصمة من كل شر، ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب، فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة، فدل قوله (رب العالمين) على انفراده بالخلق والتدبير والنعم، وكمال غناه وتمام فقر العالمين إليه بكل وجه واعتبار"
🎤 قوله (رب العالمين) الرب هذا اسم من أسماء الله الحسنى دال على صفة الربوبية. والربوبية هي: التفرد بالخلق والرزق والإنعام والتدبير، فالرب هو المالك، وهو السيد، وهو المتصرف، هذه كلها معاني للربوبية، قال: "الرب هو المربي جميع العالمين" الرب هو الخالق للخلق أجمعين، المالك للخلق أجمعين، المدبر للخلق أجمعين، كل هذه من معاني الربوبية: الخلق والملك والتدبير الذي هو التصرف في هذا الكون عطاء ومنعا، قبضا وبسطا، عزا وذلا، حياة وموتا، كل ذلك بتدبير الرب سبحانه وتعالى (رب العالمين) رب العالمين الخالق للعالمين، المالك، المدبر للعالمين ، الرب هو المربي جميع العالمين. والعالمون هم من سوى الله، فكل من سوى الله عالم، والله خالق ومن سواه مخلوق طوع تدبير خالقه وتصريف مولاه جل في علاه. قال: " وهم من سوى الله"، "المربي جميع العالمين بخلقه لهم" هذه كلها من دلال الربوبية، "خلقه لهم" الخلق، وإعداده لهم الآلات، مثل حواس الإنسان السمع والبصر واليد، وغير ذلك، أعضائه، "وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة" الصحة والعافية والمال والرزق والطعام والشراب، التي لو فقدوها لم يمكن لهم البقاء، وكل النعم منه قال: "فما بهم من نعمة فمنه تعالى كما قال الله تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله)، وقال جل وعلا (وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها).
قال رحمه الله تعالى: "وتربيته لخلقه نوعان عامة وخاصة" تربية لأن الشيخ قال في معنى الرب ماذا؟ المربي، الرب: المربي لجميع خلقه، فتربية الله لخلقه نوعان: عامة وخاصة، العامة: تتناول جميع الخلق، عامة هي خلقه لهم ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم أي الدنيوية التي فيها بقاؤهم في الدنيا، هذه عامة تشمل حتى البهائم والدواب والطير، تشمل المسلم، والبر، والكافر، والفاجر، تشمل كل الخلق. (رب العالمين) أي المربي لهم التربية العامة التي هي رزقهم إيجادهم، إعدادهم، إمدادهم، هدايتهم لمصالحهم الدنيوية، هذه ربوبية عامة لكل الخلق. النوع الثاني: الخاصة. الخاصة هذه بالأولياء، بعباده المتقين من اجتباهم سبحانه، واصطفاهم وأصلح قلوبهم، وشرح صدورهم، وجعلهم من أهل دينه المطيعين له لأنه لا مهتدي إلا من هداه الله سبحانه وتعالى، الهداية بيده هو الرب يهدي من يشاء ويضل من يشاء (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء) ولهذا يجب على المهتدي أن يستشعر هذه النعمة، مثلما كان الصحابة يقولون: "لولا الله ما اهتدينا، ولا صمنا ولا صلينا" (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء)، (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم
الأول: صفات الكمال (الحمد لله) الحمد: هوالثناء على الله بصفات الكمال
والأمر الثاني: أفعاله الدائرة بين الفضل والعدل فله الحمد الكامل بجميع الوجوه (الحمد لله) والله عز وجل جعل فاتحة كتابه والقرآن فاتحة الكتاب بهذا سماها النبي عليه الصلاة والسلام قال (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، فالحمد هي فاتحة الكتاب، ففاتحة الكتاب الحمد، كما أنها أيضا فاتحة الخلق (الحمد لله الذي خلق السموات الأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون). نعم
📖 قال رحمه لله: (رب العالمين) الرب هو المربي جميع العالمين، وهم من سوى الله بخلقه لهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة التي لو فقدوها لم يمكن لهم البقاء، فما بهم من نعمة فمنه تعالى، وتربيته لخلقه نوعان عامة وخاصة، فالعامة هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا، والخاصة تربيته لأوليائه فيربيهم بالإيمان ويوفقهم له، ويكملهم، ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها تربية التوفيق لكل خير، والعصمة من كل شر، ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب، فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة، فدل قوله (رب العالمين) على انفراده بالخلق والتدبير والنعم، وكمال غناه وتمام فقر العالمين إليه بكل وجه واعتبار"
🎤 قوله (رب العالمين) الرب هذا اسم من أسماء الله الحسنى دال على صفة الربوبية. والربوبية هي: التفرد بالخلق والرزق والإنعام والتدبير، فالرب هو المالك، وهو السيد، وهو المتصرف، هذه كلها معاني للربوبية، قال: "الرب هو المربي جميع العالمين" الرب هو الخالق للخلق أجمعين، المالك للخلق أجمعين، المدبر للخلق أجمعين، كل هذه من معاني الربوبية: الخلق والملك والتدبير الذي هو التصرف في هذا الكون عطاء ومنعا، قبضا وبسطا، عزا وذلا، حياة وموتا، كل ذلك بتدبير الرب سبحانه وتعالى (رب العالمين) رب العالمين الخالق للعالمين، المالك، المدبر للعالمين ، الرب هو المربي جميع العالمين. والعالمون هم من سوى الله، فكل من سوى الله عالم، والله خالق ومن سواه مخلوق طوع تدبير خالقه وتصريف مولاه جل في علاه. قال: " وهم من سوى الله"، "المربي جميع العالمين بخلقه لهم" هذه كلها من دلال الربوبية، "خلقه لهم" الخلق، وإعداده لهم الآلات، مثل حواس الإنسان السمع والبصر واليد، وغير ذلك، أعضائه، "وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة" الصحة والعافية والمال والرزق والطعام والشراب، التي لو فقدوها لم يمكن لهم البقاء، وكل النعم منه قال: "فما بهم من نعمة فمنه تعالى كما قال الله تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله)، وقال جل وعلا (وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها).
قال رحمه الله تعالى: "وتربيته لخلقه نوعان عامة وخاصة" تربية لأن الشيخ قال في معنى الرب ماذا؟ المربي، الرب: المربي لجميع خلقه، فتربية الله لخلقه نوعان: عامة وخاصة، العامة: تتناول جميع الخلق، عامة هي خلقه لهم ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم أي الدنيوية التي فيها بقاؤهم في الدنيا، هذه عامة تشمل حتى البهائم والدواب والطير، تشمل المسلم، والبر، والكافر، والفاجر، تشمل كل الخلق. (رب العالمين) أي المربي لهم التربية العامة التي هي رزقهم إيجادهم، إعدادهم، إمدادهم، هدايتهم لمصالحهم الدنيوية، هذه ربوبية عامة لكل الخلق. النوع الثاني: الخاصة. الخاصة هذه بالأولياء، بعباده المتقين من اجتباهم سبحانه، واصطفاهم وأصلح قلوبهم، وشرح صدورهم، وجعلهم من أهل دينه المطيعين له لأنه لا مهتدي إلا من هداه الله سبحانه وتعالى، الهداية بيده هو الرب يهدي من يشاء ويضل من يشاء (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء) ولهذا يجب على المهتدي أن يستشعر هذه النعمة، مثلما كان الصحابة يقولون: "لولا الله ما اهتدينا، ولا صمنا ولا صلينا" (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء)، (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم
أن هداكم للإيمان)، وقال (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون* فضلا من الله ونعمة) نعمة أنعم الله بها عليكم التي الهداية، هذه التربية الخاصة. يجب على المؤمن أن يستشعر هذا المعنى العظيم إنه لولا الله ولولا تربية الله له وهداية الله سبحانه وتعالى له لما اهتدى، ولما استقام على طاعة الله.
قال: "والخاصة تربيته لأوليائه فيربيهم بالإيمان ويوفقهم له ويُكمِّلهم" وفي نسخة "ويُكمِّله لهم" "ويُكمِّلهم" أي بالإيمان، "ويُكمِّله لهم" أي الايمان، فالمعنى واحد، "ويوفقهم ويكملهم" أي بالإيمان "ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه" وهذه أيضا من أعظم النعم لأن الصوارف التي تصرف عن الإيمان عن الثبات على الحق، لا يصرف عنها إلا الله سبحانه وتعالى، فكما أنه هو الذي يزكي القلوب بشرح الصدور للخير وقبوله فهو الرب الذي يصرف أيضا عن القلوب ما يصدها عن الحق والثبات عليه قال: "ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه".
قال: "وحقيقتها" - الضمير عائد على التربية الخاصة – "وحقيقتها تربية التوفيق لكل خير والعصمة من كل شر" هذه حقيقة التربية الخاصة، يعني التربية الخاصة تجمع هذين المعنيين: توفيق للخير والصرف عن الشر، التوفيق الخير بتربيتهم عليه وهداية قلوبهم إليه، وشرح صدورهم لفعله، والصرف عن الشرب بدفع الصوارف عنهم، والعوائق والحوائل التي تحول بينهم وبين الإيمان والطاعة للرحمن سبحانه وتعالى.
ثم أشار الشيخ رحمه الله الى لطيفة جميلة جدا ونفيسة:
قال رحمه الله تعالى: "ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب" اقرأ في القرآن، دعوات الأنبياء جُلها إن لم يكن كلها (ربنا ، ربي) في دعواتهم، يتوسلون إلى الله جل وعلا بهذا الاسم في طلب حاجاتهم. قال: "لعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب" فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربويته الخاصة (رب اجعلني مقيم الصلاة)، (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك)، (رب اغفر لي ولوالدي) هذه كلها من الربوبية الخاصة، أشياء ليست لعموم الخلق وإنما يُخصّ بها أهل الإيمان، فلما يطلب هذه الأشياء الخاصة بأهل الإيمان يتوسل بماذا؟ بربوبيته، يتوسل إلى الله بربوبيته سبحانه وتعالى لأن كل هذه المطالب والمعاني داخلة تحت ماذا؟ تحت التربية الخاصة، تحت الربوبية الخاصة. قال رحمه الله: "فدل قوله (رب العالمين) على انفراده بالخلق والتدبير والنِعم وكمال غناءه، (رب العالمين) مع المعاني التي سبقت في دلالة هذا الاسم عليها فإنه يدل على غناه عن العالمين، ربهم غني عنهم. وأيضا له دلالة أخرى فقرهم إليه، (رب العالمين) إذن العالمين فقراء إلى الله لا غنى لهم عنه لأنهم طوع تدبيره، وتسخيره. قال: "وكمال غناه وتمام فقر العالمين إليه بكل وجه واعتبار" وهو سبحانه وتعالى غني عنهم بكل وجه واعتبار غنى ذاتي كما قال الله جل وعلا (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد* إن يشاء يذهبكم ويأتِ بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز). نعم.
قال رحمه الله: "مالك يوم الدين المالك هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى، ويثيب ويعاقب، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات"
نفعنا الله أجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا، وأصلح لنا شأننا كله وهدانا إليه صراطا مستقيما …. سبحانك اللهم وبحمدك، Hشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. اللهم صلِ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. جزاكم الله خيرا
قال: "وحقيقتها" - الضمير عائد على التربية الخاصة – "وحقيقتها تربية التوفيق لكل خير والعصمة من كل شر" هذه حقيقة التربية الخاصة، يعني التربية الخاصة تجمع هذين المعنيين: توفيق للخير والصرف عن الشر، التوفيق الخير بتربيتهم عليه وهداية قلوبهم إليه، وشرح صدورهم لفعله، والصرف عن الشرب بدفع الصوارف عنهم، والعوائق والحوائل التي تحول بينهم وبين الإيمان والطاعة للرحمن سبحانه وتعالى.
ثم أشار الشيخ رحمه الله الى لطيفة جميلة جدا ونفيسة:
قال رحمه الله تعالى: "ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب" اقرأ في القرآن، دعوات الأنبياء جُلها إن لم يكن كلها (ربنا ، ربي) في دعواتهم، يتوسلون إلى الله جل وعلا بهذا الاسم في طلب حاجاتهم. قال: "لعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب" فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربويته الخاصة (رب اجعلني مقيم الصلاة)، (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك)، (رب اغفر لي ولوالدي) هذه كلها من الربوبية الخاصة، أشياء ليست لعموم الخلق وإنما يُخصّ بها أهل الإيمان، فلما يطلب هذه الأشياء الخاصة بأهل الإيمان يتوسل بماذا؟ بربوبيته، يتوسل إلى الله بربوبيته سبحانه وتعالى لأن كل هذه المطالب والمعاني داخلة تحت ماذا؟ تحت التربية الخاصة، تحت الربوبية الخاصة. قال رحمه الله: "فدل قوله (رب العالمين) على انفراده بالخلق والتدبير والنِعم وكمال غناءه، (رب العالمين) مع المعاني التي سبقت في دلالة هذا الاسم عليها فإنه يدل على غناه عن العالمين، ربهم غني عنهم. وأيضا له دلالة أخرى فقرهم إليه، (رب العالمين) إذن العالمين فقراء إلى الله لا غنى لهم عنه لأنهم طوع تدبيره، وتسخيره. قال: "وكمال غناه وتمام فقر العالمين إليه بكل وجه واعتبار" وهو سبحانه وتعالى غني عنهم بكل وجه واعتبار غنى ذاتي كما قال الله جل وعلا (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد* إن يشاء يذهبكم ويأتِ بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز). نعم.
قال رحمه الله: "مالك يوم الدين المالك هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى، ويثيب ويعاقب، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات"
نفعنا الله أجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا، وأصلح لنا شأننا كله وهدانا إليه صراطا مستقيما …. سبحانك اللهم وبحمدك، Hشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. اللهم صلِ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. جزاكم الله خيرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق