في حالة ضيق النفس ينبغي أن تتخير ما يكون الوقف عليه أولى وأفضل من أن تصل وتقف على كلمة أخرى أو على جملة أخرى.
قاعدة مهمة جدا:
وهي: يغتفر في طول الفواصل وفي القصص ما لا يغتفر في غير ذلك.
السجاوندي رحمه الله سمّى هذا الوقف المُرخص ضرورة بمعنى أنه ليس وقفا في الأصل إنما يُرخص لضرورة كضيق النفس وما إلى ذلك لكن أتخير قدر الإمكان الجملة التي أقف عليها.
وهي: يغتفر في طول الفواصل وفي القصص ما لا يغتفر في غير ذلك.
السجاوندي رحمه الله سمّى هذا الوقف المُرخص ضرورة بمعنى أنه ليس وقفا في الأصل إنما يُرخص لضرورة كضيق النفس وما إلى ذلك لكن أتخير قدر الإمكان الجملة التي أقف عليها.
يعني البعض مثلا أتى بآية: (وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)) الآية طبعا يجب على الإنسان أن يقرأها كاملة إذا استطاع، لكن البعض والإخوة في الدول التي تقرأ بقراءة ورش بالذات لأن عندهم المد المشبع ست حركات، فبالطبع أي نفس في هذا الزمن لن يستطيع أن يقرأ الآيات كاملة لكن يُرخّص لك في هذه الآية أن تقف على ما يمكن الوقف عليه بالحد الأدنى لكن الأهم من الوقف الابتداء، من أين تبدأ.
في الآية مثلا ممكن تقرأ (وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا) ثم تقول (آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) القضية في الآية أن الآية كلها تقريبا من أول (آمِنُوا) إلى نهايتها مقولة القول، يعني القول الذي قالته هذه الطائفة وهو (آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا) إلخ الآية.
/ عندنا قضية الاغتفار في طول هذا الأمر وعندنا قضية أخرى تغتفر وهي الابتداء بما بعد القول يعني الابتداء بجملة مقول القول.
عليك أن تنسب القول إلى قائله ولن تنسب القول إلى قائله إلا بأن تصل بين القول وبين مقول القول، لكن يغتفر لك في مقول القول أن تبدأ بمقول القول أو بجزء منه على سبيل الحكاية، أنك تحكي عن قائل هذا القول ولست أنت الذي تقول. يعني أنت عندما تبدأ بجملة مقول القول فأنت تحكي قولا قاله القائل ولا تقول القول أنت.
وهذه تكلم فيها العلماء أيضا بأنها جائز لكن بشرط ألا يكون المقول مُوهما، مُوهما أنك أنت القائل أو أنك مؤيد لهذا القول، أو أنك مقرٌ لهذا القول. وخاصة إذا كان يمكنك بقدر الإمكان أن تجعل القول متصلا بالمقول.
مثلا: في قول الله تعالى: (لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ) هنا لا يجوز لك أن تبدأ بمقول القول بأي طريقة ولا بأي أسلوب ، يعني لا يجوز لك أن تقول (إن الله فقير ونحن أغنياء).
الوقف على (ونحن أغنياء) وقف ممتاز لأنه نهاية مقول القول. نهاية مقولهم (ونحن أغنياء).
جملة (سنكتب) ليست من جملة مقول القول وإنما هي رد عليهم (سنكتب ما قالوا) سنكتب قولهم هذا. إنما هم قالوا (إن الله فقير ونحن أغنياء) فلا يجوز لك أن تبدأ بهذا المقول لأنك الآن توهم معنى وكلام خطير.
س: أنا نفَسِي ضيق ولا يمكن أن أقرأ هذه الجملة كلها ماذا أفعل؟
اقرأ (لقد سمع الله قول الذين قالوا) ثم تبتدئ (قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) يعني قدر الإمكان.
مثال آخر:
قوله تعالى: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ) هل تقول إن الله ثالث ثلاثة؟
لا يجوز أبدا مهما كان الأمر.
لكن إذا كان مقول القول يمكن أن تبدأ به أو تبدأ ببعض منه مثل آية: (وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) لا مانع أن تقف على كلمة (آمِنوا) ثم تبتدئ بعد ذلك (آمنوا بالذي) على أساس أنك تحكي حكاية مقول القول عن من قاله. هذا من المرخص لك لطول مقول القول وأنت لا تستطيع أن تقرأ الآيات كلها متصلة، فإذا استطعت فلا ينبغي أن تقسم الآية، لا عذر لك. وبالطبع مقول القول هاهنا واضح أنه منسوب لقائله ولا يوهم معنى آخر مثل الآيات التي ذكرناها.
في الآية مثلا ممكن تقرأ (وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا) ثم تقول (آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) القضية في الآية أن الآية كلها تقريبا من أول (آمِنُوا) إلى نهايتها مقولة القول، يعني القول الذي قالته هذه الطائفة وهو (آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا) إلخ الآية.
/ عندنا قضية الاغتفار في طول هذا الأمر وعندنا قضية أخرى تغتفر وهي الابتداء بما بعد القول يعني الابتداء بجملة مقول القول.
عليك أن تنسب القول إلى قائله ولن تنسب القول إلى قائله إلا بأن تصل بين القول وبين مقول القول، لكن يغتفر لك في مقول القول أن تبدأ بمقول القول أو بجزء منه على سبيل الحكاية، أنك تحكي عن قائل هذا القول ولست أنت الذي تقول. يعني أنت عندما تبدأ بجملة مقول القول فأنت تحكي قولا قاله القائل ولا تقول القول أنت.
وهذه تكلم فيها العلماء أيضا بأنها جائز لكن بشرط ألا يكون المقول مُوهما، مُوهما أنك أنت القائل أو أنك مؤيد لهذا القول، أو أنك مقرٌ لهذا القول. وخاصة إذا كان يمكنك بقدر الإمكان أن تجعل القول متصلا بالمقول.
مثلا: في قول الله تعالى: (لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ) هنا لا يجوز لك أن تبدأ بمقول القول بأي طريقة ولا بأي أسلوب ، يعني لا يجوز لك أن تقول (إن الله فقير ونحن أغنياء).
الوقف على (ونحن أغنياء) وقف ممتاز لأنه نهاية مقول القول. نهاية مقولهم (ونحن أغنياء).
جملة (سنكتب) ليست من جملة مقول القول وإنما هي رد عليهم (سنكتب ما قالوا) سنكتب قولهم هذا. إنما هم قالوا (إن الله فقير ونحن أغنياء) فلا يجوز لك أن تبدأ بهذا المقول لأنك الآن توهم معنى وكلام خطير.
س: أنا نفَسِي ضيق ولا يمكن أن أقرأ هذه الجملة كلها ماذا أفعل؟
اقرأ (لقد سمع الله قول الذين قالوا) ثم تبتدئ (قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) يعني قدر الإمكان.
مثال آخر:
قوله تعالى: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ) هل تقول إن الله ثالث ثلاثة؟
لا يجوز أبدا مهما كان الأمر.
لكن إذا كان مقول القول يمكن أن تبدأ به أو تبدأ ببعض منه مثل آية: (وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) لا مانع أن تقف على كلمة (آمِنوا) ثم تبتدئ بعد ذلك (آمنوا بالذي) على أساس أنك تحكي حكاية مقول القول عن من قاله. هذا من المرخص لك لطول مقول القول وأنت لا تستطيع أن تقرأ الآيات كلها متصلة، فإذا استطعت فلا ينبغي أن تقسم الآية، لا عذر لك. وبالطبع مقول القول هاهنا واضح أنه منسوب لقائله ولا يوهم معنى آخر مثل الآيات التي ذكرناها.
الخلاصة:
/ يغتفر لنا في طوال الفواصل والقصص ما لا يغتفر في غيره، لكن عند ضيق النفس نتخير قدر الإمكان مكان الوقف.
/ وفي قضية مقول القول لابد أن تعتبر الاعتبارات المذكورة عند الابتداء.
/ يغتفر لنا في طوال الفواصل والقصص ما لا يغتفر في غيره، لكن عند ضيق النفس نتخير قدر الإمكان مكان الوقف.
/ وفي قضية مقول القول لابد أن تعتبر الاعتبارات المذكورة عند الابتداء.
/ في قول الله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172)) الأعراف
في المصاحف (قالوا بلى) وضع عليها ثلاث نقاط، (شهدنا) وضع عليها ثلاث نقاط ، وهذه علامة الوقف المتعانق أو وقف المراقبة كما يسميه البعض. يعني أنك إذا وقفت على الكلمة الأولى لا تقف على الثانية، لا يجوز لك أن تقف على الثنتين، إما أن تقف على الأولى وإما أن تقف على الثانية.
س: هل يجوز الوقف على (بلى) والابتداء من (شهدنا)؟
(ألست بربكم) هذا استفهام مقترن بالنفي. أنا عندي في الجملة استفهام يتطلب جوابا، وعندي نفي يتطلب إثباتا أو إبطالا.
وعندي منفي يتطلب تقريرا أو نفيا.
مثال تقريبي: عندما أقول: ألست أخي؟ الهمزة هنا استفهام.
والاستفهام قد يكون تقريريا وقد يكون إنكاريا، على حسب الوضع.
وعندي النفي الذي هو: ألست أخي؟ فالنفي (لست) أنت مطلوب منك أن تُبطل هذا النفي أو أن تُقر هذا النفي.
إذا أقررته فأنت تنفي الأخوة، وإذا أبطلت النفي فأنت تُثبت الأخوة.
الأخوة هنا هي المنفية أو المثبتة، إما أن تنفيها وإما أن تثبتها. فكأني قلت: لا أنت أخي، بل أنت أخي لأن كلمة (بلى) أصلها (بل)، بل أنت أخي، فأنا أبطلتُ النفي وقررت المنفي.
/ في الآية: عندنا (بلى) أبطلت النفي الذي هو (ليس)، وتُقِر بالمنفي، فعندما قال الله تعالى (ألست بربكم) فأجابت ذرية بني آدم (قالوا بلى) هذه هي إجابتهم التي أبطلت النفي وأقرت بالمنفى.
في المصاحف (قالوا بلى) وضع عليها ثلاث نقاط، (شهدنا) وضع عليها ثلاث نقاط ، وهذه علامة الوقف المتعانق أو وقف المراقبة كما يسميه البعض. يعني أنك إذا وقفت على الكلمة الأولى لا تقف على الثانية، لا يجوز لك أن تقف على الثنتين، إما أن تقف على الأولى وإما أن تقف على الثانية.
س: هل يجوز الوقف على (بلى) والابتداء من (شهدنا)؟
(ألست بربكم) هذا استفهام مقترن بالنفي. أنا عندي في الجملة استفهام يتطلب جوابا، وعندي نفي يتطلب إثباتا أو إبطالا.
وعندي منفي يتطلب تقريرا أو نفيا.
مثال تقريبي: عندما أقول: ألست أخي؟ الهمزة هنا استفهام.
والاستفهام قد يكون تقريريا وقد يكون إنكاريا، على حسب الوضع.
وعندي النفي الذي هو: ألست أخي؟ فالنفي (لست) أنت مطلوب منك أن تُبطل هذا النفي أو أن تُقر هذا النفي.
إذا أقررته فأنت تنفي الأخوة، وإذا أبطلت النفي فأنت تُثبت الأخوة.
الأخوة هنا هي المنفية أو المثبتة، إما أن تنفيها وإما أن تثبتها. فكأني قلت: لا أنت أخي، بل أنت أخي لأن كلمة (بلى) أصلها (بل)، بل أنت أخي، فأنا أبطلتُ النفي وقررت المنفي.
/ في الآية: عندنا (بلى) أبطلت النفي الذي هو (ليس)، وتُقِر بالمنفي، فعندما قال الله تعالى (ألست بربكم) فأجابت ذرية بني آدم (قالوا بلى) هذه هي إجابتهم التي أبطلت النفي وأقرت بالمنفى.
(شهدنا) الكلمة هذه إما أن تكون من كلام ذرية بني آدم تأكيدا لقولهم (بلى) فهنا لا تقف على (بلى) وقِف على (شهدنا) (قالوا بلى شهدنا) وبهذا تكون جعلت (شهدنا) من مقول قول الذرية.
والبعض الآخر من العلماء يقول: أن الله جل وعلا عندما أجابت الذرية (بلى) قال للملائكة: اشهدوا على ذلك، فالملائكة قالت: شهدنا.
إذن تفصل بين قول الذرية وبين قول الملائكة (قالوا بلى) ثم (شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين)
/ إذا كانت (شهدنا) من كلام الذرية صِلها بقوله (بلى) وقف عليها.
/ إذا كانت من كلام الملائكة ِقف على (بلى) وابدأ (شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين).
والبعض الآخر من العلماء يقول: أن الله جل وعلا عندما أجابت الذرية (بلى) قال للملائكة: اشهدوا على ذلك، فالملائكة قالت: شهدنا.
إذن تفصل بين قول الذرية وبين قول الملائكة (قالوا بلى) ثم (شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين)
/ إذا كانت (شهدنا) من كلام الذرية صِلها بقوله (بلى) وقف عليها.
/ إذا كانت من كلام الملائكة ِقف على (بلى) وابدأ (شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين).
/ قوله تعالى: (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120))
س: هذه الآية لا يوجد فيها علامات وقف والنفَس لا يساعدني أن آتي بها كاملة فأين أقف؟ ومن أين أبدأ؟ بارك الله فيكم.
الجواب:
عندنا محطات في الآيات يجوز لك أن تقف عليها، يعني عندك (ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) هنا المعنى طيب وجيد فلك أن تقف هاهنا وتبدأ (ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله..)، وإذا لم تتمكن بنفَسك من الوصول إلى قوله (إلا كتب لهم به عمل صالح) لأنها المحطة الثانية في الآية، فلك أن تقف على أي جملة من هذه الجمل وتبدأ بما قبلها. يعني يُغتفر لك أن تقف وتبدأ بما قبلها لكن بشرط لا تقف وقفا يوهم معنى آخر، أو يكون فيه إبهام للمعنى.
س: هذه الآية لا يوجد فيها علامات وقف والنفَس لا يساعدني أن آتي بها كاملة فأين أقف؟ ومن أين أبدأ؟ بارك الله فيكم.
الجواب:
عندنا محطات في الآيات يجوز لك أن تقف عليها، يعني عندك (ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) هنا المعنى طيب وجيد فلك أن تقف هاهنا وتبدأ (ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله..)، وإذا لم تتمكن بنفَسك من الوصول إلى قوله (إلا كتب لهم به عمل صالح) لأنها المحطة الثانية في الآية، فلك أن تقف على أي جملة من هذه الجمل وتبدأ بما قبلها. يعني يُغتفر لك أن تقف وتبدأ بما قبلها لكن بشرط لا تقف وقفا يوهم معنى آخر، أو يكون فيه إبهام للمعنى.
/ قوله تعالى: (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) )
س: هل يجوز الوقف على (صبيا) ثم نبتدئ من قوله تعالى (من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله..)؟
ج: جملة (من كان في المهد صبيا) أليس هذا متعلقا بقوله (كيف نكلم)؟ ، وأليس هذا متعلقا بقوله (قالوا)؟ ، وأليس هذا مقول القول؟
والكلام واضح أن القارئ هو الذي يقطع وهو الذي يبدأ هذا الابتداء مع أنه في إمكانه أن يقرأ مقول القول كاملا (قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا).
لو أنك بدأت بجملة (من كان في المهد صبيا) ماذا تفيد هذه الجملة؟ لو كان مقول القول طويلا لقلت لك ابدأ من (كيف نكلم من كان في المهد…) إنما مقول القول ليس طويلا يعني يجوز لك أن تقرأه كاملا ولا يجوز لك أن تتعنت وتأتي بوقف أو بابتداء تشير فيه إلى أنك تبين معنى أو أنك توضح معنى لو أراد الله أن يوضحه لوضحه. قدر الإمكان كن ملتزما بالمعنى الذي أراده الله تبارك وتعالى.
س: هل يجوز الوقف على (صبيا) ثم نبتدئ من قوله تعالى (من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله..)؟
ج: جملة (من كان في المهد صبيا) أليس هذا متعلقا بقوله (كيف نكلم)؟ ، وأليس هذا متعلقا بقوله (قالوا)؟ ، وأليس هذا مقول القول؟
والكلام واضح أن القارئ هو الذي يقطع وهو الذي يبدأ هذا الابتداء مع أنه في إمكانه أن يقرأ مقول القول كاملا (قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا).
لو أنك بدأت بجملة (من كان في المهد صبيا) ماذا تفيد هذه الجملة؟ لو كان مقول القول طويلا لقلت لك ابدأ من (كيف نكلم من كان في المهد…) إنما مقول القول ليس طويلا يعني يجوز لك أن تقرأه كاملا ولا يجوز لك أن تتعنت وتأتي بوقف أو بابتداء تشير فيه إلى أنك تبين معنى أو أنك توضح معنى لو أراد الله أن يوضحه لوضحه. قدر الإمكان كن ملتزما بالمعنى الذي أراده الله تبارك وتعالى.
س: هل الوقف على الفواصل القرآنية مُلزم؟
الجواب باختصار:
قولك مُلزم، ليس مُلزما، يعني الوقف على رؤوس الآي حتى لو قلنا إنه سنة أخذا من حديث أم سلمة، والحديث فيه كلام يطول توضيحه الآن، والحديث ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع قراءته آية آية فكان يقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف الحمد لله رب العالمين ثم يقف) وهكذا، من هنا قال البعض: أن الوقف على رؤوس الآي سنة بدليل هذا الحديث.
ثم قال البعض الآخر: أن هذا الحديث لا يصلح دليلا لأن نجعل الوقف على رؤوس الآي في القرآن كله سنة إنما كان الحديث للبيان والتعلم فقط وليس لتطبيق سنة على جميع الآيات لأن هناك من الآيات ومن الفواصل شدة علاقة بينها وبين ما بعدها كقوله تعالى (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرن) والابتداء (في الدنيا والآخرة) هل يجعل (في الدنيا والآخرة) لها دلالة في المعنى؟ يعني (في الدنيا والآخرة) متعلقة.
هناك آيات من القرآن الكريم ترى من الضروري الوصل لبيان المعنى.
فحتى على قول القائلين بأن الوقف على رؤوس الآي السنة فما يؤخذ من السنة ليس مُلزما في كل الآيات وإنما هو أمر جائز طالما أن المعنى يتطلب ذلك.
الجواب باختصار:
قولك مُلزم، ليس مُلزما، يعني الوقف على رؤوس الآي حتى لو قلنا إنه سنة أخذا من حديث أم سلمة، والحديث فيه كلام يطول توضيحه الآن، والحديث ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع قراءته آية آية فكان يقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف الحمد لله رب العالمين ثم يقف) وهكذا، من هنا قال البعض: أن الوقف على رؤوس الآي سنة بدليل هذا الحديث.
ثم قال البعض الآخر: أن هذا الحديث لا يصلح دليلا لأن نجعل الوقف على رؤوس الآي في القرآن كله سنة إنما كان الحديث للبيان والتعلم فقط وليس لتطبيق سنة على جميع الآيات لأن هناك من الآيات ومن الفواصل شدة علاقة بينها وبين ما بعدها كقوله تعالى (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرن) والابتداء (في الدنيا والآخرة) هل يجعل (في الدنيا والآخرة) لها دلالة في المعنى؟ يعني (في الدنيا والآخرة) متعلقة.
هناك آيات من القرآن الكريم ترى من الضروري الوصل لبيان المعنى.
فحتى على قول القائلين بأن الوقف على رؤوس الآي السنة فما يؤخذ من السنة ليس مُلزما في كل الآيات وإنما هو أمر جائز طالما أن المعنى يتطلب ذلك.
/ قوله تعالى: ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ)
بعض القراء يقرأ (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) ويقف على كلمة ( استحياء) ثم يبدأ (على استحياء قالت..) فما حكم هذا الوقف؟
ج: هذا الوقف البعض جعله من الوقف المتعانق، أي لو وقفت على (تمشي) لا تقف على (استحياء) فمن وقف على تمشي جعل الاستحياء في القول، من جعل الحياء في القول قال (على استحياء قالت إن أبي يدعوك).
لكن هذا الابتداء والوقف على (تمشي) عليه اعتراض من البعض بأنها تُبين أنها هل جاءت ماشية وجاءت الأخرى راكبة، يعني فجاءته إحداهما تمشي طيب والأخرى؟ لكن القرآن لم يذكر الأخرى هنا في المجيء، المجيء جاءت واحدة.
والحياء في القول في هذا الموقف عندي أبلغ من الحياء في المشية لعدة أسباب:
أولها: الحياء في المشية وفي الحركة ظهر سابقا من المرأتين عندما وجدهما تذودان ولم يختلطا بالرجال. إذن الحياء في المشية ثابت سابقا.
ثانيا: الحياء في القول يلفت نظر المقول له بالضرورة أكثر من المشية. يعني المشية قد لا تلفت نظر الجميع وهما متسترتان في الأصل.
لكن الحياء في القول، والله جل وعلا عندما نهى النساء نهاهن أن يخضعن بالقول (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) إذن الحياء في القول أبلغ وأدق مع أنه يرى البعض العكس، يرى البعض أن الحياء في المشية هو الأصل وهو الأولى. لكن أنا أقول من خلال السياق ومن خلال فهمي للمعنى ومن خلال فهمي للواقع عدم الحياء في القول، أو الخضوع في القول يلفت نظر المقول له بالضرورة بالتأكيد لكن يطمع الذي في قلبه مرض، ولا يطمع الذي ليس في قلبه مرض لأن الله قال (فيطمع الذي في قلبه مرض).
ولو جعلنا الاستحياء مرة في المشية وجعلناه مرة في القول يعني قرأت (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) ثم قرأت (على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) هنا كأني كررت جملة (على استحياء) مرتين جعلتها مرة متعلقة بالمشية، ومرة متعلقة بالقول. و الله تبارك وتعالى لو شاء يكرر لكرر ألم يقل الله (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان) كرر الخلق لماذا؟ لأن كلمة (خلق) لا تصلح أن تجعلها مرة مع الجملة الأولى ومرة مع الجملة الثانية، إنما جعل لهذه فعل وجعل لهذه فعل.
فالله تبارك وتعالى لو أراد أن يكرر جملة (على استحياء) فيجعلها في المشية ثم يجعلها في القول لقال (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء على استحياء قالت) كانت جملة (على استحياء) تكررت مرتين لأن الله جل وعلا يكرر مثل هذا كثيرا: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال) لماذا كرر الله كلمة (فيه)؟ أما كانت واحدة تكفي ونقرأها مرة مع الأولى في الجملة الأولى ومرة مع الجملة الثانية؟ لكن الله جل وعلا كرر الكلمة مرتين لأن الكلمة لا تصلح للجملة الأولى وتصلح في نفس الوقت الجملة الثانية إنما هي تصلح لواحدة من الثنتين.
/ لكن من أراد أن يجعل الحياء في المشي لا مانع، يعني (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) ويقف. ويرى أن الحياء في المشية أولى وأبلغ ما فيه مانع.
/ ومن أراد أن يجعل الحياء في القول ما فيه مانع.
/ فقط لا تجعل جملة (على استحياء) تتكرر مرتين لأنك كأنك تستدرك على الله تبارك وتعالى، ولأن هذه قضية موجودة بكثرة في القرآن الكريم.
بعض القراء يقرأ (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) ويقف على كلمة ( استحياء) ثم يبدأ (على استحياء قالت..) فما حكم هذا الوقف؟
ج: هذا الوقف البعض جعله من الوقف المتعانق، أي لو وقفت على (تمشي) لا تقف على (استحياء) فمن وقف على تمشي جعل الاستحياء في القول، من جعل الحياء في القول قال (على استحياء قالت إن أبي يدعوك).
لكن هذا الابتداء والوقف على (تمشي) عليه اعتراض من البعض بأنها تُبين أنها هل جاءت ماشية وجاءت الأخرى راكبة، يعني فجاءته إحداهما تمشي طيب والأخرى؟ لكن القرآن لم يذكر الأخرى هنا في المجيء، المجيء جاءت واحدة.
والحياء في القول في هذا الموقف عندي أبلغ من الحياء في المشية لعدة أسباب:
أولها: الحياء في المشية وفي الحركة ظهر سابقا من المرأتين عندما وجدهما تذودان ولم يختلطا بالرجال. إذن الحياء في المشية ثابت سابقا.
ثانيا: الحياء في القول يلفت نظر المقول له بالضرورة أكثر من المشية. يعني المشية قد لا تلفت نظر الجميع وهما متسترتان في الأصل.
لكن الحياء في القول، والله جل وعلا عندما نهى النساء نهاهن أن يخضعن بالقول (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) إذن الحياء في القول أبلغ وأدق مع أنه يرى البعض العكس، يرى البعض أن الحياء في المشية هو الأصل وهو الأولى. لكن أنا أقول من خلال السياق ومن خلال فهمي للمعنى ومن خلال فهمي للواقع عدم الحياء في القول، أو الخضوع في القول يلفت نظر المقول له بالضرورة بالتأكيد لكن يطمع الذي في قلبه مرض، ولا يطمع الذي ليس في قلبه مرض لأن الله قال (فيطمع الذي في قلبه مرض).
ولو جعلنا الاستحياء مرة في المشية وجعلناه مرة في القول يعني قرأت (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) ثم قرأت (على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) هنا كأني كررت جملة (على استحياء) مرتين جعلتها مرة متعلقة بالمشية، ومرة متعلقة بالقول. و الله تبارك وتعالى لو شاء يكرر لكرر ألم يقل الله (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان) كرر الخلق لماذا؟ لأن كلمة (خلق) لا تصلح أن تجعلها مرة مع الجملة الأولى ومرة مع الجملة الثانية، إنما جعل لهذه فعل وجعل لهذه فعل.
فالله تبارك وتعالى لو أراد أن يكرر جملة (على استحياء) فيجعلها في المشية ثم يجعلها في القول لقال (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء على استحياء قالت) كانت جملة (على استحياء) تكررت مرتين لأن الله جل وعلا يكرر مثل هذا كثيرا: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال) لماذا كرر الله كلمة (فيه)؟ أما كانت واحدة تكفي ونقرأها مرة مع الأولى في الجملة الأولى ومرة مع الجملة الثانية؟ لكن الله جل وعلا كرر الكلمة مرتين لأن الكلمة لا تصلح للجملة الأولى وتصلح في نفس الوقت الجملة الثانية إنما هي تصلح لواحدة من الثنتين.
/ لكن من أراد أن يجعل الحياء في المشي لا مانع، يعني (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) ويقف. ويرى أن الحياء في المشية أولى وأبلغ ما فيه مانع.
/ ومن أراد أن يجعل الحياء في القول ما فيه مانع.
/ فقط لا تجعل جملة (على استحياء) تتكرر مرتين لأنك كأنك تستدرك على الله تبارك وتعالى، ولأن هذه قضية موجودة بكثرة في القرآن الكريم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق