● في قوله تعالى (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون)
بيّنت أن بني إسرائيل فريقين:
فريق عالِم ولكنه عالِم سوء يُحرفأو جاهل ولكنه بسبب جهله يقرأ ولا يفهم.
● دليل الفريق الأول الذي هو عالِم سوء الآية التي ذكرناها (ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه) أول شيء بيّن أنهم يؤمنون، يسمعون، يحرفون، وهذا التحريف من بعد ما عقلوه بمعنى أنهم قرأؤه وفهموه لكنهم حرفوه فهم علماء سوء.
● دليل الفريق الثاني (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني).
والأماني ورد لها تفسيرين:
● إما أن تُفسر بمعنى القراءة وهي أحد معانيها في اللغة العربية فيكون معنى الآية للفريق الثاني الذين هم وُصفوا بأنهم جُهلاء أنهم يقرؤون ولكنهم لا يتدبرون ولا يفهمون ولا يعقلون فحظهم من هذا الكتاب هي مجرد القراءة باللسان، أما الفهم أو العمل المترتب على ذلك الفهم فإنهم لم يكن عندهم حظ من ذلك، فلذلك وُصفوا بالأميين (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون)
● المعنى الثاني للأماني: أنها بمعنى الأمنية المعروفة التي هي تمني حصول ما لا يقدر عليه الإنسان، فهو متعسر أو متعذر فهم لا يعلمون الكتاب ويدّعون أنهم يتمنون ذلك فكانوا لم ينالوا حظهم من العلم وادعوه باطلا مع أنهم ليسوا كذلك.
وهذه الآيات تعطينا بمجملها سباقها، ولحاقها، تعطينا ضرورة تعلم فنون المحاجّة من القرآن الكريم، يعني تأمل فيما كان تعليقا على هذه الآيات لما قال الله عز وجل (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) وقبلها كان (قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون) فهذه كان من الحِجاج للرد عليهم لما ادعوا أنهم هم العلماء وأنهم لن تمسهم النار إلا أيام معدودة فكان الرد عليهم هل عندكم عهد من الله عز وجل أنكم بالفعل لن تدخلوا النار إلا أياما معدودة؟ إن كان عندكم عهد فأخرجوه لنا أم أنكم تقولون كذبا على الله سبحانه وتعالى، فهذه فيها من فنون المحاجّة ما فيها.
■ في قوله تعالى (أم تقولون على الله ما لا تعلمون) فيها فائدة في من ناحية الفتوى، تحريم الفتوى بغير وعلى المفتي أن لا يتسرع في الحكم إلا بعد أن يعقِل مناط الحكم ودليله بحيث أنه يتكلم بعلم ويفتي بعلم.
■ في قوله تعالى (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا..)الآية. هذا ميثاق أُخذ على بني إسرائيل، لو انتقلت مثلا في سورة النساء (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى) تجدينها من جنس واحد، فإذا وصايا الله لبني إسرائيل تجمع أصول الشرائع لكل الأديان، فما وصى الله عز وجل به بني إسرائيل وصى بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم، هذا من حيث الاجمال، ثم بعد ذلك ينظر في هذا الميثاق وبهذه الوصايا وأجناس الإحسان فإنها منظور فيها حسب الأولوية بالترتيب، فأولى الأولويات هي توحيد الله عز وجل وعبادته وحده لا شريك له، ثم ثاني حق من الحقوق الوالدين، ثم الثالث ذوي القربى، والرابع اليتامى، والخامس المساكين إلى نهاية السياق.
● الإحسان في هذه الآية له مساران، وحري بالمؤمن أن يتتبعه ليكون من أهل الإحسان فهناك:
●إحسان في العمل: وهذا الإحسان سيكون في العبودية، ويكون للوالدين ولذي القربى واليتامى والمساكين.
● ثم بعد ذلك النوع الثاني من الإحسان: وهو الإحسان القولي (وقولوا للناس حسنا) والإحسان القولي يشمل أمرين:
● يشمل هيئة الكلام بأن يكون باللطف واللين وعدم الغلظة
● ويشمل أيضا المعنى فإن محتوى هذا الكلام ينبغي أن يكون خير، ليس سبابا، ليس فسوقا، وإنما خير ودعوة إلى الخير (وقولوا للناس حسنا) في نفس محتوى الكلام، وفي نفس طريقة التبليغ، هذا الكلام عندها سيكون هناك تأليف القلوب واجتماع القلوب وعدم التنافر، وعدم التناحر.
● في قوله تعالى أيضا (وقولوا للناس حسنا) قاعدة أخلاقية تحث على تجنب قول السوء ولكن هل في كل الأحوال يشرع القول؟
قد تجد أحوالا يحسُن الابتعاد عن القول بقسميه الحسن والسيء، وهذا طبعا يُقدر بقدره وشاهده من آيات أخر من غير هذه السورة كما في قوله تعالى (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) وفي الحديث (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) أحيانا الصمت يفعل فعل القول الحسن، فليس كل الأحوال يحسن فيها أن يتكلم الإنسان. عموما هي قاعدة أخلاقية بعضها من هذه الآية وبعضها من نصوص أخرى تتعلق بمسألة القول، كيف يمكن أن تكون مجالاته، وكيف يمكن أن تحسُن أحواله.
■ اختصار تاريخ بني إسرائيل مع الأنبياء إما قتل أو تكذيب (ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) هذه سياسة بني إسرائيل مع أنبيائهم اختُصرت في هذه الكلمة.
■ من استكبر عن الحق فلم يتبعه استكبارا، فهو شبيه ببني إسرائيل فإنهم الخارجون عن الحق بشكل عام:
● إما مُقر به فهو يُقِر به ولا يفعله فهو عاصي
● وإما مستكبر عنه فيُحرفه إلى هواه وهذا لا شك أنه أشد جرما وهذا نأخذه من قوله تعالى (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)
فإذن الخارج عن الحق إما مُقر فهو عاصي، وإما مستكبر فهو يُحرفه إلى هواه فهو الأشد.
القلوب بفطرتها مؤمنة وموحدة وإن حصل منها خلاف ذلك فهنا نبدأ نتحدث عن أسباب انحراف الفطرة، ماذا قال اليهود أنفسهم؟
(وقالوا قلوبنا غلف) أرادوا أن يحتجوا في عدم اتباعهم للحق بأن قلوبهم غُلف، كيف رد الله عز وجل عليهم (بل لعنهم الله) و(بل) هنا للإضراب الإبطالي أي تبطل ما قبلها، إذن (بل) ليس الأمر كما تقولون بأنها قلوبكم غلف، لا.. قلوبكم مفطورة على التوحيد لكن لماذا لم تتبعوا الحق؟ لأن هذه عقوبة شرعية (بل لعنهم الله) بسبب أن الله عز وجل لعنهم من جراء أفعالهم القبيحة فنكصهم وخذلهم عن أن يوفقوا إلى اتباع الحق.
فهذه إذا أخذناها مع الآيات السابقة التي أخذناها في مطلع سورة البقرة تجتمع لك مسالك متعددة في كيفية النظر إلى القلوب إذا لم تستجب إلى الحق، فهي من العقوبات الشرعية أن الله عز وجل يحول بينك وبين قلبك فما تستطيع أن تهتدي.
الأسباب مهما كانت قوية فإنه لا تؤثر إذا قوي المانع، والأمور لا تتم إلا بوجود الأسباب وانتفاء الموانع، فإذا أردت هداية قلبك فلابد أن تنظر إلى الأسباب التي توصلك، وانتفاء الموانع، فالأسباب أنك تفعل، إنك تقرأ القرآن وتتبع الشريعة وتستمع لأقوال الرسول وتنظر ما في الدين، ثم تفصل الموانع وتطردها عن طريقك التي هي الحُجب التي يمكن أن تحجب قلبك عن الهداية عندها تكون الأمور تسير في مسارها الصحيح.
■ في قوله تعالى (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) تفيد أن من رد الحق باعتبار الرجال فهو شبيه باليهود، والأصل أن الحق يُعرف بالحق نفسه فلا يضرك من اتبع أو من هلك، أو من نكص، أنت نظرك إلى نفس القرآن ماذا يقول القرآن، والسنة ماذا تقول، أما أن تجعل الحق يتمحور من اتباعك لأشخاص فهذا من الخلل، من جعل الحق يُعرف فقط بالرجال دون أن ينظر في نفس الشريعة فهو يُشابه اليهود في هذه الصفة.
■ فضل الله عز وجل على العباد سواء كان فضل بالنبوة، أو فضل بالصلاح، أو فضل بالعلم، أو أي هبة شرعية يهبها الله سبحانه وتعالى ينبغي أن يعلم أنها لا تُخرجه عن البشرية حتى وإن كانوا أنبياء، فلذلك الله عز وجل قال في قوله تعالى (بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب) فلما قال (أن يُنزل الله من فضله على من يشاء من عباده) بين أن كل هذه هبات وفضل من الله سبحانه وتعالى ولكنهم ما زالوا عبادا لله عز وجل، وهذه صورة من صور الضلال يؤلِهون الصالحين أو يؤلهون الأنبياء كما حصل مع النصارى أو مع اليهود عزير ابن الله، فالصالحين والأنبياء ينبغي أن يُعلم ما قدرهم وما شرفهم وما رفعتهم ولكنهم ما زالوا بشرا، وما تميزوا به عن الآخرين هو محض فضل من الله سبحانه وتعالى.
■ في قوله تعالي (فباؤا بغضب على غضب) أفادت أن العقوبات تتراكم حسب الذنوب، أي الغضب فوق الغضب فوق الغضب، ولذلك يحصل بعد ذلك الغُلف ويحدث الران والختم على القلب، فإذا العقوبات تتراكم، كلما تراكمت الذنوب تراكمت معها العقوبات وعندها يصل الإنسان إلى أعلى درجات العقوبات سواء كانت في الدنيا أو في الآخرة.
■ أشهر صفة من صفات اليهود في عدم اهتدائهم هي مختصرة في قوله تعالى في وصفهم (سمعنا وعصينا) في أي (93) وصفتهم بأنهم (وإذا أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا) كانت إجابتهم (سمعنا وعصينا) فهذه لو أتيت على قصة البقرة، وأتيت على أكثر من موقف في المواقف التي عُدت في الربع الثالث تقريبا من هذه السورة مختصرة في قوله (سمعنا وعصينا) قابليتهم لاتباع الحق ضعيفة جدا بل معدومة، فكانت هذه من مواطن الذم فيهم. ولاحظ (ورفعنا فوقكم الطور) يعني لما حصل منهم ما حصل (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة) يعني خلاص سيسقط عليهم يؤمنوا، فأنظر إنه أشبه بإيمان المُكره في مثل هذه الحالة.
● من قوله تعالى (سمعنا وعصينا) ممكن نستفيد منها فائدة أخرى: إن الله عز وجل قد يبتلي العبد فيملأ قلبه حبا لما يكرهه. وهذه انظرها في تتمة الكلام (وأشربوا في قلوبهم العجل) إذن أول شيء إنهم قالوا سمعنا وعصينا، ثم امتلأت قلوبهم بمحبة العجل الذي نتج من هذه المحبة العبودية لغير الله سبحانه وتعالى، فمسألة المحبة هنا (أشربوا في قلوبهم) إذا تفكرت في أهل المعاصي كيف يحبون معاصيهم بحيث يبررون لأنفسهم، بحيث يُحسِنون لأنفسهم، بحيث أنهم يستمرون عليها، بحيث إنهم يحاربون من يحاربهم فيها، هذه بلاء عظيم.
■ من استكبر عن الحق فلم يتبعه استكبارا، فهو شبيه ببني إسرائيل فإنهم الخارجون عن الحق بشكل عام:
● إما مُقر به فهو يُقِر به ولا يفعله فهو عاصي
● وإما مستكبر عنه فيُحرفه إلى هواه وهذا لا شك أنه أشد جرما وهذا نأخذه من قوله تعالى (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)
فإذن الخارج عن الحق إما مُقر فهو عاصي، وإما مستكبر فهو يُحرفه إلى هواه فهو الأشد.
القلوب بفطرتها مؤمنة وموحدة وإن حصل منها خلاف ذلك فهنا نبدأ نتحدث عن أسباب انحراف الفطرة، ماذا قال اليهود أنفسهم؟
(وقالوا قلوبنا غلف) أرادوا أن يحتجوا في عدم اتباعهم للحق بأن قلوبهم غُلف، كيف رد الله عز وجل عليهم (بل لعنهم الله) و(بل) هنا للإضراب الإبطالي أي تبطل ما قبلها، إذن (بل) ليس الأمر كما تقولون بأنها قلوبكم غلف، لا.. قلوبكم مفطورة على التوحيد لكن لماذا لم تتبعوا الحق؟ لأن هذه عقوبة شرعية (بل لعنهم الله) بسبب أن الله عز وجل لعنهم من جراء أفعالهم القبيحة فنكصهم وخذلهم عن أن يوفقوا إلى اتباع الحق.
فهذه إذا أخذناها مع الآيات السابقة التي أخذناها في مطلع سورة البقرة تجتمع لك مسالك متعددة في كيفية النظر إلى القلوب إذا لم تستجب إلى الحق، فهي من العقوبات الشرعية أن الله عز وجل يحول بينك وبين قلبك فما تستطيع أن تهتدي.
الأسباب مهما كانت قوية فإنه لا تؤثر إذا قوي المانع، والأمور لا تتم إلا بوجود الأسباب وانتفاء الموانع، فإذا أردت هداية قلبك فلابد أن تنظر إلى الأسباب التي توصلك، وانتفاء الموانع، فالأسباب أنك تفعل، إنك تقرأ القرآن وتتبع الشريعة وتستمع لأقوال الرسول وتنظر ما في الدين، ثم تفصل الموانع وتطردها عن طريقك التي هي الحُجب التي يمكن أن تحجب قلبك عن الهداية عندها تكون الأمور تسير في مسارها الصحيح.
■ في قوله تعالى (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) تفيد أن من رد الحق باعتبار الرجال فهو شبيه باليهود، والأصل أن الحق يُعرف بالحق نفسه فلا يضرك من اتبع أو من هلك، أو من نكص، أنت نظرك إلى نفس القرآن ماذا يقول القرآن، والسنة ماذا تقول، أما أن تجعل الحق يتمحور من اتباعك لأشخاص فهذا من الخلل، من جعل الحق يُعرف فقط بالرجال دون أن ينظر في نفس الشريعة فهو يُشابه اليهود في هذه الصفة.
■ فضل الله عز وجل على العباد سواء كان فضل بالنبوة، أو فضل بالصلاح، أو فضل بالعلم، أو أي هبة شرعية يهبها الله سبحانه وتعالى ينبغي أن يعلم أنها لا تُخرجه عن البشرية حتى وإن كانوا أنبياء، فلذلك الله عز وجل قال في قوله تعالى (بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب) فلما قال (أن يُنزل الله من فضله على من يشاء من عباده) بين أن كل هذه هبات وفضل من الله سبحانه وتعالى ولكنهم ما زالوا عبادا لله عز وجل، وهذه صورة من صور الضلال يؤلِهون الصالحين أو يؤلهون الأنبياء كما حصل مع النصارى أو مع اليهود عزير ابن الله، فالصالحين والأنبياء ينبغي أن يُعلم ما قدرهم وما شرفهم وما رفعتهم ولكنهم ما زالوا بشرا، وما تميزوا به عن الآخرين هو محض فضل من الله سبحانه وتعالى.
■ في قوله تعالي (فباؤا بغضب على غضب) أفادت أن العقوبات تتراكم حسب الذنوب، أي الغضب فوق الغضب فوق الغضب، ولذلك يحصل بعد ذلك الغُلف ويحدث الران والختم على القلب، فإذا العقوبات تتراكم، كلما تراكمت الذنوب تراكمت معها العقوبات وعندها يصل الإنسان إلى أعلى درجات العقوبات سواء كانت في الدنيا أو في الآخرة.
■ أشهر صفة من صفات اليهود في عدم اهتدائهم هي مختصرة في قوله تعالى في وصفهم (سمعنا وعصينا) في أي (93) وصفتهم بأنهم (وإذا أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا) كانت إجابتهم (سمعنا وعصينا) فهذه لو أتيت على قصة البقرة، وأتيت على أكثر من موقف في المواقف التي عُدت في الربع الثالث تقريبا من هذه السورة مختصرة في قوله (سمعنا وعصينا) قابليتهم لاتباع الحق ضعيفة جدا بل معدومة، فكانت هذه من مواطن الذم فيهم. ولاحظ (ورفعنا فوقكم الطور) يعني لما حصل منهم ما حصل (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة) يعني خلاص سيسقط عليهم يؤمنوا، فأنظر إنه أشبه بإيمان المُكره في مثل هذه الحالة.
● من قوله تعالى (سمعنا وعصينا) ممكن نستفيد منها فائدة أخرى: إن الله عز وجل قد يبتلي العبد فيملأ قلبه حبا لما يكرهه. وهذه انظرها في تتمة الكلام (وأشربوا في قلوبهم العجل) إذن أول شيء إنهم قالوا سمعنا وعصينا، ثم امتلأت قلوبهم بمحبة العجل الذي نتج من هذه المحبة العبودية لغير الله سبحانه وتعالى، فمسألة المحبة هنا (أشربوا في قلوبهم) إذا تفكرت في أهل المعاصي كيف يحبون معاصيهم بحيث يبررون لأنفسهم، بحيث يُحسِنون لأنفسهم، بحيث أنهم يستمرون عليها، بحيث إنهم يحاربون من يحاربهم فيها، هذه بلاء عظيم.
ولذلك ينبغي على العبد أن يضمن في دعائه أن يفرغ قلبه إليه، بحيث أنه بالفعل هذا القلب ما ينظر إلا بما يريده الله سبحانه وتعالى، ولا يُحسّن إلا ما حسّنه الله سبحانه وتعالى، ولا يُقبح إلا ما قبحه الله عز وجل، وهذه من الأمور التي تُسهل عليك العمل الصالح، أما لو كان مسألة أن قلبك يحب أشياء ما يحبها الله عز وجل فهذه نستطيع أن نقول أنها من العقوبات الشرعية التي هي مثل (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) نظيرها أن يملأ قلبك حب لما يكرهه فهذه من أعظم البلايا.
■ الإيمان الحقيقي هو الذي يحملك على الطاعة كما في قوله تعالى (قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين) إذا الطاعة لن تكون إلا إذا كان الإيمان كاملا وحقيقيا، أن ترى الأمور بمعيارها الصحيح لن يكون إلا مع الإيمان الحقيقي.
-----------------------------------
https://t.me/fwaidalayat
■ الإيمان الحقيقي هو الذي يحملك على الطاعة كما في قوله تعالى (قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين) إذا الطاعة لن تكون إلا إذا كان الإيمان كاملا وحقيقيا، أن ترى الأمور بمعيارها الصحيح لن يكون إلا مع الإيمان الحقيقي.
-----------------------------------
https://t.me/fwaidalayat
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق