الأربعاء، 25 سبتمبر 2024

الفاصلة القرآنية في سورة الأعراف

 / قوله تعالى: {وذكرى للمؤمنين} الأعراف / {وذكرى للعابدين} الأنبياء 
الذكرى : تذكيرا، لأن الذكرى اسم بمعنى التذكير .

هذا الكتاب الذي أنزله تعالى على رسوله وهو القرآن هو ذكرى وعظة وتربية وهداية لعباده في طريقهم إلى الله فهو كتاب إرشاد وتعليم لهم {وذكرى للمؤمنين}

 قوله تعالى: {وذكرى للعابدين} الأنبياء، هذه الفاصلة جاءت عقب قصة أيوب عليه السلام هذا النبي الكريم العابد الأواب الذي ابتلاه الله تعالى بمصائب كثيرة جعل الله صبره وقصته وثباته درسا ومنهجا لأهل العبادة والسائرين إلى الله تعالى {وذكرى للعابدين}


/ قوله تعالى: {قليلا ما تذكّرون} الأعراف / {قليلا ما تتذكّرون} غافر

التذكر: عملية ذهنية لاستحضار معلومات من الماضي القريب أو البعيد. ولفظ {تتذكّرون} أطول في البناء والصيغة من لفظ {تذكّرون}

ونحن عندنا قاعدة لغوية: الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى .

والقاعدة التي ذكرت ليست مطّردة ولكنها لها نصيب من الواقع .

وبناء على هذه القاعدة اللغوية يتقرر أن آية غافر تحث بطول وبمزيد من التذكّر لأنها ذكرت في معرض الآية أمورا {وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنواوعملوا ولا المسئ}{قليلا ما تتذكّرون} أي أن تذكركم قليل .

● على حين أن آية الأعراف لا تحتاج طولا في التذكّر لوضوح وجلاء ما تكلمت عنه..{اتبعوا ما أوحي إليكم من ربكم ..} من الأوامر والنواهي، ولا تتبعوا سبل الشيطان وأوليائه، فأنتم قليلا ما تذكّرون هذه المواعظ والإرشاد والنصح {قليلا ما تذكّرون}


/ قوله تعالى: {أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون}

{نائمون} بصيغة الاسم والقاعدة اللغوية تقول: الاسم يدل على الثبوت والدوام. والنائم معلوم أنه ثابت مستقر لا حراك له.. والفاصلة {نائمون} تناسبت مع قوله {بياتًا} فالآية تتحدث عن حلول العذاب بياتًا وهم نائمون .


/ {فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون}

آية الأعراف وحيدة في القرآن بهذا اللفظ.. هذه صورة للحوار في النار بين القادة والأتباع ، فالأتباع يطلبون من الله سبحانه بأن يضاعف العذاب للقادة {هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا} فاكتسبوا ذنوبهم وذنوب آخرين فناسبت الفاصلة {تكسبون}.


■ {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}

جاءت أربع مرات كلها في سياق أهل الكفر..

●ألا ترى في آل عمران {أكفرتم بعد إيمانكم} ثم ناسب بعدها {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}

●وفي الأحقاف {ويوم يعرض الذين كفروا على النار} ثم ناسب بعدها {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}.


/ قوله تعالى: {إنهم كانوا قومّا عمين} الأعراف

{عمين} عند الزجاج: أي عموا عن الحق والضلال، وهكذا قال غير واحد من المفسرين ..

 وقرئت {عامين} وهي أشد . وهذا الوصف مقابل ما وصفوا به نوحا بالعمى في قولهم {إنا لنراك في ضلال مبين} فوصفوا بالأشد، وهذا تناظر في المعنى .



/ قوله تعالى: ● {فيأخذكم عذاب أليم} ● {فيأخذكم عذاب قريب} ● {فيأخذكم عذاب يوم عظيم}

القصة واحدة وهي قصة صالح عليه السلام، واختلاف الفاصلة جاء تبعا لاختلاف السياق في كل قصة ..

والقرآن الكريم يعرض لنا القصة من كل وجه وناحية، وكأنه يقول لنا: كل هذا وقع بمرور الأحداث ..

● أما قوله تعالى في الأعراف:  {فيأخذكم عذاب أليم}  جاء في أسرار التكرار: "في الأعراف بالغ في الوعظ فبالغ في الوعيد فقال: عذاب أليم". صالح عليه السلام بالغ لقومه بالتوجيه والنصح والدعوة لله تعالى فناسب المبالغة بالوعيد والتهديد بقوله تعالى {فيأخذكم عذاب أليم} .

● وأما في سورة هود قوله تعالى: {فيأخذكم عذاب قريب} لأن صالح عليه السلام هددهم بوقوع العذاب بعد ثلاثة أيام {قال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب} ولا جرم أن ثلاثة أيام قريبة فناسب الختام قوله تعالى {فيأخذكم عذاب قريب} تحقيقا لما وعدهم إياه.

● وأما في الشعراء قوله تعالى: {فيأخذكم عذاب يوم عظيم}، العظيم: الذي ليس بعده شيء ، وكان من خبر صالح عليه السلام الناقة التي قال فيها {لها شرب ولكم شرب يوم معلوم} ولا ريب أنه خبر عظيم عن الناقة فناسبت الفاصلة بعدها {فيأخذكم عذاب يوم عظيم} للجرم الذي فعلوه .


/ قوله تعالى:

{بما تعدنا إن كنت من الصادقين}

{بما تعدنا إن كنت من المرسلين}

عادٌ خاطبوا نبيهم هود عليه السلام  بقولهم {إن كنت من الصادقين}

ثمودٌ خاطبوا نبيهم صالح عليه السلام بقولهم {إن كنت من المرسلين}

كل ذلك راجع لسمة التعبير في السياق القرآني في القصتين . 

● لما اتهمت عاد نبيها هودا عليه السلام بالكذب في أول القصة {وإنا لنظنك من الكاذبين} ناسب بعدها قوله تعالى: {بما تعدنا إن كنت من الصادقين}

● ولما قال السادة للأتباع على سبيل الاستهزاء والعناد {أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه} ناسب بعدها {بما تعدنا إن كنت من المرسلين}


/ قوله تعالى :{بل أنتم قوم مسرفون} الأعراف / {بل أنتم قوم عادون} الشعراء/ {بل أنتم قوم تجهلون} النمل

كلها في سياق خطابات لوط عليه السلام لقومه.. اختلفت الفاصلة في هذه الآيات لاختلاف الحال الذي فيه قوم لوط.

فالفاصلة القرآنية هي مكملة لما قبلها من معنى.

● قوله تعالى: {بل أنتم قوم مسرفونالإسراف تجاوز الحد، وقوم لوط تجاوزوا حدود الفطرة البشرية بفعلهم.. 

وهذا الخطاب من لوط عليه السلام في مستهل دعوته ألا ترى قبلها {ما سبقكم بها من أحد}.. علاوة على هذا هذه الفاصلة{مسرفون}

جاءت بالصيغة الإسمية كفواصل الآي التي قبلها.

● قوله تعالى: {بل أنتم قوم عادونالعادي الذي تعدى حدود الجواز إلى الحرام ..

قوم لوط بالغوا بفعلهم بتعدي ما أباحه الله لهم إلى {الذكران} ليس الذكور لأن الألف والنون للمبالغة وهذا فيه مبالغة بالتعدي، حتى قيل: تعدوا إلى آباء العوائل، فناسب الختام {بل أنتم قوم عادون}.

● قوله تعالى {بل أنتم قوم تجهلونأعظم ما يذم به الإنسان أن يوصف بالجهل {تجهلون} توحي باللوم والتقريع والتوبيخ، وهذا فيه هجوم من لوط عليه السلام لقومه ألا ترى في أول القصة {أئنكم} استفهام للتوبيخ والتقريع وهذا بعد عدة دعوات فناسب الختام {بل أنتم قوم تجهلون}

● قوله تعالى {بل أنتم قوم تفتنون} النمل

تفتنون أي عندكم وساوس نفسية من حين لآخر، لا تهدأ في نفوسكم من جراء الوسواس. وهذا متلائم مع قوله تعالى قبلها: {اطّيرنا بك وبمن معك} وهكذا يرى أهل الطيرة والوسواس أن كل فعل صادر من غيرهم المقصودون به .


● قوله تعالى:

{بالبأساء والضراء لعلهم يضّرعون} الأعراف / {بالبأساء والضراء لعلهم يتضرّعون} الأنعام

التضرع: شدة التذلل والخضوع والابتهال بالدعاء لله تعالى.

كلمة {يضّرّعون} على وزن يفّعلون

كلمة {يتضرّعون} على وزن يتفعّلون

الكلمة الأولى أقصر في البناء من الثانية .


● قوله تعالى {لعلهم يضّرعون} الأعراف

على وزن يفّعّلون، فيها التضعيف الذي يشير إلى شدة وعظم وقوة في التضرع

هؤلاء لبث فيهم نبيهم يعظهم ويدعوهم إلى لله تعالى {وما أرسلنا في قرية} بدلالة {في} الظرفية التي تدل على لبث النبي فيهم، فناسب شدة الابتهال لله تعالى.


● قوله تعالى {لعلهم يتضرّعون} الأنعام

على وزن يتفعّلون فيها طول في البناء لأن المراد طول التضرع واللجوء لله ذلك أن الإرسال طال فيهم وامتدّ وقته {ولقد أرسلنا إلى أمم} لأجل أن ترجع هذه الأمم إلى عبادة خالقها وتنيب إليه .. فناسب كثرة الإرسال طول في التضرع لله تعالى .



■ قوله تعالى:{أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون} / {أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون}

تهديد من الله جل شأنه لأهل القرى بأن الله تعالى قادر عليهم في أي لحظة كانت سواء صباحا أو مساء .. وأنهم ضعفاء لا يملكون من أمرهم شيئًا .. فاللهم احفظنا من غوائل الليل والنهار .


/ قوله تعالى: {أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون}{نائمون} بصيغة الاسم والقاعدة اللغوية تقول: الاسم يدل على الثبوت والدوام .. النائم معلوم أنه ثابت مستقر لا حراك له، والفاصلة {نائمون} تناسبت مع قوله {بياتًا} فالآية تتحدث عن حلول العذاب بياتًا وهم نائمون.


/ قوله تعالى: {أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون}{يلعبون} بصيغة الفعل والقاعدة اللغوية تقول: الفعل يدل على التجدد والحدوث .. والذي يلعب هو متجدد في حركته ، والفاصلة {يلعبون} تناسبت مع قوله {ضحى} في النهار الذي في الانتشار والحركة، وهذا تناظر في المعنى .


■ {رب موسى وهارون} الأعراف والشعراء

■ {رب هارون وموسى} في سورة طه

تنوعت الفاصلة بين هاتين الآيتين والتقديم والتأخير له تأثير كبير في هذا الاختلاف ..

العناية باللفظ المقدم لا تقل أهمية عن الآخر.. واختلاف الفاصلة جاءت تبعًا لاختلاف الجو العام بين السياقين .


بداية.. كلا القولين وقعا فتارة قالوا: {رب موسى وهارون} وأخرى قالوا :{رب هارون وموسى}

● وقيل: أن منهم من قال الأولى ، ومنهم من قال الثانية.. والقرآن الكريم ينقل لنا الحدث بكامل تفاصيله وصوره ولقطاته فلا تضارب بين الآيتين هذا من وجه ..

/ قوله تعالى {رب موسى وهارون} موسى عليه السلام هو المكلف بالرسالة والدعوة من الله إلى فرعون بالدرجة الأولى لذا جاء تقديم موسى وتأخير هارون لاحتفال سورتي الأعراف والشعراء بذكر موسى حيث تم التركيز عليه هذه من جهة المعنى وعناية بفواصل الآي للسورة من جهة أخرى..

/  أما تقديم هارون عليه السلام في طه: {رب هارون وموسى} فإن القرآن الكريم أبرز دور هارون عليه السلام وفصّل ما قام به على مسرح الأحداث في دعوة فرعون في سورة طه وهذا لا نجده في أي سورة في القرآن فتقدم هارون في سورة طه لمراعاة المعنى أولا، وعناية بالفاصلة لسورة طه ..

فالقول بموافقة أواخر الآي فحسب في الفاصلة القرآنية لا يرقى إلى سؤدد البلاغة القرآنية ولا يتناسب مع التعبير القراني كما زعم به بعض المفسرين رحمهم الله تعالى.. فالقرآن الكريم لا يعتني باللفظ على حساب المعنى أبداً، فتأمل جمال التعبير القراني !

وصفوة الكلام أن تقديم موسى عليه السلام هو الأصل في هذه المسألة ذلك أنه:

 النبي الكليم المكلف المرسل لفرعون كما لا يخفى وهو المؤيد بالنبوات والمعجزات وهو الأكثر تقديما ..

وأما تقديم هارون فإن المعنى واللفظ في سورة طه أوجبا ذلك كما سلف، وعناية بالفاصلة أيضا.


■ قوله تعالى:{إنا إلى ربنا منقلبون} الأعراف / {وإنا إلى ربنا لمنقلبون} الزخرف

في الأعراف وردت الفاصلة دون توكيد {منقلبون} أما في الزخرف فاتسمت فاصلتها {لمنقلبون} بالتوكيد لأمر يقتضيه السياق ويفرضه المعنى ومعلوم أن التوكيد في القرآن الكريم يأتي على قدر الحاجة.

في الأعراف {إنا إلى ربنا منقلبون} ردًا على تهديد فرعون بالقتل والصلب {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لاصلبنكم} فأخبروا {إنا إلى ربنا منقلبون} دون الحاجة للتوكيد.

في الزخرف {وإنا إلى ربنا لمنقلبونفي ذكر نعمة المركوبات {لتستووا على ظهوره} لذا على الراكب أن يتأمل في السير والمركوب ويتذكر السير الحقيقي للآخرة التي فيها الانقلاب إلى الله تعالى والرجوع إليه، فجاء التوكيد على ذلك لحتمية وقوعه.

وعلاوة على هذا في الأعراف {إنا إلى ربنا منقلبون} هذا خاص بالسحرة ، في الزخرف {وإنا إلى ربنا لمنقلبون} وهذا عام للبشرية، إذ أن الآية في سياق بعث {فأنشرنا به بلدة ميتًا كذلك تخرجون} فجاء التوكيد في {لمنقلبون} لمسألة الانقلاب والبعث والله أعلم .


■ قوله تعالى: {وأنا أول المؤمنين} الأعراف / {وأنا أول المسلمين} الأنعام

بداية:

الإيمان يكون بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها .

الإسلام يكون بالأعمال الظاهرة من أقوال اللسان وعمل الجوارح 

الإسلام والإيمان إذا اجتماعا افترقا وإذا افترقا اجتماعا..

{وأنا أول المؤمنين} هذه الفاصلة وردت عقب يقين موسى عليه السلام بأن رؤية الله جل في علاه غير ممكنة لبشر فناسب {وأنا أول المؤمنين} ، {وأنا أول المسلمين} هذه الفاصلة وردت عقب الصلاة والنسك وغيرها وهي أعمال ظاهرة يتصف به المسلم فناسب {وأنا أول المسلمين}


■ قوله تعالى: {وأنت خير الغافرين} الأعراف / {وأنت خير الراحمين} المؤمنون 

{وأنت خير الرازقين} المائدة / {وأنت خير الفاتحين} الأعراف

الله جل في علاه هو خير ما يرجى ويسأل، وهو سبحانه الغني والعبد مفتقر لله تعالى في كل شؤون حياته، لا غنى له عن الله طرفة عين.


● قوله تعالى: {وأنت خير الغافرين} الأعراف هي الوحيدة بهذا اللفظ والمغفرة هي الستر من الذنب، وذلك بعد أن اتخذ بنو إسرائيل العجل وأشركوا في الله طلب موسى عليه السلام المغفرة من الله تعالى، وأن يستر عليهم ما أصابوا من ذنوب فجاء الختام {الغافرين} مناسبًا للآية.

● قوله تعالى: {وأنت خير الراحمين} وردت مرتين في سورة المؤمنون حيث طلب عباد الله المؤمنون المغفرة والرحمة من الله تعالى: 

{ربنا اغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين} ، {وقل رب اغفر وارحم وأنت أرحم الراحمين} وفي الوقت ذاته لم يكن ذنب احتمله السياق فناسب {الراحمين}

● قوله تعالى: {وأنت خير الرازقين}، {وأنت خير الفاتحين}

● في المائدة ناسب الختام {الرازقين} لأنه قال قبلها حكاية عن عيسى عليه السلام {وارزقنا}

● وفي الأعراف ناسب الختام {الفاتحين}لأنه قال قبلها على لسان شعيب عليه السلام {ربنا افتح} وهذه من الفواصل الظاهرة .

 

 ■ قوله تعالى:{سنزيد المحسنين} الأعراف / {وسنزيد المحسنين} البقرة

هاتان الفاصلتان في شأن بني إسرائيل لما أمروا بدخول القرية المقدسة وهم تحت قيادة الكليم موسى عليه السلام في أرض التيه في سيناء فما كان منهم إلا أن عصوا نبيهم موسى وسخروا منه فعاقبهم الله تعالى .

 الفاصلة في سورة البقرة جاءت فيها زيادة الواو التي للتشويق وزيادة الفضل والنعمة؛ والسبب راجع للتكريم الذي حباه الله لبني إسرائيل لما كانوا مطيعين لموسى عليه السلام في أول أمرهم بعد نجاتهم من فرعون.

أما في الأعراف فهو سياق سخط وغضب من الله تعالى على بني إسرائيل ذلك أنهم عبدوا العجل وخرجوا عن طاعة ربهم، فأخذهم الله بذنوبهم وقلّت الخيرات عندهم، والفاصلة {سنزيد المحسنين} تعكس هذا الحال لهم .


■ قوله تعالى: {من السماء بما كانوا يظلمون} الأعراف / {من السماء بما كانوا يفسقون} البقرة

هذه أيضا في حال بني إسرائيل في أرض التيه، والقصة واحدة.. في أول أمرهم كانوا منقادين لله تعالى ولموسى عليه السلام، ولكن لما أشركوا حلّت عليهم المصائب والشدائد وضيق العيش .

●الظلم: أعظمه الشرك

●والفسق: هو خروج عن الطاعة بالمعصية وهو ما دون الظلم .. بنو إسرائيل أشركوا فناسب الختام في الأعراف {بما كانوا يظلمون}

وأكثروا من معصية الله ورسوله موسى فناسبت الفاصلة {بما كانوا يفسقون}.


■ قوله تعالى: {فاستعذ بالله إنه سميع عليم}/ {فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}

{فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير} / {فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}

الاستعاذة: الالتجاء الاعتصام والتحصن بجناب الله تعالى من شياطين الإنس والجن .. والاستعاذة لا تكون إلا بالله .


{إنه سميع عليم} آية الأعراف في الإعراض عن الجاهلين عامة لذا خلت من ضمير الفصل والتوكيد

وقيل: أنها خبرية نزلت ابتداءً في شأن الأصنام المذكورة ألا ترى قبلها {قل ادعوا شركاءكم ..} فناسب الختام في هذه الفاصلة بالتنكير 

{إنه سميع عليم)


{فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} وهذا في وقت قراءة القرآن .. فالاستعاذة مبعدة وطاردة للشيطان وهو إبليس، لذا دخلت أل التعريف على الاسم لأنه هو المراد بها وإنما يستعاذ بالله منه ليسلم القارئ من وساوس الشيطان، وهذه من أفضل صور الاستعاذة .


■ {فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير}

 جاءت فاصلة آية غافر {البصير}لأنها تتحدث عن شياطين الإنس وهؤلاء مبصرون مشاهدون، هؤلاء يجادلون في آيات الله امتلأت صدورهم بالكبر والتعالي، فاستعذ بالله منهم ومن شرهم .. وجاء بضمير الفصل {هو} للتوكيد على ذلك .


{فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}

في آية فصّلت جاءت الفاصلة بقوله {السميع العليم} وهذا في شياطين الجن الذين لا يعلمهم إلا الله، ألا ترى قبلها {وإما ينزعنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} فكان اللائق بالختام بما يناسب سياق الآية، وهذا غرض الفاصلة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


من لطائف القرآن الكريم / صالح التركي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق