قصة البقرة تعتبر من المحطات الرئيسية في السورة، باعتبار أن اسم السورة مرتبط بها.
هذه القصة بالرغم من أنها حدث من أحداث بني إسرائيل الكثيرة إلا أن أهميتها تكمن في الدلالات المرتبطة بأحداث هذه القصة.
■ ابتدأت بقول الله عز وجل (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)
●أولا: نعطي نظرة في مسألة أسلوب القصص القرآني، أسلوب القصص القرآني يدور ويتمحور حول العظة والعبرة من القصة، وليس كالقصص البشري الذي يحكمه كثيرا مسألة الإمتاع القصصي، فهنا هل ما ذكر في أول آية هو أول حدث في هذه القصة؟ لا، أول حدث نجده في آخر القصة في قوله تعالى (وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون) إذن لماذا قُدم ما هو في وسط الحدث إلى أن يكون في أول الحدث؟
هذا يرجع إلى قضية أن المسألة مرتبطة بالعظة والعبرة، فالعظة والعبرة هي ذلك الحوار الدائر بين موسى عليه السلام وبين قومه، وكيف كانت ردودهم، أما مسألة الإحياء بعد الإماتة ومعرفة من هو القاتل، فنعم هو أحد أغراض القصة ولكنه ليس الغرض الأولي منها، فلذلك من أهمية هذا الموضوع أن صعدت هذه القصة إلى أن تكون عنوانا للسورة حتى تكون أيضا عنوانا على أخلاق اليهود. هذا من حيث النسج القصصي في هذه القصة.
لكن لو بدأنا من أول آية لما أمرهم أن يذبحوا بقرة، بادروا بإجابة (أتتخذنا هزوا) فكيف كان الرد عليهم؟ (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) فدل ذلك على أن الاستهزاء بالناس جهل وبالتالي ينبغي أن نصون ألسنتنا عن الاستهزاء بالآخرين لأنه لا يُقدم عليه إلا الجهلة فلذلك برأ موسى عليه السلام نفسه من الجهل لما اتهموه بأنه يستهزئ بهم.
● الآيات أفادت أيضا أن عدم قبول الحق من أول مرة عندما يبرز للإنسان ويكون قائما بالحجة، فإذا لم يقبله الإنسان من أول مرة يوشك أن يُشدد الله عز وجل عليك أيها الإنسان، فلو أردت أن تتبع الحق يوشك ألا تستطيع ذلك، وهذا واضح من أنهم لم يقبلوا الحق من أول مرة فشدد الله عز وجل عليهم في مواصفات هذه البقرة، فلذلك في نهاية المطاف (فذبحوها وما كادوا يفعلون) فكان ذلك تشديد عليهم، ولذلك ورد في الحديث عن النبي ﷺ (إن الدين يسر ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا) فلذلك ينبغي أن تكون النفس مطواعة للحق ما أن يبان لك أيها الإنسان الحق إلا وتبادر على الفورية باتباعه والعمل بموجبه لئلا يشدد الله عز وجل عليك، أو أن يحول بينك وبين قلبك فما تستطيع أن تتبع الحق.
● من نِعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بيان الأمور الخفية التي يحصل معها الاختلاف إذا وقع هرج ومرج واختلاف، فمن نعمة الله عز وجل أن يُبصرك بالحق، فهنا في هذه القصة من فوائد قوله تعالى (فادارأتم فيها) أي بمعنى تدافعتم واختلفتم في من هو قاتله فكانت من النِعم عليهم أن أرشدهم الله عز وجل إلى ما يستبينون به الحق وهو مسألة ضرب الميت ببعض هذه البقرة.
● في قوله تعالى (والله مخرج ما كنتم تكتمون) تفيد هذه الآية أن من كتم باطلا فلا يظن أنه بمأمن أنه يستمر أن يكون كاتما، لأن الله عز وجل يخرج هذه السرائر، فإذا تعلقت حكمته بإظهارها أظهرها حتى ولو استمر، حتى لو فعل ما يفعل من شدة التحرز في الاستتار فإن الله عز وجل يفضح هذا الآثم إذا كتم ذلك الباطل، فلا يظن بمجرد الاستتار أنه يكون في أمان.
● في نهاية المطاف في الحديث عن هذه القصة قال الله عز وجل (ثم قست قلوبكم فهي كالحجارة) إذا أثبتت صفة قسوة القلب لبني إسرائيل، ومن مسببات قسوة القلب عند بني إسرائيل هي عدم قبولهم للحق لأن هذه (ثم قست) أتت تعليقا على ما دار في هذه القصة التي أبرز ما فيها أنهم لم يقبلوا الحق، ولم يستسلموا له.
● في قوله تعالي في الحجارة (وإن منها لما يهبط من خشية الله) فيها إثبات عبودية الجمادات، نحن نعرف أن المكلفين هم الجن والإنس – الثقلين- هم المكلفين بالعبادة وسيكون لهم حساب يوم القيامة، لكن دلت الآيات في مواطن متعددة أن الجمادات أو غير العاقل لهم عبادة، من بينها الآية التي بين أيدينا فإنه أثبت أن لهم خشية ولكن كيفية هذه العبودية هذه قد ما نصل إلى معرفتها وشاهدها قول الله عز وجل (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) فيقاس عليها الخشية أيضا ويقاس عليها سائر العبوديات. المهم أن الآيات تثبت أن الجمادات وأن الكون كله يسجد لله سبحانه وتعالى ويعبده ويخشاه.
-----------------------------------
https://t.me/fwaidalayat
● الآيات أفادت أيضا أن عدم قبول الحق من أول مرة عندما يبرز للإنسان ويكون قائما بالحجة، فإذا لم يقبله الإنسان من أول مرة يوشك أن يُشدد الله عز وجل عليك أيها الإنسان، فلو أردت أن تتبع الحق يوشك ألا تستطيع ذلك، وهذا واضح من أنهم لم يقبلوا الحق من أول مرة فشدد الله عز وجل عليهم في مواصفات هذه البقرة، فلذلك في نهاية المطاف (فذبحوها وما كادوا يفعلون) فكان ذلك تشديد عليهم، ولذلك ورد في الحديث عن النبي ﷺ (إن الدين يسر ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا) فلذلك ينبغي أن تكون النفس مطواعة للحق ما أن يبان لك أيها الإنسان الحق إلا وتبادر على الفورية باتباعه والعمل بموجبه لئلا يشدد الله عز وجل عليك، أو أن يحول بينك وبين قلبك فما تستطيع أن تتبع الحق.
● من نِعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بيان الأمور الخفية التي يحصل معها الاختلاف إذا وقع هرج ومرج واختلاف، فمن نعمة الله عز وجل أن يُبصرك بالحق، فهنا في هذه القصة من فوائد قوله تعالى (فادارأتم فيها) أي بمعنى تدافعتم واختلفتم في من هو قاتله فكانت من النِعم عليهم أن أرشدهم الله عز وجل إلى ما يستبينون به الحق وهو مسألة ضرب الميت ببعض هذه البقرة.
● في قوله تعالى (والله مخرج ما كنتم تكتمون) تفيد هذه الآية أن من كتم باطلا فلا يظن أنه بمأمن أنه يستمر أن يكون كاتما، لأن الله عز وجل يخرج هذه السرائر، فإذا تعلقت حكمته بإظهارها أظهرها حتى ولو استمر، حتى لو فعل ما يفعل من شدة التحرز في الاستتار فإن الله عز وجل يفضح هذا الآثم إذا كتم ذلك الباطل، فلا يظن بمجرد الاستتار أنه يكون في أمان.
● في نهاية المطاف في الحديث عن هذه القصة قال الله عز وجل (ثم قست قلوبكم فهي كالحجارة) إذا أثبتت صفة قسوة القلب لبني إسرائيل، ومن مسببات قسوة القلب عند بني إسرائيل هي عدم قبولهم للحق لأن هذه (ثم قست) أتت تعليقا على ما دار في هذه القصة التي أبرز ما فيها أنهم لم يقبلوا الحق، ولم يستسلموا له.
● في قوله تعالي في الحجارة (وإن منها لما يهبط من خشية الله) فيها إثبات عبودية الجمادات، نحن نعرف أن المكلفين هم الجن والإنس – الثقلين- هم المكلفين بالعبادة وسيكون لهم حساب يوم القيامة، لكن دلت الآيات في مواطن متعددة أن الجمادات أو غير العاقل لهم عبادة، من بينها الآية التي بين أيدينا فإنه أثبت أن لهم خشية ولكن كيفية هذه العبودية هذه قد ما نصل إلى معرفتها وشاهدها قول الله عز وجل (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) فيقاس عليها الخشية أيضا ويقاس عليها سائر العبوديات. المهم أن الآيات تثبت أن الجمادات وأن الكون كله يسجد لله سبحانه وتعالى ويعبده ويخشاه.
-----------------------------------
https://t.me/fwaidalayat
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق