/ مقاصد هذه الآيات:
تضمنت هذه الآيات صفات المنافقين والمقصد الأساس منها:
أولاً : التحذير من الاتصاف بهذه الصفات.
ثانياً : الحذر من المنافقين ومن مكرهم.
فيحذر المؤمن أولاً أن يقع في شيءٍ من هذه الصفات لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر علامة المنافقين فقال (أربعٌ من كن فيه كان منافقاً خالصا ومن كانت فيه خصلةٌ منهن كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدعها) فلابد من التخلص من جميع خصال المنافقين ومنها ما ورد في هذه الآيات وما ورد في آياتٍ أخر كثيرة في القرآن .
فنحذر أن نتصف بهذه الصفات أولاً، ثم إذا سلّمنا الله من هذه الصفات نحذر من المنافقين ومن مكرهم وخداعهم وكيدهم.
وكان المنافق في حال ظهور الإسلام وظهور أهله وظهور السنة وأهلها حينها يريد أن يتخفى فيُظهر خلاف ما يُبطن لكن كثيراً من منافقوا زماننا يظهرون ما كانوا يبطنونه سابقا ويعادون الإسلام معاداةً صريحةً بطريقةٍ ملتوية، بمعنى أنه يأتي إلى حكمٍ من أحكام الشريعة فيتظاهر بأن المسألة خلافية أو أن دليلها ليس صريحاً، أو أن الدليل مشكوكٌ فيه ، يشكك في بعض أحاديث السنة لا من باب أنه منافقٌ أو يريد الطعن في الدين، يتظاهر بأنه إنما يريد تصفية الدين مما علِق به. فلذلك يجب الحذر من هؤلاء وهؤلاء ، يُعرفون بلحن قولهم وبما يحرصون عليه عادةً من الدعوة إلى كثيرٍ مما يخالف شريعة الإسلام لكن بطرقٍ ظاهرها قد ينخدع به من لا عِلم عنده والله المستعان.
ومما نحتاجه كثيراً في هذا الزمان كثرة دعاء الله سبحانه وتعالى بطلب الهداية منه وأن يبصرنا بديننا وأن يصرف عنا كيد الكائدين وخداع المخادعين ومكر الماكرين. *
------------------------------------------
*أ. د. أبصار الإسلام بن وقار الإسلام (بتصرف يسير)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق