السبت، 2 أكتوبر 2010

الحـروف المقطعـة في القرآن الكريم(نص حكيم قاطع له سر)



الراجح في الحروف المقطعة : أن القرآن إنما يتكون منها ، فالقرآن الذي أُنزل على الرسول هو من جنس هذه الأحرف وهو الذي تتكلمون به أيها العرب وقد أعجزكم أن تأتوا بمثله،هذا هو القول الراجح في تعريف هذه الحروف المقطعة .
وقد ذكر الشيخ محمد حسان أنه عندما تأمل في هذه الحروف وجمعها باستثناء المكرر منها خرج بالعبارة التالية: "نص حكيم قاطع له سر".
وهذا فتح من الرب -جل وعلا- على الشيخ محمد حسان، فهذه العبارة جيدة وهي حقيقة هذا القرآن فهذه العبارة جيدة وهي حقيقة هذا القرآن ،فمعناها صحيح:
 فالقرآن هو "نص" بحكم آياته وموضوعاته ، "حكيم" بنص القرآن (كتاب أُحكمت آياته) ، وهو من حكيم حميد ، فهو حكيم ،إن كانت الآيات محكمة وإن كان الإنزال من الحكيم .

"الحكيم" اسم من أسماء الله وهو الوحيد الذي يتضمن ثلاثة أمور في الصفات ، فنحن عادة نقول : غفور ذو مغفرة ، وحميد ذو حمد ، بصير ذو بصر ، فنأخذ الصفة المتضمنة لهذا الإسم عادة ، إلا الحكيم فهو يتضمن ثلاثة لا واحدة كما في بقية الأسماء،وهذا من إعجاز هذا الاسم ، فعندما نقول "حكيم" نقول: حكيم ذو حكمة ، وذو إحكام ، وذو حُكم.

و "الحكمة" هنا هي : أسرار الشريعة المنزلة في هذا الكتاب وعلى الرسول .
"ذو حُكم" : أن الحُكم لله فلا يحكم بغير ما أنزل الله.

-"ذو إحكام" : إتقان ، أن هذا الكتاب محكم ذو إحكام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، محفوظ تكفل الله بحفظه من الزيغ والزيادة والنقصان والتحريف والتبديل وغير ذلك فهو محكم.

أيضا أن الله تعالى ذو إحكام :أنه خلق هذا الكون بإحكام حين يقول جل وعلا (مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ*ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ ) ما معنى كرر النظر إلى السماء ثم كرر ثم كرر هل ترى هناك من تفاوت ؟ لا يمكن ، فحين يقول تعالى لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)  فالشمس لا تزيغ ذرة واحدة عن مجراها ،كذلك النجوم، ولوج الليل في النهار بهذه الطريقة هل هناك تغير لمسارات الكون؟ لايمكن ، هذا يدل على الإحكام.
ـ فالحكيم ذو حكمة ،خلق خلقه لحكمة،وخلق الخلق بإحكام ،وهو الحاكم جل وعلا ـ

ـ "قاطع" يقصد بها الشيخ محمد حسان أي قطعي الدلالة ، فالقرآن متواتر أي منقول لنا عن الصحابي عن الصحابي عن التابعي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن جبريل من رب العزة مباشرة ، بهذا التواتر المذكور بسند الرجال عن فلان عن فلان أقرأه فلان، وقطعي الدلالة أي بمقابل بعض الأحاديث ظنية الدلالة فدلالته قطعية لا يمكن أن تكون على الظن.
ـ "له سر" هذا السر هو إعجاز هذا القرآن فالمقصود بـ"له سر" أنه معجز وهو مازال ولا يزال وسيزال معجز ويكتشف في إعجازه أنواع وأنواع، إعجاز بلاغي ، وبياني ، وأدبي ، وطبي ،فهذا القرآن لا تنقضي عجائبه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*التفسير الموضوعي لسورة الأعراف /أ.ميادة الماضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق